الأردن: حظر التجول يغيب موائد الفقراء الرمضانية عن الشوارع

عرب وعالم

اليمن العربي

غيب حظر التجول المفروض منذ منتصف الشهر الماضي في الأردن الموائد الرمضانية، التي كانت تقام في الشوارع للفقراء في المدن الأردنية في كل شهر رمضان، كما اختفت هذه الموائد ولأول مرة من أمام عابري السبيل في مدينة معان جنوب المملكة، والتي كانت عبر التاريخ الإسلامي "محطة الحجاج"، لوقوعها على طريق الحرير المؤدي إلى الشام والعديد من البلاد الإسلامية القريبة من أوروبا. وبهذا الغياب القصري لموائد الرحمن، تتغير نكهة الشهر الفضيل لدى الفقراء، الذين كانوا يحتشدون في الساعات الأخيرة قبيل آذان المغرب في الشوارع التي كثيراً ما ينصب على جنباتها خيم كبيرة لاستقبالهم فيها وتقديم وجبات الإفطار لهم. ومع اختفاء هذه الموائد بسبب الحظر ومنع التجمعات لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا، وجد الكثير من فاعلي الخير ضالتهم في توزيع وجبات الإفطار على بيوت المحتاجين، بدلاً من استقبالهم في الخيم، وهو الشيء الذي تمنعه السلطات. ويؤكد عامل المياومة محمد عبد الصمد، إنه "كثيراً ما كان يلجاً في رمضان إلى خيم الموائد الرمضانية لتناول وجبة الافطار التي كان لا يمتلك ثمنها، لعدم عثوره عى فرصة عمل في ذلك اليوم". ويقول إنه "يعمل أجيراً لدى معلم بلاط"، مشيراً إلى أنه "إذا وجد صاحب العمل هذا فرصة للعمل في أحد البنايات، فإنه يجد عملاً لديه وثمناً لطعامه في ذلك اليوم، أما إذا لم يجد عملاً، فإنه يضطر إلى الاستدانة أو  اللجوء إلى مائدة إفطار في الشوارع ليسد رمقه، مشيراً إلى أن الشوارع في رمضان الحالي فقدت نكهة رمضان التي اعتاد عليها في السنوات السابقة". ويوافقه احمد جلال الذي يعاني من عجز أقعده عن العمل بأن " نكهة رمضان أصبحت تغيب عن شوارع المدن الأردنية حالياً"، مشيراً إلى "حاجة الفقراء لها، سيما في هذا الوقت بالذات الذي يعاني في الأسواق من قلة فرص العمل وعدم قدرة أصحاب العمل على دفع الرواتب والأجور بسبب تداعيات حظر التجول التي أوقفت العمل لأكثر من 40 يوماً". وبحسب مسؤول عن خيمة رمضانية كانت تقدم وجبات الافطار لعابري السبيل من المعتمرين وسائقي الشاحنات على الطريق الدولي "الصحراوي" في مدينة معان طلب عدم نشر اسمه، فإن "القائمين على الخيمة من المتطوعين وجدوا في توزيع الوجبات سبيلاً لمساعدة المحتاجين، سيما وأن قانون الدفاع يمنع التجول بعد الساعة السادسة مساء وقبل الافطار". وأشار إلى أن "الخيمة أصبحت تقدم أكثر من 400 وجبة إفطار عائلية يومياً، تكفي نحو 2000 فرد من الأسر الفقيرة والمحتاجة، إضافه إلى بعض عائلات اللاجئين السوريين والعمالة الوافده المتواجدين داخل المدينة". وقال إن "الخيمة تقوم بإيصال وجبات الإفطار التي يتم إعدادها فيها على أيدي أمهر الطهاة المتمرسين إلى منازل الفئات المستهدفة".