أزمة أوكرانيا.. وضع ميداني "ملتهب" وتحذيرات من "دوامة خطيرة"

عرب وعالم

اليمن العربي

فيما تتواصل أزمة أوكرانيا للشهر التاسع دون أن تضع أوزارها بعد، باتت الاتهامات المتبادلة سلاح البلدين في مواجهة بعضهما، بعد تعثر السلام.

تلك الاتهامات جاءت بعد ظهور مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت موسكو إنه يظهر مقتل جنود روس بعد استسلامهم للقوات الأوكرانية، إلا أن الأخيرة أردتهم قتلى بالرصاص

اتهمت روسيا أوكرانيا بارتكاب جرائم حرب بعد ظهور مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قالت موسكو إنه يظهر مقتل جنود روس بعد استسلامهم للقوات الأوكرانية.

ويظهر الفيديو -الذي تم تعديله- جنودًا روس أسرى ممددين على الأرض على جبهاتهم وأيديهم فوق رؤوسهم، فيما شوهد المزيد من الجنود يخرجون واحدا تلو الآخر من مبنى ويستلقون بجانبهم في الفناء.

وبحسب المقطع، فإنه يمكن سماع صوت لشخص يصرخ قائلا: "تعال إلى الخارج، واحدًا تلو الآخر. من منكم الضابط؟ هل خرج الجميع؟".

وبعد سقوط نحو 10 رجال على الأرض، يخرج جندي آخر من نفس المبنى ويبدو أنه أطلق النار في اتجاه الجنود الأوكرانيين الذين يستسلمون، فيما سمع تبادل قصير لإطلاق النار قبل أن ينتهي مقطع الفيديو بشكل مفاجئ.


جريمة حرب؟

ويُظهر مقطع ثان تم تصويره لاحقًا من طائرة دون طيار فوق نفس الموقع جثث ما يبدو أنهم نفس الجنود الروس في الفناء، معظمهم على بعد أمتار قليلة من المكان الذي كانوا يرقدون فيه في المقطع الأول.

وندد بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية بما قالت إنه القتل المتعمد والمنهجي لأكثر من عشرة جنود روس بطلقات مباشرة في الرأس، زاعمًا أنها أحدث جريمة حرب ارتكبتها أوكرانيا في الحرب.

فيما قال متحدث باسم اللواء 80 المحمول جوًا في أوكرانيا إن وحدة الاستطلاع الجوي التابعة للواء التقطت لقطات الطائرة دون طيار.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الجنود الأوكرانيون الذين ظهروا في المقطع هم أعضاء في لوائه، اكتفى المتحدث بالقول إنه لم يتعرف على أي من الرجال الموجودين في المقطع.

بينما قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مارتا هورتادو: "نحن على علم بمقاطع الفيديو ونحقق فيها. يجب التحقيق في مزاعم الإعدام بإجراءات موجزة لأشخاص عاجزين عن القتال بشكل سريع وكامل وفعال، ومحاسبة الجناة".


ماذا عن الوضع الميداني؟

في خطابه المسائي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العمل مستمر لاستعادة الطاقة في المناطق التي استهدفتها الضربات الروسية على البنية التحتية هذا الأسبوع، مضيفًا: "نحن نعمل في جميع أنحاء البلاد لتحقيق الاستقرار في الوضع".

وأضاف الرئيس الأوكراني: "تقع معظم مشاكل الكهرباء في مدينة كييف، ومدينة أوديسا، ومدينة خاركيف وفينيتسيا، وترنوبل، وتشيركاسي، وتشرنيهيف ومناطق أخرى. يبذل عمال الطاقة كل ما في وسعهم من أجل إعطاء الناس حياة طبيعية ".


إخلاء طوعي

وقالت وزيرة إعادة دمج الأراضي إيرينا فيريشوك، في مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام الأوكرانية يوم السبت في ميكولايف، إن مساحة كبيرة من الأراضي في جنوب أوكرانيا تعرضت لأضرار جسيمة في البنية التحتية بعد أن استعادتها القوات الأوكرانية، مما جعل من الصعب على السكان المحليين البقاء على قيد الحياة دون الكهرباء والتدفئة وإمدادات المياه.

وتابعت: "الإخلاء الطوعي يعني أن تتحمل الدولة جميع التكاليف والمسؤوليات المرتبطة بالنقل، والأشخاص الذين يحتاجون إلى نقلهم إلى المناطق التي سيقضون فيها الشتاء، وكذلك نفقات الإقامة والمعيشة وكذلك المساعدة الطبية".

