نانسي بيلوسي.. "المرأة الحديدية" تتخلى عن مطرقتها الشهيرة

عرب وعالم

اليمن العربي

بإعلان نيتها التخلي عن زعامة الديمقراطيين بالكونجرس تودع نانسي بيلوسي مطرقتها الشهيرة التي رافقتها طوال توليها لمهام أدخلتها التاريخ.

 

نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، فجرت القرار المنتظر، في كلمة ألقتها الخميس بمبنى الكابيتول بواشنطن العاصمة، قبل أن تنزل لتصافح النواب وتتبادل معهم أحاديث جانبية.

 

وقالت نانسي بيلوسي، المرأة الحديدية التي اضطلعت بدور رئيسي في السياسة الأمريكية منذ عقدين: "لن أترشح للإدارة الديمقراطية في الكونجرس المقبل".


دافع القرار

 

لم يكن قرار نانسي بيلوسي مفاجئا بل منتظرا بشكل كبير من الأوساط الديمقراطية والأمريكية عموما، حيث يأتي بعد يومين من حصول الجمهوريين على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، في أعقاب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقامة مؤخرا.

 

وبما أن تشكيلة المجلس في نسخته الجديدة سيكون لها تأثير كبير على المضمون السياسي وآفاق العمل التشريعي بالعامين المقبلين من رئاسة جو بايدن، بدا أنه لا مفر من قرار مماثل.

قرار اضطراري يأتي خصوصا في ظل توعد الجمهوريين بفتح تحقيقات بشأن أداء الرئيس جو بايدن، تشمل العديد من الملفات المحلية مثل طريقة التعامل مع وباء كورونا والانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان.

 

وبما أن ملامح المشهد المستقبلي للعمل التشريعي سيتعارض بشكل كبير مع ما يسميه السياسيون مصلحة الانتماء الحزبي، يبدو أن قرار نانسي بيلوسي كان بمثابة الخطوة البديهية في خضم التغيرات الحاصلة بالمجلس عقب فوز الجمهوريين.


"المرأة الحديدية"

 

تحمل عن جدارة لقب "المرأة القوية" أو "الحديدية" التي حفرت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ السياسة الأمريكية، عندما أصبحت أول امرأة تترأس مجلس النواب في الفترة من 2007 إلى 2011، قبل أن تعود إلى المنصب لاحقا.

 

وبعودتها، أكدت بيلوسي جدارتها لحمل أو المنافسة على لقب أقوى امرأة في السياسة الأمريكية مرة ثانية حين أعيد انتخابها لرئاسة مجلس النواب مطلع يناير/كانون الثاني 2019، بعد فوزها على المرشح الجمهوري كيفين مكارثي.

 

وحينها، باتت نانسي بيلوسي الشخصية الثالثة في هرم السلطة في الولايات المتحدة بعد الرئيس دونالد ترامب ونائبه، وبدأت مهامها بمعارك شرسة.

ويعود التاريخ السياسي لـ "بيلوسي" مع مجلس النواب الأمريكي إلى عام 1987، عندما انتخبت لأول مرة عضوا في المجلس، ومثلت لـ3 عقود الدائرة الـ12 في الكونجرس عن كاليفورنيا، والتي تشمل سان فرانسيسكو، حتى أصبحت زعيمة الديمقراطيين في المجلس في 2002.

 

وتعد نانسي بيلوسي من الأكثر حنكة بين القادة السياسيين من جيلها، حيث خاضت العديد من المعارك السياسية من قبل، وقادت قانون الرعاية الصحية الذي طرحه الرئيس السابق باراك أوباما في المجلس، وصولا إلى تمريره التاريخي المثير للجدل في 2010.


بيلوسي والعائلة

 

ولدت نانسي بيلويسي (82 عاما) في ولاية بالتيمور، لعائلة تضم سياسيين تعود جذورها إلى إيطاليا، حيث كان والدها وشقيقها رئيسي بلدية مدينة إيست كوست الساحلية.

وخلال دراستها للعلوم السياسية في واشنطن تعرفت على زوجها رجل الأعمال بول فرانك بيلوسي، وتزوجا في بالتيمور، ثم انتقلا سويا إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وأنجبا 5 أبناء، ولدى بيلوسي 8 أحفاد.

 

وفي عام 2009، قدرت ثروة بيلوسي بـ58.4 مليون دولار، وحصلت على الترتيب الثالث عشر بين أكثر 25 عضوا في الكونجرس ثراء، وارتفعت ثروتها في 2014 إلى 101 مليون دولار، لتتقدم 8 مراكز ويصبح ترتيبها الثامن.