"شلل كامل".. مجلس النواب الأمريكي يفشل في اختيار رئيسه للمرة الرابعة

عرب وعالم

اليمن العربي

في سيناريو غير مسبوق منذ مئة عام، يعاني مجلس النواب الأمريكي "شللا كاملا" وسط خلافات في صفوف الجمهوريين حالت دون تمكن النواب من اختيار رئيس لهم.

واستؤنفت النقاشات عند الساعة 12:00 (17:00 بتوقيت غرينتش) في الكونجرس لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في ختام جولة رابعة من التصويت.

والمرشح الأوفر حظا لخلافة نانسي بيلوسي في رئاسة مجلس النواب، الجمهوري كيفن مكارثي، لا يزال ينتظر أصوات نحو 20 نائبا من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب الذين يتهمونه بأنه معتدل جدا ويتعمدون عرقلة هذه العملية.


"محرج"

مع تغيير في القواعد البرلمانية وارتفاع عدد النواب الذين ينتمون إلى التيار المحافظ المتشدد في الحزب، يستغل هؤلاء النواب الغالبية الجمهورية الضئيلة التي حققوها في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر، لكي يفرضوا شروطهم. ومن دون دعمهم لن يتمكن مكارثي من الوصول إلى المنصب.

وقال النائب عن تكساس تشيب روي، إن الأمريكيين يريدون وجها جديدا ورؤية جديدة وقيادة جديدة.

وكيفن مكارثي وهو من القيادات الجمهورية منذ أكثر من 10 سنوات، استجاب لعدد من مطالب هذه المجموعة لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى الخروج من الطريق المسدود لا بل أن معارضة ترشيحه بدت وكأنها تزداد.

ووصف الرئيس الديموقراطي جو بايدن، هذا الوضع بأنه "محرج"، مؤكدا أن "بقية العالم" يتابع هذه الفوضى.

وصباح الأربعاء خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن صمته، ودعا على شبكته للتواصل الاجتماعي، حزبه إلى بذل كل الجهود لتجنب "هزيمة".

وقال: "آن الأوان حاليا لنوابنا الجمهوريين في مجلس النواب أن يصوتوا لصالح كيفن" مكارثي الذي سيقوم "بعمل جيد" أو حتى "عمل رائع".

لكن الرئيس السابق الذي باتت سمعته كصانع ملوك، موضع شك في الأشهر الأخيرة، ولم يتمكن أيضا من إقناع كتلة المحافظين هذه بالتصويت مع الحزب.

ويتطلب انتخاب رئيس مجلس النواب، ثالث أهم شخصية في السياسة الأمريكية بعد الرئيس ونائب الرئيس، غالبية من 218 صوتا. وخلال الجولات الأربع الأولى من التصويت لم يتمكن مكارثي من تجاوز عتبة 203 أصوات.

ويشل هذا الوضع أيضا المؤسسة برمتها، إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين وبالتالي تمرير أي مشروع قانون. لا يمكن للجمهوريين أيضا أن يفتحوا التحقيقات الكثيرة التي وعدوا بها ضد جو بايدن.


لصالح بايدن؟

يراقب الديموقراطيون هذا الوضع بشيء من المتعة ويبدأون بالضحك أحيانا في القاعة أو التصفيق. ويتكتل الحزب الديموقراطي خلف ترشيح حكيم جيفريز لكن النائب لا يتمتع بدعم عدد كاف من الأصوات لكي ينتخب رئيسا لمجلس النواب.

وسيواصل النواب التصويت إلى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. وهذا يمكن أن يستغرق ساعات أو أسابيع، ففي العام 1859 لم يتفق أعضاء الكونغرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.

ومع تولي الجمهوريين الغالبية في مجلس النواب، لن يتمكن جو بايدن والديموقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة، لكن مع وجود مجلس الشيوخ في أيدي الديموقراطيين، فان منافسيهم الجمهوريين لن يتمكنوا من ذلك أيضا.

وقد تكون مواجهة مجلس نواب معاد له مؤاتية سياسيا لجو بايدن في حال أكد نيته الترشح مرة أخرى في 2024 وهو قرار سيعلنه في مطلع السنة.

وتوجه الرئيس الديموقراطي الأربعاء إلى كنتاكي للإشادة ببناء جسر كبير جديد بتمويل من قانون البنية التحتية الضخم الذي قدمه ونال أصوات بعض الجمهوريين في الكونجرس، ما سيشكل مناسبة له لدعم مرشحه الوسطي.

ومن المفارقات، أن الزعيم الجمهوري لمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل رافقه في هذه الزيارة.