من جانبه، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في ميكولايف فيتالي كيم، إنه يتم وضع قوائم بالراغبين في الإخلاء في المستوطنات المحررة في منطقته، مضيفًا: "تم إنشاء نقطة عبور في ميكولايف حيث يمكن للناس البقاء لمدة أسبوع قبل المغادرة. ومن هناك، يتم إرسالهم إلى مناطق مختلفة من أوكرانيا، حيث تم تجهيز أماكن للإقامة لهم".


ماذا قالت روسيا؟

يأتي ذلك، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن موسكو أحبطت محاولات هجومية للقوات المسلحة الأوكرانية، معززة بـ "المرتزقة" في اتجاه كوبيانسك، مؤكدة "تصفية" أكثر من 60 جنديا ومرتزقا.

وأكدت أن قواتها دمرت تسعة مواقع قيادة عسكرية أوكرانية في مناطق كيسلوفكا وإيفانوفكا وكراخمالنوي وبيريستوفوي في منطقة خاركوف وسيريبريانكا وفوديانو بجمهورية دونيتسك وستيلماخوفكا في جمهورية لوهانسك، وفيسيل ونوفورايسك بمنطقة خيرسون، مشيرة إلى تدمير رادار مضاد للبطارية AN / TPQ-50 أمريكي الصنع، في منطقة أفديفكا في جمهورية دونيتسك، وإسقاط أنظمة الدفاع الجوية الروسية 10 طائرات دون طيار أوكرانية في لوهانسك ودونيتسك.

وأشارت إلى أن قواتها أسقطت 333 طائرة (مقاتلة)، 177 مروحية، 2532 مسيرات، 388 نظام صواريخ مضاد للطائرات، 6705 دبابات ومركبات قتالية مدرعة أخرى، 897 مركبة قتالية لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، 3599 قطعة مدفعية وهاون، و7273 وحدة من الآليات العسكرية الخاصة.


ماذا قال شركاء أوكرانيا؟

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أكد التزام الناتو تجاه أوكرانيا، محذرًا من "دوامة خطيرة" من انتشار الأسلحة النووية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، خلال تصريحات له في هاليفاكس بكندا: "لا تزال هناك قواعد في الحرب. وإذا تمكنت قوة عظمى من التباهي بهذه القواعد، فإنها تشجع الآخرين على تحدي القانون الدولي والأعراف الدولية".

وأضاف أن الانفجار المأساوي والمثير للقلق في بولندا هذا الأسبوع ذكّر العالم بأسره بتهور الحرب التي اختارها بوتين، في إشارة إلى صاروخ سقط في بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل شخصين.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن حزمة دفاع جوي بقيمة 60 مليون دولار لأوكرانيا خلال زيارته الأولى إلى كييف يوم السبت.


حزمة مساعدات

وخلال اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد سوناك في بيان صادر عن الحكومة البريطانية، أن المملكة المتحدة ستوفر حزمة جديدة رئيسية من الدفاع الجوي للمساعدة في حماية المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية الوطنية الحيوية من وابل مكثف من الضربات الروسية.

وتابع البيان أن حزمة المساعدات الدفاعية البالغة 50 مليون جنيه استرليني تشمل 125 مدفع مضاد للطائرات وتكنولوجيا لمواجهة الطائرات دون طيار القاتلة التي زودتها إيران، بما في ذلك عشرات الرادارات وقدرات الحرب الإلكترونية المضادة للطائرات دون طيار.

وأثناء زيارته المفاجئة للعاصمة الأوكرانية، وضع سوناك الزهور في نصب تذكاري لقتلى الحرب في أوكرانيا وأشعل شمعة في نصب تذكاري لضحايا مجاعة هولودومور في ثلاثينيات القرن الماضي، وفقًا للبيان.

وأعرب عن فخره بأن المملكة المتحدة وقفت مع أوكرانيا منذ البداية، قائلًا إن زيارته تدل على التزام المملكة المتحدة بمواصلة الوقوف مع أوكرانيا، وهي تكافح لإنهاء هذه الحرب وتحقيق سلام عادل.

بالإضافة إلى حزمة الدفاع الجوي، خصص سوناك أيضًا 14 مليون دولار (12 مليون جنيه إسترليني) لتمويل استجابة برنامج الغذاء العالمي لأوكرانيا بالإضافة إلى 5 ملايين دولار (4 ملايين جنيه إسترليني) لاستجابة المنظمة الدولية للهجرة في أوكرانيا.