بعد اشتباكات دامية.. قوات الدبيبة تحكم سيطرتها على العاصمة طرابلس

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت مصادر ليبية مطلعة، فجر اليوم، أن القوات التابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة سيطرت على كامل المنطقة التي اجتاحتها قوات رئيس الاستخبارات المقال اللواء أسامة الجويلي، المدعوم من رئيس حكومة الاستقرار الوطني فتحي باشاغا، في وقت سابق السبت.

 

وأكدت المصادر التي تحدثت من العاصمة الليبية طرابلس، أن اشتباكات متقطعة ما تزال تدور في محيط معسكر 7 أبريل، مقر قيادة الجويلي، بعد انسحاب قواته إليه.

 

وبينت المصادر أن الهجمات التي شنتها قوات جهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الغني الككلي الشهير بغنيوة، وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مليشيا قوة الردع الخاصة بقيادة عبد الرؤوف كارة، حققت أهدافها في ردع قوة الجويلي المهاجمة وإجبارها على التراجع، مبينة أن عدم وصول دعم لقوات الجويلي من مصراته، بقيادة العقيد سالم جحا، أسهم في تقهقر قواته بسرعة.

 

وأكدت المصادر سيطرة مليشيات الدبيبة على جميع معسكرات ومقرات قائد مليشيا كتيبة ثوار طرابلس السابق هيثم التاجوري، فقد تمت السيطرة على معسكر 77 بمنطقة باب العزيزية ومعسكر 92 بشارع الزاوية، وهُما أكبر معسكرين خاضعين لسيطرة هيثم التاجوري، مشيرة إلى أنه تمّت مُصادرة أسلحة وذخائر وآليات فيها.

وأوضحت أن قوات حكومة الوحدة الوطنية سيطرت أيضًا على مقر الأمن المركزي بالمدينة القديمة بجوار فندق كُورنتيا بوسط العاصمة طرابلس حيث كانت تتمركز فيه قوّة موالية لقوة النواصي بقيادة قدّور.

 

وقالت إن الاشتباكات في غرب طرابلس حسمت أيضًا، فبعد تقدّم قوات من ورشفانة تابعة لمعمر الضاوي وأخرى تابعة لحسن بوزريبة من الزاوية، وهي قوات موالية لحكومة باشاغا وسيطرتها على كوبري الـ17 فقدت تِلك القوة المهاجمة تمركزها وعادت من حيث أتت، لتعود كتيبة فرسان جنزور الموالية لحكومة الدبيبة وتبسط سيطرتها على الكوبري مُجددًا.

 

وأصدر الدبيبة بصفته وزيرا للدفاع، أمرا بالقبض على جميع المشاركين في العدوان على العاصمة طرابلس من المدنيين والعسكريين دون استثناء، وكذلك كل من يشتبه بتورطهم بأي شكل من الأشكال على حد ما جاء في نص القرار.

 


زعزعة أمن طرابلس

 

بدوره حمل جهاز دعم الاستقرار مسؤولية ما جرى يوم السبت إلى هيثم التاجوري.

 

وقال الجهاز في بيان إن قيام هيثم التاجوري بالإعداد لزعزعة أمن العاصمة طرابلس وهو ما تم تأكيده بعد اقتحام المعقل الرئيسي له بشارع الزاوية، تلا ذلك شروعه في تنفيذ مخططه عندما أقدمت مجموعة تابعة له بالرماية المباشرة على رتل تابع لجهاز الأمن العام ليلة البارحة، تم إصدار التعليمات لبعض الوحدات القتالية بجهاز دعم الاستقرار لإعداد وتنفيذ عملية أمنية تهدف لإزالة هذا الخرق الأمني الذي يتهدد سلامة العاصمة وقاطنيها.

 

وأشار البيان إلى أن العملية هدفت للتعامل مع التهديد الأمني في أضيق إطار زمني ممكن، للحد قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وتجنيب العاصمة الدخول في صراع قد يطول وتكون له آثار وخيمة على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

وقال الباحث القانوني احميد المرابط الزيداني إنه بقراءة أحداث ”السبت الأسود“ يتبيّن أنّ المشهد تغيّر تمامًا، وأنّ التحركات الأخيرة غير المحسوبة وخصوصًا من هيثم التاجوري واحتكاكه بقوات دعم الاستقرار ”غنيوه“، قد كلّفت التاجوري مقراته في العاصمة طرابلس، ليصبح الموقف تمامًا داخل العاصمة لصالح حكومة الدبيبة، ما يعني ثقة أكثر وتصلّب أكبر، الأمر الذي يمكن القول معه أنّ حظوظ باشاغا في الدخول إلى طرابلس والسيطرة عليها باتت شبه معدومة، وأنّ الموقف يتجه برمته لصالح حكومة الدبيبة.

 

وأضاف الزيداني، إنه لم يبق أمام قوات الجويلي سوى الانسحاب من معسكر 7 أبريل نحو العزيزية، الأمر الذي لو حصل سيعني أنّ الدبيبة نجح في فرض طوق عسكري وأمني كبير حول العاصمة سيمتد من جنزور غربًا إلى العزيزية في اتجاه غريان وإلى بني وليد وإلى ما بعد مصراتة شرقًا، مما يعني توسّع دائرة النفوذ لصالح الدبيبة، والحصول على انتصار عسكري ومعنوي سيمكنه من البقاء في سُدّة الحُكم، على حد تعبيره.

 

ومساء السبت تداول ناشطون مقطع فيديو للدبيبة وهو يتفقد مواقع عسكرية في طرابلس بعد اشتباكات عنيفة أسقطت قتلى وجرحى.

 

من جهتها أعلنت وزارة الصحة الليبية أنّ المعارك التي اندلعت مساء الجمعة في طرابلس أدت إلى مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة 87 آخرين.

 

وتأثرت ستة مستشفيات في طرابلس جراء هذه المعارك التي تثير مخاوف من اندلاع حرب جديدة في ليبيا، التي تعيش بالفعل حالة من الفوضى في ظل وجود حكومتين متنافستين.