هجمة مرتدة.. أوروبا تعاني من العقوبات ضد روسيا

اقتصاد

اليمن العربي

قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن العقوبات الغربية ضد روسيا لن تظهر تأثيراتها قبل عدة سنين، في الوقت الذي بدأت دول أوروبية تعاني من وقف الغاز الروسي.

 

وأوضحت المجلة في تقرير نشرته، الجمعة، أن التحدي الأكبر بعيد المدى لحملة الغرب للضغط على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا هو حقيقة أن القوى الاقتصادية العظمى في العالم لم ترفض فقط الانضمام إلى نظام العقوبات الذي تقوده واشنطن، بل استمرت في تعميق علاقاتها التجارية والمالية مع موسكو.

 

وأشارت المجلة إلى أن كلا من الهند والصين كثفتا وتيرة وارداتهما من الطاقة من روسيا خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما كانت هناك تقارير موثوقة عن البيع السابق للنفط الروسي المكرر إلى مستوردين أوروبيين وأمريكيين، مضيفة أن أرباح روسيا من صادرات الطاقة ارتفعت بشكل كبير في أعقاب العقوبات الغربية في أوائل العام.

وأضافت المجلة: "يقول الخبراء إن آثار العقوبات على روسيا قد تستغرق سنوات لتظهر بالكامل، وحتى في هذه الحالة، ليس هناك ما يضمن أن الركود الاقتصادي المتوقع سيحدث على نطاق كافٍ لتجويع آلة حرب الكرملين أو إحداث تغييرات إيجابية ذات مغزى في السياسة الخارجية لروسيا".

 

ولفتت المجلة إلى أن موسكو تعتقد بدافع من اقتناعها بأن مصالحها الوجودية تتوقف على الانتصار في أوكرانيا، وأن بإمكانها الصمود أكثر من الغرب اقتصاديًا وفي ساحة المعركة، مشيرة إلى أن روسيا تمكنت حتى الآن إلى حد كبير من تخفيف آلام العقوبات وتحول إستراتيجيتها في أوكرانيا من محاولة الاستيلاء بسرعة على المدن الكبرى إلى استنزاف القوات الأوكرانية في معارك طاحنة.

 

وقالت المجلة إنه في غضون ذلك، يعاني المستهلكون الأوروبيون من ارتفاع فواتير التدفئة والكهرباء، فيما يتدافع المسؤولون لاحتواء أزمة الطاقة التي أطلقها ما وصفه الخبراء بخطة الاتحاد الأوروبي سيئة التصميم لوقف الاعتماد على واردات الطاقة الروسية.


ألمانيا والركود الاقتصادي

 

ونبّهت المجلة إلى أنه مع تأرجح ألمانيا على شفا الركود الاقتصادي، أعادت التحديات الاقتصادية المتزايدة في أوروبا إشعال المخاوف من أن دول الاتحاد الأوروبي قد تبدأ في الابتعاد عن نظام العقوبات الغربية ضد روسيا.

 

وذكرت أنه حتى قبل أن تهدد شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" رسميًا بقطع إمدادات الغاز عن العملاء الأوروبيين أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأوروبيين – بما في ذلك 49% من الألمان – يفضلون السياسات التي تهدف إلى تسهيل تسوية تفاوضية في أوكرانيا بدلًا من هزيمة روسيا العسكرية.

 

وختمت المجلة بالقول إنه مع استمرار الحرب ومع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق، فإن هذه الاتجاهات المتنامية قد تؤدي إلى تفتيت الجبهة المتحدة للغرب في أوكرانيا في وقت أقرب بكثير من تمكن نظام العقوبات من إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد الروسي.