إيلون ماسك تجاوز الخطوط الحمراء.. خطة مُثيرة للسلام بين روسيا وأوكرانيا

اقتصاد

اليمن العربي

لا أحد يعلم متى ستنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومن سيضع نقطة النهاية لصراع مدمر قد يقود البشرية إلى المجهول.

 

النزاع الدائرة في شرق أوروبا، هي ليست مجرد حرب عسكرية بين بلدين، بل أكبر من ذلك، فهي صراع تتناحر فيه القوى العالمية، في ظل تداخل المصالح، سواء تلك الواضحة أو الخفية.

 

وما بين العقوبات المفروضة من المعسكر الغربي، والتلويح بسلاح الغاز والنفط من روسيا، ووسط أصوات المدافع في أرض المعركة، يلهب الملياردير الأمرييك إيلون ماسك الأوضاع بخطة للسلام.

 


صراع مع زيلينسكي

 

دخل إيلون ماسك في صراع على تويتر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد أن طرح الملياردير التكنولوجي اقتراحا مثيرا للانقسام لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا.

 

قال الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، في تغريدة الإثنين إنه للوصول إلى السلام، يجب السماح لروسيا بالإبقاء على شبه جزيرة القرم التي استولت عليها في عام 2014.

 

وقال أيضًا إن أوكرانيا يجب أن تتبنى وضعًا محايدًا، وتتراجع عن محاولة الانضمام إلى الناتو بعد التعبئة الروسية الجزئية لجنود الاحتياط.


خطة ماسك

 

واقترح إيلون ماسك أن الـ4 مناطق التي تتجه روسيا إلى ضمها بعد "الاستفتاءات" التي نظمها الكرملين والتي ندد بها الغرب ووصفها بأنها صورية يجب أن تجري عمليات تصويت متكررة تنظمها الأمم المتحدة، وهو ما وصف بتجاوز الخطوط الحمراء لأوكرانيا وأنصارها من قبل الملياردير الأمريكي.

 

وأشار ماسك إلى أن شبه جزيرة القرم كانت جزءا من روسيا حتى تم تسليمها لأوكرانيا في ظل الاتحاد السوفيتي في الخمسينيات من القرن الماضي، وقال إن الحرب التي طال أمدها لن تنتهي على الأرجح بانتصار أوكراني مدوي.

 

هذه الموقف من قبل إيلون ماسك يبدو مناهضا لتوجهات الرئيس الأوكراني، الذي تعهد باستعادة جميع التضاريس التي سيطرت عليها روسيا في الحرب واعتبر شبه جزيرة القرم كأوكرانيا يجب استعادتها أيضا.

 


استطلاع

 

أطلق ماسك أيضا استطلاعًا على تويتر يسأل عما إذا كانت "إرادة الشعب" يجب أن تقرر ما إذا كانت المناطق التي تم الاستيلاء عليها ستبقى جزءا من أوكرانيا أم ستصبح جزءا من روسيا؟

 

في رد ساخر، نشر زيلينسكي استطلاعا على تويتر يسأل "أي إيلون ماسك تحب أكثر؟".. "من يدعم أوكرانيا" أو "من يدعم روسيا".

 


مع من يقف إيلون ماسك؟

 

ورد ماسك على زيلينسكي قائلًا: "ما زلت أؤيد أوكرانيا بشدة، لكنني مقتنع بأن التصعيد الهائل للحرب سيسبب ضررًا كبيرًا لأوكرانيا وربما العالم".

 

وكتب ماسك في تغريدة أخرى: "روسيا تقوم بتعبئة جزئية. إنهم يذهبون إلى التعبئة الكاملة للحرب إذا كانت شبه جزيرة القرم في خطر. الموت على الجانبين سيكون مدمرًا". "روسيا لديها (أكثر من 3 أضعاف سكان أوكرانيا، لذلك من غير المرجح أن يكون النصر لأوكرانيا في حرب شاملة. إذا كنت تهتم بشعب أوكرانيا، فابحث عن السلام".

 

ودخل الكرملين على الخط، وأشاد بالخطة المقترحة من قبل الملياردير الأمريكي.


رد روسيا

 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء "من الإيجابي للغاية أن يحاول شخص مثل إيلون موسك البحث عن تسوية سلمية". لكن "فيما يتعلق بالاستفتاءات، فقد عبر الناس عن آرائهم ولا يمكن أن يكون هناك شيء آخر".

 

وقالت أوكرانيا والغرب إن الانتخابات التي تم تنظيمها في 4 مناطق من الأراضي الأوكرانية تم تزويرها بشكل واضح لخدمة هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة ترسيخ قبضته على الأراضي الأوكرانية.

 

يبدو أن أفكار ماسك أحدثت انقساما على تويتر، كونه الشخصية الأبرز التي تتحدث عن حلول واضحة وخطوات عملية لحل الأزمة، حتى لا يصل العالم إلى حرب مدمرة قد تطول خسائرها الجميع.

 

غاري كاسباروف الناشط السياسي المناهض لبوتين كتب في تغريدة على تويتر: "هذه حماقة أخلاقية، وتكرار لدعاية الكرملين، وخيانة لشجاعة وتضحية الأوكرانيين"، وفقا لموقع "npr".

 

في الأسابيع الأولى من الحرب، وتحديدا في أوائل شهر مارس/أذار، جاء إيلون ماسك لمساعدة أوكرانيا عندما شاركت شركته SpaceX نظام الأقمار الصناعية Starlink الذي يساعد على توفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق التي تفتقر إلى التغطية.

 


موقف مارس

 

في ذلك الوقت، شكر زيلينسكي ماسك على المعدات التي قال إنها ستساعد في الحفاظ على الاتصالات في المدن المعرضة للهجوم.

 

ومع ذلك، في أبريل/نيسان، قال ماسك إن شركة ستارلينك بصفتها "استبدادية لحرية التعبير" لن تمنع وسائل الإعلام الحكومية الروسية التي تنشر الدعاية والمعلومات المضللة عن الحرب في أوكرانيا.

 

ما بين إشادة زيلينسكي بماسك في مارس/أذار، وهجومه عليه في سبتمبر/أيلول، تغيرت العديد من الأوضاع، لكن تبقى الحقيقة الواضحة أن الملياردير الأمريكي تحدث في نقاط لم تنل إعجاب المعسكر الغربي، وإن كانت نالت استحسان روسيا بعض الشيء.

 

فهل تصبح تغريدات ماسك بذرة لوقف اشتعال الحرب الدائرة بين معسكر الغرب بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا، وبين المعسكر الروسي من جهة أخرى؟