الجوع في العالم.. كارثة تهدد 3 مليارات وإفريقيا بقلب العاصفة

اقتصاد

اليمن العربي

مع تفاقم الأزمات الاقتصادية، وارتفاع تكلفة المعيشة، يعاني الملايين حول العالم من أزمة الجوع ونقص التغذية، وهي واحدة من أخطر الأزمات التي تهدد الكوكب.

 

وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، في عام 2020 لم يتمكن أكثر من 3 مليارات فرد حول العالم من تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، أي بزيادة قدرها 112 مليون شخص عن عام 2019.

 

هذه الزيادة ترجع إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بنسبة 3.3%عن مستويات 2019.

 

اعتبارا من أغسطس/أب 2022، ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء بنسبة 40.6% عن متوسط مستويات 2020، وإذا لم تزداد مستويات الدخل بنفس الحجم، فمن المرجح أن تكون أزمة النظام الغذائي الصحي قد تفاقمت، خاصة في البلدان منخفضة الدخل التي تعاني من تضخم حاد في أسعار الغذاء.

 

وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن النظام الغذائي الصحي هو النظام الذي يلبي الاحتياجات اليومية من الطاقة وكذلك المتطلبات ضمن الإرشادات الغذائية التي وضعتها الدولة.

 

يتم قياس عدم القدرة على تحمل التكاليف من خلال مقارنة تكلفة النظام الغذائي الصحي بمستويات الدخل في الدولة. إذا تجاوزت التكلفة 52% من متوسط دخل الأسرة، يُعتبر النظام الغذائي باهظ الثمن، وفقا لموقع "visualcapitalist.".

 

في 52 دولة حول العالم، لا يستطيع أكثر من نصف السكان تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، وغالبية هذه البلدان تقع في إفريقيا، والباقي في آسيا وأوقيانوسيا والأمريكتين.

 

على النقيض من ذلك، في 4 بلدان، هي دولة الإمارات وأذربيجان، وأيسلندا، وسويسرا، يستطيع الجميع تحمل تكاليف نظام غذائي صحي. تتشابه الصورة مع معظم البلدان الأوروبية والمتقدمة ذات الدخل المرتفع، حيث يستطيع أكثر من 95% من السكان تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.

 

عندما تترجم النسب المئوية إلى أرقام، فإن آسيا تضم أكبر عدد من الأشخاص غير القادرين على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي عند 1.89 مليار شخص، منهم 973 مليون شخص في الهند وحدها. يوجد مليار شخص آخر في إفريقيا، بالإضافة إلى نحو 151 مليون شخص في الأمريكتين وأوقيانوسيا.

 

في حين أن الجوع هو مصدر قلق عالمي، إلا أنه حاد بشكل خاص في البلدان الأفريقية، والتي تغطي جميع المراكز العشرين الأولى في بيانات الجوع.


أزمة غذاء متفاقمة في إفريقيا

 

في العديد من البلدان عبر إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا يستطيع أكثر من 90% من السكان تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.

 

دول إفريقيا جنوب الصحراء معرضة بشكل خاص للتغيرات المناخية الشديدة وما ينتج عنها من تقلبات في أسعار الغذاء.

 

ما يقرب من ثلث حالات الجفاف في العالم تحدث في هذه المنطقة، كما أن بعض بلدان جنوب الصحراء الكبرى تعتمد بشكل كبير على الواردات من أجل الغذاء.

 

أدت الحرب الروسية في أوكرانيا، إلى تعميق الأزمة، حيث استوردت العديد من الدول الأفريقية أكثر من 50% من قمحها من البلدين المتنازعين.

 

أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية من اضطراب سلسلة التوريد إلى تضخم في أسعار المواد الغذائية مزدوج الرقم في العديد من الدول الأفريقية، مما يعني أنه من المحتمل أن يكون عدد أكبر من الناس غير قادرين على تحمل تكاليف وجبات صحية.

 


موجة جفاف

 

تشهد منطقة القرن الأفريقي الواقعة في الطرف الشرقي لإفريقيا حالة من الاضطراب بشكل خاص. تعتمد جميع دول المنطقة على القمح من روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى ذلك، تواجه المنطقة أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما، نتيجة لذلك، يواجه 22 مليون شخص خطر المجاعة.


النمو السكاني والأمن الغذائي

 

في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022، من المتوقع أن يتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات شخص، كما أن العديد من البلدان الأسرع نموا تعاني أيضا من انعدام الأمن الغذائي.

 

بحلول عام 2050، من المرجح أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة 35%، ولتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، سيتعين مضاعفة إنتاج المحاصيل.

 

بالنظر إلى أن الزراعة هي أحد أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن هذه الزيادة في إنتاج المحاصيل ستحتاج أيضا إلى أن تكون مستدامة بيئيا.

 

مع زيادة آثار تغير المناخ وزيادة الطلب على الغذاء، فإن الحد من هدر الغذاء، وبناء البنية التحتية الزراعية المقاومة للمناخ، وتحسين الإنتاجية الزراعية ستلعب جميعها دورا رئيسيا في الحد من مستويات انعدام الأمن الغذائي بشكل مستدام.