كنزا هائلا.. صراع الدب والنسر والتنين على ثروات القطب الشمالي

اقتصاد

اليمن العربي

يتوقع الخبراء أن تشهد منطقة القطب الشمالي خلال العقدين المقبلين، صراعًا جديدًا بين الولايات المتحدة وروسيا والصين على الثروات الطبيعية.

وبحسب دراسة لجامعة ستانفورد الأمريكية، تعوم منطقة القطب الشمالي والتي يعيش بها نحو 4 ملايين نسمة، وتطل عليها دول النرويج والسويد وأيسلندا في أوروبا، وكندا وروسيا وجزء من ألاسكا في الولايات المتحدة، على ثروات ضخمة تقدر بـ35 تريليون دولار.

وتقدر ثروات القطب الشمالي بنحو 90 مليار برميل من النفط ما يعادل 15% من حجم احتياطيات العالم، حيث يضم بحر بارنتس المتواجد في الشمال الشرقي من النرويج والجزء الأوروبي من روسيا الذي يحتوي على أكثر من 60% من احتياطيات النفط غير المكتشفة، كما تحوي 17 تريليون قدم مكعب من الغاز أي 30% من الاحتياطي العالمي، كما تحوي كميات هائلة من النيكل والألماس والزنك، وهي مواد تستخدم في صناعات مختلفة من بينها الصناعات العسكرية.

وبحسب بيانات رسمية فإن ثلث موارد روسيا من الصيد البحري يأتي من منطقة القطب الشمالي الغني بالأسماك.

ويتوقع العلماء أن يذوب جليد منطقة القطب الشمالي بحلول عام 2050، وهذا يقلص مسافة النقل البحري بين شانغهاي ونيويورك لمدة تقدر بسبعة أيام، بعدما تظهر ممرات مائية جديدة وطرق شحن بعد ذوبان الجليد.

وقال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، في تصريح له يوم 22 نوفمبر 2022، لقد تم تطوير طريق البحر الشمالي كأهم ممرات النقل لروسيا، من أجل تعزيز إمكاناتنا التصديرية، وإنشاء طرق لوجستية فعّالة تصل إلى جنوب شرق آسيا.

وأكثر من نصف سواحل القطب الشمالي هي أراضي روسية يعيش فيها مليونا شخص أي نصف سكان هذه المنطقة، وإلى جانب روسيا تطل الولايات المتحدة وجرينلاند التابعة للدنمارك على القطب الشمالي بالإضافة إلى كندا وأيسلندا.

وتعتمد روسيا على الممر الشمالي الشرقي لربط أوروبا بآسيا عبر سيبيريا، وأقامت العديد من القواعد العسكرية والعلمية هناك.

وقال ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يوم 26 أغسطس 2022 في لقاء صحفي، إن روسيا أنشأت قيادة جديدة في القطب الشمالي، وفتحت المئات من المواقع العسكرية الجديدة، من العصر السوفيتي السابق في القطب الشمالي، بما في ذلك المطارات والموانئ المائية العميقة.

وتعتبر الصين نفسها دولة شبه قطبية، وأن تعداد سكانها يشكل خُمس سكان العالم وبالتالي فلها الحق في خُمس الثروات الطبيعية في القطب الشمالي.


لماذا تستهدف روسيا ثروات القطب الشمالي؟

ومطلع يناير 2023 أعلنت وزارة الموارد الطبيعية الروسية، أن احتياطياتها من النفط في منطقة القطب الشمالي، تبلغ نحو 7.3 مليار طن، وتم اكتشاف 37 حقلًا تتضمن رواسب هيدروكربونيات، و130 حقلًا لرواسب المعادن الصلبة في المنطقة.

وتتوقع موسكو ارتفاع في موارد الذهب بمقدار 158 طنًّا، والنحاس بمقدار 1.3 مليون طن، والزنك بمقدار 2.4 مليون طن، والرصاص بمقدار مليون طن، والفضة بمقدار 2.5 ألف طن، والهيدروكربونات بمقدار 4.3 مليار طن من الوقود المرجعي، وذلك خلال الفترة 2022/2023.

وأشارت إلى أن حقل "بريرازلومنويه" يعتبر أول حقل بحري في القطب الشمالي يتم فيه إنتاج النفط التجاري في روسيا.

وصرّح ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، نهاية ديسمبر 2022 بأن بلاده ستكون قادرة على إنتاج ما لا يقل عن 490-500 مليون طن من النفط خلال العام الجديد 2023.

وذكر نوفاك في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية، وقتها، أن موسكو ستنتج مثل هذه الكميات حتى في ظل الحظر النفطي الجديد الذي فرضه الاتحاد الأوروبي في الخامس من ديسمبر، وبعد إجراء مماثل بشأن المنتجات النفطية يبدأ العمل به في الخامس من فبراير.

يشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي، فرضت حد أقصى على أسعار النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولار للبرميل.