أردوغان يغازل مصر مجددا.. والقاهرة في انتظار "لغة المصالح"

عرب وعالم

اليمن العربي

واصلت تركيا لمس أوتار التصريحات الإيجابية لاستمالة موقف مصر، لكن القاهرة على ما يبدو لن يطربها إلا "الأفعال".

 

ومؤخرا أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العلاقات "تتطور مع مصر" على غرار العلاقات مع دولة الإمارات والسعودية وإسرائيل.

 

إلا أن خبراء يرون أن التصريحات الإيجابية الصادرة من أنقرة لم تترجم إلى إجراءات تمهد لعودة العلاقات إلى طبيعتها"، مشيرين إلى أن صانع القرار في أنقرة عليه أن يدرك أن القاهرة تنتظر رؤية منطق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بدول المنطقة.

 

وقال أردوغان في تصريحات صحفية، مؤخرا، إن علاقاتنا مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل تتطور على أساس المصالح المشتركة، وعملية مماثلة تجري مع مصر.

 

وأضاف أن مناخ التطبيع بدأ يكتسب أرضية في محيط تركيا في الشرق الأوسط.

وفي قراءته لتصريحات الرئيس التركي، قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور بشير عبد الفتاح، إن إعادة الرئيس التركي محاولة طرق باب العلاقات مع مصر من جديد، لإدراك الأخير بأن حالة التوتر في العلاقات مع مصر تعرقل فرصا عديدة لبلاده في شرق المتوسط".

 

وأضاف في تصريحات صحفية: "أردوغان يعلم جيدا أن تطور علاقات بلاده مع القاهرة مسألة حيوية جدا؛ لأن مصالح بلاده في المنطقة وشرق المتوسط لن تتحقق إلا من خلال تطور تلك العلاقات".

 

ونبه عبد الفتاح إلى أن أردوغان يدرك أيضا أنه مهما تطورت العلاقات مع إسرائيل، ودول عربية أخرى فسوف تظل العلاقات مع مصر ركن ركين في الاستراتيجية والسياسة الخارجية التركية.

 

ورأى أن حديث أردوغان عن الرغبة في تطور العلاقات مع مصر، محاولة للإبقاء على شعرة معاوية لتطوير العلاقات لاحقا وعودتها لسابق عهدها.

 

ورغم ما تشهده العلاقات بين الدولتين من تصريحات إيجابية ورغبة تركية لإعادة العلاقات، لكن لم يحدث في المقابل أي تطورات في مستوى العلاقات.

 

ولا ترى القاهرة، من الجانب التركي سياسات تقنعها بالشكل الكاف، حيث لم تتخذ الأخيرة الإجراءات الكفيلة لعودة العلاقات لطبيعتها، وفقا للخبير السياسي المصري، الذي أكد أن مضمون تصريحات قادة تركيا منذ عام لم تتضمن آليات وإجراءات عملية ومشجعة ستتخذها تركيا.

من جانبه، قال المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، إن أنقرة تسعى لتخفيف حدة الارتباط بين مصر واليونان، وفك التحالف بينهما في ملفات الطاقة وليبيا، عبر محاولات التقارب مع القاهرة.

 

وأكد رضوان أوغلو أن أنقرة تحاول التأكيد على أن الاتفاقات التي تبرمها مع ليبيا، لن يكون على حساب القاهرة ومصالحها.

 

ولفت إلى أن أنقرة تسعى في مناسبات عديدة لمحاولة التقارب مع القاهرة، لكن قراءة المشهد في القاهرة مختلفة في هذا الإطار.

 

ورأى المحلل السياسي التركي، أن أردوغان يسعى للتقارب من مدخل اقتصادي وتجاري، مضيفا: "هناك مصالح تجارية مشتركة عديدة بين البلدين بعيدا عن الأمور السياسية".

 

وأمس، شككت مصر واليونان في توقيع حكومة عبدالحميد الدبيبة في ليبيا لاتفاقية بشأن الطاقة والتنقيب عن الغاز والنفط مع تركيا، واتفقت الدولتان على التنسيق بينهما للرد عليها.

 

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد بأن وزير الخارجية سامح شكري تلقى الإثنين اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية اليونان نيكوس ديندياس، حيث تم تناول آخر تطورات العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها مستجدات الملف الليبي.

 

وأكد الجانبان على أن "حكومة الوحدة" المنتهية ولايتها في طرابلس لا تملك صلاحية إبرام أية اتفاقات دولية أو مذكرات تفاهم.

وبدأ الرئيس أردوغان خلال الشهور الماضية تحركات مكثفة، في محاولة للتقارب الإقليمي بدأت بزيارته دولة الإمارات، وزيارة رسمية إلى السعودية، لبحث العلاقات والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية.

 

وفي فبراير/شباط الماضي، توجه أردوغان إلى دولة الإمارات في أول زيارة له إلى الدولة الخليجية منذ نحو عقد من الزمن، أعقبها بزيارة إلى السعودية في أبريل/نيسان الماضي.

 

وتسعى تركيا إلى العودة إلى سياسة صفر مشكلات في الإقليم بعد سنوات من توتر العلاقات مع جيرانها.

 

وتسعى تركيا للاستفادة من احتياطيات نفط واعدة في شرق المتوسط، لكن هناك شكوكا بشأن أحقيتها في التنقيب في المنطقة التي تتمسك اليونان وقبرص على تبعيتها لها.