الأخطر منذ 5 سنوات ويزداد سوءًا.. أسرار تصعيد كوريا الشمالية

عرب وعالم

اليمن العربي

توتر متصاعد بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، هو الأكثر خطورة منذ نحو 5 سنوات ومن المرجح أن يزداد سوءًا، كشف أسراره تحليل إخباري.

 

التحليل نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وأكد أن فترات التوتر في منطقة الكوريتين تتكرر بين وقت وآخر، لكن الوضع الآن هو الأكثر خطورة منذ نحو خمس سنوات ويبدو أنه من المرجح أن يزداد سوءًا.

 

وتساءل التحليل عن النوايا المحتملة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون من وراء التصعيد الأخير الذي تمثل بإطلاق ما لا يقل عن 10 صواريخ في وقت سابق اليوم باتجاه حدوده البحرية مع كوريا الجنوبية.

 

واعتبر التحليل أن هناك 3 أسباب قد تفسر هذا النهج التصعيدي من جانب بيونج يانج. فقد تكون كوريا الشمالية تطلق الصواريخ لاختبار وتحسين تكنولوجيا أسلحتها، أو لإرسال رسالة سياسية إلى العالم في المقام الأول الولايات المتحدة، أو لإثارة إعجاب شعبها في الداخل وتعزيز الولاء للنظام.

وقد يكون من الصعب تحديد أي من هذه الأسباب هو الأصح، لكن هذه المرة كان كيم واضحًا. فقد ذكرت وسائل الإعلام الحكومية عدة مرات أن عمليات الإطلاق والتدريبات الأخيرة تأتي ردًا على التدريبات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

 

وألقت كوريا الشمالية باللوم على أعدائها في تصعيد التوتر وتقول إن إطلاقها تحذير واضح بأنه يجب أن يتوقفوا.

 

وأجرت واشنطن وسول وطوكيو تدريبات عسكرية واسعة النطاق، بشكل منفصل وجماعي، على مدار الشهرين الماضيين، لإظهار استعدادهم لهجوم نووي كوري شمالي، ولا شك في أن هذه الأمور قد أثارت استفزاز كيم، الذي لطالما رأى مثل هذه التدريبات على أنها أعداء يتدربون على الغزو.

 

وكان السبب في أن كوريا الشمالية بدأت في تطوير أسلحة نووية في المقام الأول هو حماية نفسها من الغزو.


لماذا الآن؟

 

لكن لا يزال يبقى التساؤل عن سبب التصعيد الآن، ويعتقد البعض أنه قد يكون تمهيدًا لتجربة كبيرة، مثلا تفجير سلاح نووي لأول مرة منذ 5 سنوات، أو حتى هجوم صغير النطاق على كوريا الجنوبية.

 

وفي العام الماضي، وضع كيم خطة مدتها 5 سنوات، توضح بالتفصيل جميع الأسلحة الجديدة التي يعتزم تطويرها، وتضمنت قنابل نووية أصغر حجمًا في ساحة المعركة وصواريخ قصيرة المدى لحملها.

 

والاختبارات الأخيرة هي دليل على أن كيم لا يشق طريقه وفقا لقائمة الأسلحة هذه فحسب، بل إنه يدرب قواته على استخدامها، وقال إنه استخدم بعض التدريبات الأخيرة لمحاكاة هجوم نووي على كوريا الجنوبية.

 

ووفقا للتحليل، فإن كيم الآن يعمل على التصعيد لأنه بحاجة إلى الاهتمام ولأنه يؤخذ بجدية من جانب المجتمع الدولي.

 

وتعثرت المحادثات التي تهدف إلى الحد من تلك العقوبات لفترة طويلة، فيما بدا أن ملف كوريا الشمالية يغيب تدريجيا عن دائرة الاهتمام العالمي، مقابل الحرب المستعرة في أوكرانيا.

 

وكيم يحتاج إلى أن يلاحظ العالم التقدم الذي أحرزه، إذا كان سينظر يومًا ما في رفع العقوبات الدولية القاسية عن بلاده والتفاوض، ولم تمنع العقوبات كوريا الشمالية من تطوير الأسلحة، كما أملت في الأساس، لكنها أضرت كثيرا باقتصادها.

 

فإذا أراد كيم أن يجعل الولايات المتحدة تتفاوض بشروط أكثر ملاءمة له، فعليه أن يثبت مدى خطورة بلاده، وأعلن كيم الشهر الماضي أن كوريا الشمالية دولة تمتلك أسلحة نووية، وهو موقف قال إنه لا رجوع عنه.

ومن جانبه، قال كيم جونج داي، المستشار السابق في وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، يجب أن نشعر بالقلق حيال مدى الخطورة التي يبدو عليها الأمر.

 

وأشار إلى أن كوريا الشمالية كانت تنتظر في الماضي حتى تنتهي القوات الأمريكية من مناوراتها العسكرية قبل أن ترد، لكن هذه المرة أطلقوا نيران المدفعية في البحر بينما كانت التدريبات جارية.

 

وقال: "لم نشهد قط هذه الجرأة والعدوان من قبل. الأمر مختلف. الشمال يتصرف كدولة نووية."

 

وتعتقد حكومتا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن الاستعدادات لتجربة كوريا الشمالية السابعة للأسلحة النووية قد اكتملت وأن كوريا الشمالية تنتظر اللحظة السياسية المناسبة للتحرك.