احتجاجات بغداد.. انسحاب المتظاهرين من البرلمان العراقي بعد "رعب الفاسدين"

عرب وعالم

اليمن العربي

احتجاجات بغداد العارمة التي انطلقت بالعاصمة العراقية، وتحديدا بالمنطقة الخضراء ثم امتدت إلى مقر البرلمان العراقي.

 

بعد اقتحامهم المنطقة الخضراء ووصولهم للبرلمان العراقي احتجاجًا على ترشيح الإطار التنسيقي، الموالي لإيران، محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الوزراء في البلاد، انسحب المتظاهرون من البرلمان العراقي، فيما استعادت القوى الأمنية السيطرة على المبنى.

 

وعقب الانسحاب انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في المنطقة الخضراء في وسط العاصمة بغداد.


تغليب لغة العقل

 

دعا الرئيس العراقي برهم صالح، المُحتجين إلى تهدئة الأجواء وتغليب لغة العقل.

 

وأكد الرئيس العراقي برهم صالح، في بيان صادر عنه مساء الأربعاء، أن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستوريًا، مشددًا على ضرورة التزام التهدئة وتغليب لغة العقل.

 

وقال صالح، إن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستوريًا، مع ضرورة الالتزام بالضوابط والقوانين وحفظ الأمن العام والممتلكات العامة، وضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.

 

وشدد الرئيس العراقي على ضرورة التزام التهدئة وتغليب لغة العقل، وتجنّب أي تصعيد قد يمس السلم والأمن المجتمعيين، وتضافر الجهود لتلبية الاستحقاقات الوطنية وتحقيق إرادة الشعب والاستجابة لتطلعاته في الإصلاح، وتشكيل سلطات فاعلة تحمي المصالح العليا للبلد وتُرسّخ دولة مقتدرة تُحقق تطلعات الشعب نحو مستقبل أفضل.


تحديات جسيمة

 

وأشار إلى إن العراق يمر بظرف دقيق وأمامه تحديات "جسيمة" واستحقاقات كبرى تستوجب توحيد الصف والحفاظ على المسار الديمقراطي السلمي، وتكاتف الجميع للعمل بصفّ واحد من أجل العراق.

 

واحتج عشرات العراقيين، الأربعاء، في المنطقة الخضراء ببغداد، واقتحموا مقر وقاعات البرلمان، بعد فشل قوات الأمن في منعهم، رغم استخدامها الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

 

إلا أن المحتجين الذين رفعوا شعار "لا للمحاصصة" السياسية رفضًا لترشيح محمد شياع السوداني رئيسًا للحكومة، انسحبوا بعد دعوة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لهم بالانسحاب من المنطقة.


رفض الانسحاب

 

يأتي ذلك، فيما جدد محمد شياع السوداني تمسكه بالترشيح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، قائلا: "لا صحة لما تم تداوله ولن أنسحب من هذا الترشيح على الإطلاق وهو مسؤولية كبيرة تقع علينا لإنقاذ العراق".

 

من جانب آخر، عقدت قوى الإطار التنسيقي الشيعي مساء الأربعاء اجتماعا بعد ساعات من مظاهرات شعبية عارمة لانصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وسيطرتهم على المنطقة الخضراء الحكومية ومقر البرلمان العراقي.

 

وذكر بيان لقوى الإطار التنسيقي أن الإطار التنسيقي عقد اجتماعا، وبحث جملة من الموضوعات ذات الصلة بالوضع السياسي والأمني، وتشكيل الحكومة، وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ونائب رئيس مجلس النواب.

 


أساس الديمقراطية

 

وفيما دعا القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي المتظاهرين للانسحاب الفوري من البرلمان، أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، الأربعاء، أن التظاهر السلمي أساسي للديمقراطية، مشددة على ضرورة استمرار المظاهرات السلمية والامتثال للقانون.

 

وقالت البعثة إن التظاهر السلمي أساسي للديمقراطية، لافتة إلى أهمية احترام مؤسسات الدولة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.


الصدر: "أرعبتم الفاسدين"

 

يأتي انسحاب المتظاهرين بعد دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأربعاء، المتظاهرين لمغادرة مبنى البرلمان العراقي والعودة لمنازلهم، قائلًا: "لقد أرعبتم الفاسدين".

 

كما كتب في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "وصلت رسالتكم أيها الأحبة"، مشيرًا إلى أن ما حصل في البرلمان هو ثورة إصلاح ورفض للفساد.

 

وكان المئات من المتظاهرين نظموا تظاهرة مساء الأربعاء، عند ساحة التحرير وسط بغداد وتوجهوا بعدها إلى المنطقة الخضراء، احتجاجًا على تسمية قوى الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء في العراق.

 


اقتحام المنطقة الرئاسية

 

كما استطاعوا اقتحام المنطقة الرئاسية ودخول مبنى مجلس النواب وسط هتافات تضمنت نصرة وتأييدا لزعيمهم الصدر.

 

وكان الإطار التنسيقي أعلن قبل يومين بصورة رسمية ترشيح السوداني لتولي رئاسة الوزراء في البلاد، وذلك بعد انسحاب مرشح الفتح قاسم الأعرجي من السباق.

 

يشار إلى أن مساعي تشكيل حكومة جديدة في العراق تعثرت منذ الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في أكتوبر الماضي، وحظي التيار الصدري بأغلبية، لكن نوابه أعلنوا لاحقًا استقالاتهم.