نسل الملك منليك ابن الملكة بلقيس الأحق بحكم إثيوبيا (تقرير)

تقارير وتحقيقات

الملكة بلقيس
الملكة بلقيس

بلقيس.. أقدم الإشارات لهذه الملكة موجود في كتاب «مجد الملوك» الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي، وهو مبني على العهد الجديد، حيث عرف الكتاب الملكة بلقيس بـ«ماكيدا»، ووصفها بإنها «امرأة ذكية وجميلة وحكيمة»، ذهبت إلى أورشليم لتتقصى عن خبر سليمان.


نسل الملك منليك إبن الملك بلقيس الأحق بحكم إثيوبيا


ويربط الإثيوبيون بينها وبين «كنداكة» ملكة الحبشة، الوارد ذكرها في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد، حيث وصلت الملكة إلى سليمان الذي سعد بقدومها كثيرا وأمضت تسعة أشهر عنده وفي طريق عودتها لإثيوبيا ولدت طفلا من سليمان أسمته «منليك»، وهو الملك الذي زعم ملوك إثيوبيا أنهم متحدرون من سلالته وكلمة «منليك» تعني ابن الحكيم، وعندما بلغ «منليك» الثانية عشرة من عمره, أخبرته أمه عن أباه وحين بلغ الثانية والعشرين قرر منليك زيارة والده في أورشليم الذي سعد بقدومه وقال: "أتم تقولون أنه يشبهني والحقيقة أنه أشبه بوالدي داوود في صباه وأيام شجاعته، إنه أجمل مني بكثير"، القصة كما أوردها كتاب ملك الملوك.


و قام «سليمان» وأخذ ابنه إلى غرفة خاصة وألبسه ملابس مخيطة من الذهب وأجلسه إلى جانبه، ثم عاد «منليك» إلى أرضه وأعلن اليهودية دينا رسميا في الدولة وحسب الأسطورة، فإن سلالته ظلت تحكم حتى القرن الميلادي العاشر.


وأعلن الإمبراطور الأثيوبي، هيلا سيلاسي أنه الملك رقم 225 من الزيجة بين ماكيدا وسليمان بل إنه أضاف ذلك إلى الدستور الإثيوبي كمادة تعطي العائلة حقا إلهيا بالملك.


نفي لماء جاء في كتاب مجد الملوك


 من جانبه قال «ستيفين دانفر»، منسق أكاديمي لكلية العلوم الأساسية الاجتماعية في جامعة والدن، إن «النقاط الأكثر وضوحا للخلاف تتعلق بتاريخية كتاب مجد الملوك، مشيرا إلى أن القضية الرئيسية هو ربط سبأ التوراتية، بإثيوبيا ولكن معظم الباحثين حدد شيبا التورارتية، بأنها سبأ التاريخية الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية.


إمكانية الدعم تأتي من نقاش ملكي يشير إلى سبأ عثر عليه في شمال إثيوبيا ومن الأدلة اللغوية والآثار الباقية يتضح أن السبئيين في شمال إثيوبيا كانوا مرتبطين بالمملكة الأكبر في اليمن.


وهذه الكتابات السبئية تعود للقرن الثامن قبل الميلاد بينما حدد علماء الكتاب المقدس حياة الملك سليمان في القرن العاشر، هذا يدل أن التواجد السبئي في إثيوبا متأخر جداً عن فترة الملك سليمان وهو مايطعن في مصداقية وواقعية كتاب مجد الملوك وبالتالي فإن قصة منليك الأول وجلبه لتابوت العهد مستندة على مفارقة تاريخية لا مصطلحات تاريخية حقيقية».


أباطرة إثيوبيا من نسل الملك سليمان والملكة بلقيس


«مملكة سبأ» أقامت مستعمرة تجارية لها في شمال إثيوبيا في منطقة أكسوم وكان هؤلاء التجار قد نقلوا نظام الكتابة (خط المسند)، هذا العنصر هو من أسس «مملكة أكسوم» لاحقاً وإليه ينتمي أباطرة إثيوبيا الذين ادعوا إنهم من نسل الملك سليمان وملكة سبأ، التطور التاريخي لأكسوم شبيه بالممالك العربية الجنوبية إلى حد كبير فقد كانوا يقدسون آلهة مثل آل مقه وعثتر وذات حمم وغيرهم وهي آلهة عربية جنوبية وهو ما يخالف الوارد «مجد الملوك» بأن اليهودية استقرت في إثيوبيا منذ أيام الملك سليمان، كتاب مجد الملوك كُتب في القرن الثاني عشر أو الرابع عشر الميلادي، وهو محاولة لتأسيس تاريخ قومي لإثيوبيا والعائلة الحاكمة بالذات.