أمريكا بعيون الأفغان بعد أكثر من عام على الانسحاب
سنة وثلاثة أشهر مرت على انسحاب القوات الأمريكية الكامل من أفغانستان، وما تزال تداعيات الحدث بين أعين الأفغان ماثلة.
وسحبت الولايات المتحدة الأمريكية آخر جنودها من أفغانستان، في 31 أغسطس/ آب 2021، مكملة نحو عشرين عاما من الوجود على الأراضي الأفغانية، فكيف يرى من بين ظهرانيهم عقدين من الزمن قيادة هذا البلد.
الإجابة على السؤال تكفل بها استطلاع لمؤسسة "غالوب"، نشر أمس الخميس، وأظهر استمرار تراجع شعبية الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأفغان، وذلك عقب مرور أكثر من عام على انسحاب تلك القوات من البلاد، واستيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول.
وأشار الاستطلاع الذي أجراه المعهد الدولي الذي يقع مقره في العاصمة واشنطن، ونشرته هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية "بي بي سي" إلى "انخفاض الرأي الإيجابي والتفاؤل لدى المواطنين الأفغان تجاه القيادة الأمريكية بشكل حاد".
شعبية منخفضة باستمرار
ويظهر هذا الاستطلاع أن "واحدا من كل خمسة أشخاص؛ أي نحو 18% فقط من الأفغان، لديهم حاليًا رأي إيجابي بشأن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن بشأن أفغانستان".
وفي العام الماضي، عندما سحبت الولايات المتحدة جميع قواتها من أفغانستان ووصلت طالبان إلى السلطة، كانت نسبة التأييد للسياسة الأمريكية بين الشعب الأفغاني أقل من ذلك، أي نحو 14%.
وبين معهد غالوب وهو شركة تحليلات واستشارات أمريكية أنه "بحلول عام 2019، أظهرت استطلاعات الرأي أن 17 في المائة فقط من الأفغان راضون عن مستوى معيشتهم وأن 12 في المائة فقط شعروا بالأمان أثناء المشي ليلًا، وهي أدنى الدرجات في العالم في ذلك العام من بين أكثر من 140 دولة".
وبحسب غالوب في استطلاعه السابق فإن 94% في المتوسط من الأفغان صنفوا وضع حياتهم على أنه يعانون من "الألم والمعاناة".
استطلاع غالوب توصل إلى أن "الصين وروسيا لا تزال الدولتان اللتان تربطهما علاقات حميمة مع طالبان، تحتلان مرتبة منخفضة من حيث الشعبية بين الأفغان بنسبة موافقة 14 في المائة".
وأضاف الاستطلاع "لم يكن لدى الشعب الأفغاني دائمًا نظرة سلبية لسياسات الدول الأخرى، لكنهم الآن يرون أنفسهم في وضع ميؤوس منه على ما يبدو، بعد فشل المجتمع الدولي في بلادهم".
أمريكا بين الهزارة والبشتون
تطرق الاستطلاع لشعبية الولايات المتحدة بين قومية الهزارة الشيعة والبشتون السنة، ويظهر أن "أمريكا لا تزال تحظى بشعبية بين مجتمع الهزارة الأفغاني، فيما ذكر نحو 53 بالمائة من المشاركين من الأقلية في هذا الاستطلاع أنهم ما زالوا يوافقون على سياسة القيادة الأمريكية".
وتأتي رؤية الشيعة الهزارة للسياسة الأمريكية بعدما تمكن عدد من قياداتهم السياسية في عهد الوجود الأمريكي من الوصول إلى مناصب عليا في الحكومات السابقة بدعم من واشنطن، وحققوا تقدمًا اجتماعيًا وثقافيًا كبيرًا في العقدين الماضيين.
ووفق الاستطلاع "كانت شعبية أمريكا بين البشتون، -حيث ينتمي جميع قادة طالبان تقريبًا إلى هذه العرق- هي الأدنى في هذا الاستطلاع بمعدل 8% فقط، فيما تبلغ شعبية القيادة الأمريكية بين الطاجيك 23%".
وأضاف الاستطلاع إلى أنه "بشكل عام لدى النساء والشباب في أفغانستان رأي إيجابي تجاه أمريكا أكثر من رأي الرجال وكبار السن"، فيما يظهر الاستطلاع أن 21٪ من النساء و16٪ من الرجال أبدوا رأيًا إيجابيًا حول سياسة الإدارة الأمريكية الحالية.
واشنطن المفضلة لدى الشباب
كما أيد 22 في المائة الأفغان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا السياسة الأمريكية، مقارنة بـ 13 في المائة من أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكبر.
ولم يكشف معهد غالوب حتى الآن عدد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في استطلاع هذا العام في أفغانستان، ولكن وفقًا للإحصاءات التي قدمها العام الماضي في استطلاعه قام بمقابلة ألف شخص من فئات مختلفة في البلد الآسيوي.