بعد مقتل ثاني زعيم خلال 9 أشهر.. داعش يبحث عن ملاذ آمن

عرب وعالم

اليمن العربي

يبدو أن سوريا والعراق لم يعودا يمثلان الملاذ الآمن لقادة تنظيم داعش، بعد مقتل ثاني زعيم للتنظيم خلال 9 أشهر.

ويرى محللون أنه بعد الإعلان عن مقتل أبي الحسن الهاشمي القرشي، ثاني زعيم لتنظيم داعش الإرهابي خلال أقل من سنة فإن سوريا والعراق لم يعودا ملاذا آمنا للتنظيم الذي بات يستمدّ استمراريته من فروعه الإفريقية والآسيوية.

وأعلن داعش مقتل القرشي، وهو النبأ الذي أكدته واشنطن متحدثة عن عملية نفذتها فصائل معارضة في جنوب سوريا في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما كشف داعش عن تسمية "الخليفة" الرابع له منذ عام 2019، أي منذ مقتل المؤسس أبوبكر البغدادي.

وأوضح مدير الأبحاث في معهد "صوفان غروب" الأمريكي للمعلومات الاستخباراتية والأمن كولن كلارك قائلا "يمكننا أن نفترض أنه الزعيم الداعشي الأضعف أداء منذ إنشاء التنظيم".

وتظهر هشاشة التنظيم في المنطقة من خلال الفترة الفاصلة بين تاريخ مقتله الفعلي وإعلان النبأ رسميا.

وقال كلارك "كان تنظيم داعش يجهز على الأرجح لإيجاد خلف له"، معتبرا أن التنظيم "يخضع لضغوط قصوى من خصوم مختلفين، ولم يعد يملك هامش التحرّك نفسه حتى للتواصل مع أنصاره".

ومنذ الإعلان عن تعيين القرشي في مارس/آذار الماضي، زعيما للتنظيم الإرهابي، لزم الصمت وبقي متواريا عن الأنظار لتسعة أشهر قبل مقتله.


داعش يفقد الحلفاء

مدير مركز الدراسات المستقلة "كاونتر اكسترميزم بروجيكت" (CEP) هانس-ياكوب شيندلر اعتبر أن الإبقاء على كنية القرشي "يأتي لتعزيز صورة الزعيم حتى لو أنها كنية تخفي شخصا آخر، إلا أن ذلك كاف لكي يستمرّ التنظيم في العمل".

شيندلر رأى أن مقتل زعيم داعش، جنوبي سوريا، على أيدي فصائل معارضة محلية له دلالة كبيرة، بينما كان التنظيم نجح في الماضي في إعلان "دولة الخلافة" على مناطق شاسعة من العراق وسوريا بين العامين 2014 و2019، ولم يسقط إلا بعد تعبئة غربية واسعة برعاية واشنطن.

وقال إن "سوريا لم تعد ملاذا لتنظيم داعش، ويمكن لهذا التنظيم أن يُبقي فيها على هيكلية معينة لكنها لم تعد مكانا آمنا لقيادته".

وأضاف أن التنظيم بلا حلفاء، كما أنه يفتقد زعيما يتمتع بالكاريزما، مشيرا إلى أن قدرة مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي على تجنيد مقاتلين أجانب لم تستمر بعد مقتله، بينما ولاية الذين خلفوه على رأس التنظيم تزداد قصرا مرة بعد مرة.


نشاط للفروع الخارجية للتنظيم

ورغم الضغط الذي يعاني منه التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق فإن تنظيم داعش - ولاية خراسان يضغط بشكل كبير على نظام حركة طالبان في أفغانستان، بالإضافة إلى النشاط الملحوظ في إفريقيا من الساحل إلى بحيرة تشاد مرورا بموزمبيق والصومال.

وفي العراق، ورغم الضربات الموجعة التي توجها قوات الأمن لداعش، فإن التنظيم الإرهابي مازال يوجه ضرباته من خلال خلاياه المختبئة في أماكن نائية.

ويرى الخبراء في شؤون الحركات الإرهابية أن تنظيم داعش، مثل تنظيم القاعدة، يعتمد اللامركزية من خلال الاستناد إلى فروع محلية لاكتساب نفوذ في مناطق تشهد أزمات.

وقال جان-بيار فيليو الأستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس والمتخصص في الجماعات المتطرفة إن "هشاشة القيادة العليا للتنظيم تزيد من استقلالية فروعه، خاصة تلك النشطة جدا في أفغانستان والساحل".

وهذا النشاط للتنظيم الإرهابي في إفريقيا، يطرح سؤالا: إلى متى يمكن أن تبقى الزعامة حكرا على العرب من الشرق الأوسط؟، وهو ما أجاب عليه جايكوب شيندلر بأن الفروع الإفريقية قد ترى في ذلك تمييزا بعض الشيء، وقال "سنرى إلى متى ستستمر بالقبول بذلك".

في العام 2021، كرّست صحيفة "النبأ" الأسبوعية الرسمية الصادرة عن تنظيم داعش صفحتها الأولى 28 مرة من أصل 52 لأحداث في إفريقيا، حسب متابعات داميان فيريه، مؤسس شركة "جهاد أناليتيكس" التي تحلّل الحركات الإرهابية في العالم.

وباتت غالبية "ولايات" تنظيم داعش الإرهابي (7 من أصل 13) في القارة السمراء.

إلا أن الطعن بهيمنة العرب على التنظيم يبقى مستبعدا على المدى المتوسط، وفق الباحث في جامعة الأخوين المغربية جيلالي الوناس الذي يقوقالل "كلما ضعفت السلطة المركزية، كلما زاد نفوذ الفروع الإفريقية".