صواريخ كوريا الشمالية إلى روسيا.. أكثر من مجرد صفقة سلاح

عرب وعالم

اليمن العربي

ألقت وسائل الإعلام الغربية الضوء على تقارير تفيد بشراء روسيا أنظمة صاروخية من كوريا الشمالية، ما يثير تساؤلات حول أهداف الصفقة.

 

وقال تقرير لموقع "نيوزويك" الأمريكي إن الولايات المتحدة بدأت تزويد أوكرانيا بنظام "هيمارس HIMARS" خلال الصيف، واستخدمته كييف في القتال ضد الجيش الروسي.

 

ولهذا السبب، لجأت روسيا إلى كوريا الشمالية لتزويدها بنظام صاروخي قادر على الصمود ضد هيمارس.

 

وقارن التقرير بين نظام "كي إن -25" الكوري الشمالي، ونظام هيمارس الأمريكي، وقال إن "KN-25" هو واحد من أقوى الأسلحة في ترسانة بيونج يانج.


مقارنة النظامين

 

وأحد المجالات التي يكون فيها "KN-25" أفضل من "هيمارس" هو النطاق، فمدى النظام الأمريكي، الذي يعد أطول من الأسلحة التي استخدمتها أوكرانيا في الأشهر الأولى للحرب، يصل إلى 300 كيلومتر.

 

وسمح "هيمارس" للجيش الأوكراني بدفع القوات الروسية إلى الخلف. ووفقًا لشركة "لوكهيد مارتن"، فإن راجمات هيمارس لها "مدى مثبت يصل إلى 300 كيلومتر"، أو نحو 186 ميلًا.

 

ومع ذلك، قالت الشركة المصنعة للأسلحة أيضًا إنها تطور ذخائر لتوسيع مداها إلى 499 كيلومترًا (نحو 310 أميال).

 

في المقابل، فإن "كي إن-٢٥" يملك نطاقا أبعد من هيمارس، إذ يبلغ مدى المنظومة الكورية الشمالية نحو 380 كيلومترا (236 ميلا)، ما سيسمح لروسيا بشن هجمات ضد جزء كبير من أوكرانيا.

 

ومن ناحية أخرى، فإن راجمات ًهيمارسً أمريكية الصنع لديها القدرة على الوصول إلى سرعات أعلى من "كي إن-٢٥"، إذ تبلغ سرعة هيمارس القصوى 85 كم/ ساعة (نحو 53 ميلًا في الساعة).

 

بينما تبلغ أقصى سرعة للمنظومة الكورية نحو 80 كم / ساعة (نحو 50 ميلًا في الساعة)، وفقًا لموقع "ميليتارى توداى".

 

وأشار تقرير "نيوزويك" إلى أن العديد من مواصفات "KN-25"، بما في ذلك الوزن الأقصى الذي يمكن أن يحمله الصاروخ، غير معروفة، لذلك من الصعب تنظيم مقارنة دقيقة بين النظامين.

 

وجرى اختبار الصواريخ الكورية الشمالية لأول مرة في عام 2019، عندما وصلت إلى ارتفاع أقصى يبلغ 97 كيلومترًا (نحو 60 ميلًا)، على مقاييس خطورة وتهديد الصواريخ.

 


أسلحة قديمة؟

 

وفى غضون ذلك، هون تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" من خطورة الأسلحة الكورية الشمالية فيما يتعلق بتداعياتها على ميدان المعارك في أوكرانيا.

 

ونقل التقرير عن بروس بينيت، وهو خبير أمني كبير في شركة راند ومقرها كاليفورنيا، قوله إن معظم قذائف المدفعية التي سيتم إرسالها إلى روسيا من المرجح أن تكون ذخيرة للأسلحة الصغيرة، مثل بنادق "كلاشينكوف AK-47" أو رشاشات.

 

فيما قال "لي إيلو" وهو خبير في شبكة الدفاع في كوريا الجنوبية، إن ثمة شكوكا بين المراقبين في فائدة ذخيرة كوريا الشمالية للحملة الروسية في أوكرانيا، إذ أن بيونج يانج ستبيع على الأرجح قذائف قديمة تريد استبدالها بأحدث أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، على حد قوله.

 

ووفقًا لتقييم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تمتلك كوريا الشمالية ما يقدر بنحو 20000 قطعة مدفعية بما في ذلك قاذفات صواريخ متعددة في الخدمة، وهو رقم يعتبره محللون بأنه "أكثر بكثير من أي دولة أخرى في العالم".

 

ومن ناحية أخرى، قال يانج أوك، المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية، إنه من غير المرجح أن تزود كوريا الشمالية روسيا بصواريخ باليستية تعتبرها حاسمة في استراتيجياتها العسكرية تجاه واشنطن وسول.


المقابل؟

 

وفي مقابل منظومة الصواريخ، من المرجح أن كوريا الشمالية تريد الغذاء والوقود ومكونات الطائرات الحربية وغيرها من المواد من روسيا.

 

وقال المحللون إن كوريا الشمالية تجد صعوبة في شراء مثل هذه السلع من الخارج بموجب عقوبات الأمم المتحدة التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي.

 

وقال يانج إنه من الممكن أن تسعى كوريا الشمالية للحصول على تقنيات أسلحة روسية متقدمة من شأنها أن تعزز جهودها لبناء صواريخ أكثر قوة وعالية التقنية تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها.