"الموت الطائر".. كابوس روسيا "المُدمر" للمواقع الأوكرانية

عرب وعالم

اليمن العربي

"صواريخ كروز" و"الطائرات المسيرة" سلاحان تستخدمهما روسيا بشكل مكثف في الحرب الدائرة في أوكرانيا يمثلان كابوسا لكييف بعد استهدافهما لمواقع ومنشآت بنية تحتية بالإضافة للمواقع العسكرية.

 

كثفت موسكو استخدام هذين السلاحين خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب في تغيير عده خبراء عسكريون تكتيكا لوقف التقدم الأوكراني الميداني وقلب موازين المعركة لصالح روسيا.

 

يوصف السلاحان بـ "الموت الطائر" الذي ينفجر عند الوصول لهدفه، رغم اختلاف النوعين وقدراتهما ودقتهما في إصابة الأهداف المحددة.


صواريخ كروز

 

"كيه إتش-59" أو (فود Ovod) هو أخطر صواريخ كروز الروسية والموجه تلفزيونيًا، ويعمل بنظام الدفع بالوقود الصلب على مرحلتين وبمدى 200 كم.

 

النسخة المعدلة من هذا الصاروخ "كيه إتش-59 إم" أو (كاليبر) تحمل رأسا حربيا أكبر ويتم الدفع فيها بمحرك توربيني، وهو صاروخ يوجه بالأساس لأهداف برية، لكن النسخة المعدلة تستخدم أيضا كصواريخ مضادة للسفن.

تحمل صواريخ كروز الروسية حمولة تفجيرية كبيرة وأطلقت روسيا خلال الحرب أكثر من 80 صاروخ كروز على أهداف في أنحاء أوكرانيا سببت دمارا هائلا أعاق إلى حد كبير التقدم الذي أحرزته أوكرانيا في الحرب خلال الشهرين الأخيرين.

 

شهر أكتوبر/تشرين الثاني المنصرم كان ذروة الاستخدام الروسي لهذا السلاح رغم تكلفتها الباهظة عقب تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار فيها إلى أنه سيتبع أساليب جديدة في الحرب بأكبر ضربات جوية، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدا للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

 

ويتعرض الجيش الروسي مؤخرا لانتقادات كبيرة في الداخل بسبب المكاسب السريعة التي تحققها أوكرانيا على الأرض، منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.

في المقابل، نفذت القوات الأوكرانية هجوما مضادا على جميع الجبهات في سبتمبر/أيلول الماضي، واستعادت القسم الأكبر من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، بالإضافة إلى مناطق لوجستية مهمة مثل إيزيوم وكوبيانسك وليمان، التي وصل فيها الجيش الروسي إلى وضع صعب، بعد أن كان شبه محاصر.

 

كييف قالت إنها تمكنت من إسقاط أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقتها روسيا في الأسابيع القليلة الماضية، رغم سقوط عشرات القتلى وخسائر ودمار بالشبكة الكهربائية في عدة مناطق من أوكرانيا.

 

تصريحات صادرة عن قادة عسكريين بحلف الناتو أكبر مناهض للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي بدأت في فبراير/شباط الماضي، قالت إن "كاليبر" قادرة على التحليق لمسافة ألفي كيلومتر وتنزل على أهدافها بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة أمثال وتحمل رؤوسا حربية تزن أكثر من 400 كجم بما يشمل إمكانية حمل رؤوس نووية.

 

كما أن صواريخ كروز الروسية مصممة لتدمير أهداف عسكرية محمية ومحصنة جيدا وعالية الأهمية والقيمة مثل السفن الحربية ومراكز القيادة، ويتطلب إسقاطها دفاعات جوية معقدة ومتطورة مناسبة للدفاع عن أهداف محددة ومهمة أكثر من حماية منطقة كبيرة المساحة.

 


مسيرات "كاميكازي"

 

تضج الأخبار المتعلقة بالحرب الأوكرانية بانتقادات غربية أوروبية وأمريكية لاستخدام روسيا طائرات دون طيار إيرانية الصنع بشكل مكثف ضد أهداف أوكرانية بعضها مدنية، وصلت إلى حد فرض عقوبات على إيران تتعلق بمساعدة روسيا في الحرب عبر الطائرات المسيرة.

 

الطائرات المسيرة (الدرونز) تتميز عن صواريخ كروز في عدة أمور لعل أبرزها صغر حجمها ورخص تكلفتها وكونها متوفرة لدى روسيا بأعداد ضخمة ولكن لا يوجد إحصاء رسمي بشأنها.

"كاميكازي" التي تُعرف باسم "الذخيرة المتسكعة" قادرة على الدوران لبعض الوقت في منطقة تم تحديدها على أنها هدف محتمل وتضرب فقط بمجرد التعرف على أحد أهداف العدو، وصغيرة ومحمولة ويمكن إطلاقها بسهولة، لكن ميزتها الرئيسية هي أنه يصعب اكتشافها ويمكن إطلاقها من مسافة بعيدة.

 

على عكس الطائرات العسكرية دون طيار التقليدية والأكبر والأسرع التي تعود إلى القاعدة بعد إسقاط الصواريخ، تم تصميم طائرات "كاميكازي" لتحطم هدفًا وتنفجر وتفجر رؤوسها الحربية وتدمر الطائرات دون طيار في هذه العملية. فهي أصغر حجمًا ويمكن التحكم فيها بسهولة أكبر من صواريخ كروز.

 

استخدام الطائرات دون طيار في الحرب الروسية الأوكرانية يتخطى استهداف مواقع إلى القيام بعمليات الاستطلاع والمراقبة أو كمنصات إطلاق للذخيرة من الجو للأرض، بما لا ينفي استخدامها الأساسي كسلاح "موت طائر" يستهدف بشكل مباشر.

النسخة الأشهر في الحرب من هذه الطائرات المسيرة يطلق عليها "كاميكازي" وطراز "شهيد" إيرانية الصنع، استخدمت روسيا المئات منها خلال الحرب على مدى الأسابيع الماضية، فيما تشير تقارير إلى أن روسيا حصلت من إيران على ما يصل إلى ألفي طائرة مسيرة.

 

تستطيع "كاميكازي "الطيران كأسراب مما يجعل من الصعب منع واحدة أو اثنتين من إصابة الهدف وقتل مدنيين في بنايات سكنية أو إلحاق الضرر بأهداف متفرقة مثل محطات الكهرباء الفرعية.

 

واستهدفت روسيا بسلسلة من هجمات الطائرات دون طيار "كاميكازي" أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، استهدف بعضها البنية التحتية في مدن أوكرانية.

 

لكن في المقابل أعلنت كييف إنها أسقطت غالبية المسيرات الروسية التي استهدفتها مؤخرا.

 

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي إن بلاده أسقطت ما يصل إلى 233 طائرة مسيرة من طراز "شهيد" على مدى الشهر المنصرم.

 

ولكن ذلك في كل الاحوال لا يعد خسارة روسية كبيرة حيث تنخفض تكاليف هذا النوع من الطائرات قياسا بالصواريخ والأسلحة الأخرى.


أسلحة أخرى مفزعة

 

مدفع "مستا- إس" الروسي ضمن الأسلحة التي تستخدمها موسكو في الحرب الأوكرانية، ووصفه خبراء بـ "كابوس" للجيش الأوكراني.

 

تستخدم هذه المدافع لمنع الجيوش المعادية من إعادة تجميع قواتها، وتدمير قوافل الإمدادات، ومواقع إطلاق النار للمدرعات والمدفعية، إضافة إلى تدمير بطاريات المدفعية المعادية، ويفتخر بها الجيش الروسي كأحد أقوى أسلحته في الحرب.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات فيديو تظهر عمل أطقم تلك المدافع ذاتية الحركة، وصورا أخرى لتدمير بطاريات مدفعية للقوات الأوكرانية ونقاط محصنة بمعارك شرق أوكرانيا.

 

مدافع "مستا – إس" دخلت حوزة القوات البرية الروسية عام 1989"، وهي مخصصة لتدمير بطاريات مدافع الهاون والدبابات والمدرعات والدفاعات الجوية ومراكز القيادة والقوة البشرية.

ويبلغ مدى عمل المدفع 29 كلم وفي حوزته أنواع من الذخائر، بما في ذلك الذخائر الفائقة الدقة.

 

وقال ناطق باسم مؤسسة "روستيخ" الحكومية الروسية إن مدفع "مستا – إس" تم تزويده نتيجة تحديثه بمنظومة أوتوماتيكية لقيادة وتوجيه النيران، ما أدى إلى زيادة دقة النيران وسرعة الرمي حتى 10 طلقات في الدقيقة.