أسعار الذهب في مصر.. مفاجأة من العيار الثقيل!

شهدت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي، تذبذبًا كبيرًا بين هبوط وارتفاع؛ ليعود الفارق في الأسعار إلى التزايد بشكل يومي.

مما يدل على حدوث مضاربات على الأسعار خاصة منذ كسر الذهب للمستوى 2200 جنيهًا للجرام عيار 21؛ حيث سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعا السبت مع بداية تداولات الأسبوع 2215 جنيهًا للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب 17720 جنيهًا.

وأشار التقرير الفني لمؤسسة "جولد بيليون" البحثية المتخصصة بشؤون الذهب، إلى احتمالية انخفاض في أسعار المعدن الأصفر النفيس بعد إعلان مصلحة الجمارك، دخول أكثر من 306 كيلوغرامات من الذهب بصحبة الركاب القادمين من الخارج، في الفترة من 11 مايو/أيار الماضي إلى 22 يونيو/حزيران الجاري، بعد تطبيق قرار رئيس الوزراء بالإعفاء من الضريبة الجمركية والرسوم الأخرى ما عدا ضريبة القيمة المضافة، على نحو يعكس إقبال المقيمين بالخارج على الاستفادة من هذه التيسيرات الخاصة بالذهب الوارد بصحبتهم، لكن السوق الآن رهينة لعودة المشترين بعد إجازة عيد الأضحى وقد نشهد مستوى 2250 جنيهًا.

بشكل عام، انخفضت أسعار الذهب المحلية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.6% ليفقد المعدن الأصفر 60 جنيهًا عند ختام تعاملات الأسبوع بعد أن افتتح التداولات عند 2275 جنيهًا للجرام تقريبًا، وخلال الأسبوع حدث انخفاض كبير للسعر وصل به إلى أدنى مستوى عند 2130 جنيهًا للجرام.

وتابع تقرير "جولد بيليون"، أن تدني السعر، دفع العديد من المشاركين في الأسواق إلى البدء في الشراء كما تزايدت عمليات المضاربة على أسعار الذهب باعتبار المناطق تحت 2200 جنيهًا للجرام هي مناطق مناسبة للشراء بشكل كبير وهو ما دفع الأسعار إلى الارتفاع من جديد.

وأشار تقرير جولد بيليون، إلى أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا إلى المستوى 2245 جنيهًا للجرام قبل أن تعود إلى التراجع وتغلق عند المستوى 2215 جنيهًا للجرام، كما عاد التذبذب إلى أسواق الذهب من جديد بعد الفترة الماضية التي امتازت بالهدوء والاستقرار في تحركات المعدن الثمين، وسيطر الانخفاض التدريجي في أسعار المعدن النفيس، ولكن فترة ما قبل العيد الأضحى امتازت بالتذبذب وعدم الاستقرار في الأسواق وهو ما دفع الأسعار للعودة إلى التذبذب.

تأثرت أسواق الذهب خلال الأسبوع الماضي بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن سعر الصرف يعد أمنًا قوميًا لمصر، وهو ما تسبب في تراجع الطلب على الدولار في السوق الموازية مع اعتقاد الأسواق أن سعر الصرف الرسمي سيستمر عند مستوياته الحالية لفترة أطول من الوقت وذلك على الرغم من المطالبات الدولية بضرورة خفض سعر صرف الجنيه وتحقيق مرونة أكبر في سعر الصرف.

توقعات أسعار الذهب العالمية

عادت أسعار الذهب الفورية إلى الارتفاع وإعادة اختبار منطقة 1930 – 1937 دولارًا للأونصة يوم الجمعة الماضية، ولكن فشل الذهب في اختراق هذه المنطقة والإغلاق فوق المستوى 1930 دولارًا للأونصة ليتحقق لدينا أول إغلاق أسبوعي تحت هذا المستوى منذ الأسبوع الأول من شهر مارس/أذار 2023.

الآن تتزايد فرص هبوط أسعار الذهب إلى المستوى الرئيسي عند 1900 دولار للأونصة ومن بعده مستوى 1880 دولارًا للأونصة، خاصة مع إغلاق الأسعار لثلاثة أيام متتالية تحت المتوسط المتحرك لـ100 يوم الموجود عند مناطق 1937 دولارًا للأونصة.

سجلت أسعار الذهب أكبر انخفاض أسبوعي منذ فبراير/شباط الماضي مع تزايد ضغوط البيع لتكسر مستوى دعم نطاق التداول الذي سيطر على تحركات الذهب منذ منتصف مايو/أيار الماضي، ليسجل الذهب أدنى مستويات منذ منتصف مارس الماضي.

انخفضت أسعار الذهب الفورية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليفقد الذهب 37 دولار من قيمته ويسجل أدنى مستوياته منذ منتصف شهر مارس/أذار الماضي عند المستوى 1910 دولارات للأونصة.

استمرت ضغوط البيع على المعدن النفيس حتى استطاع كسر مستوى الدعم عند 1930 دولارًا للأونصة وهو الحد السفلي لنطاق التداول الذي استمر في احتواء الذهب لأكثر من شهر، ليغلق الذهب تداولات الأسبوع عند المستوى 1920 دولارًا.

سبب الانخفاض

السبب الرئيسي وراء الانخفاض الكبير في أسعار الذهب، هو شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "البنك المركزي" جيروم باول أمام الكونغرس الأمريكي والتي أوضح خلالها استمرار التشديد النقدي من قبل البنك واستمرار عمليات رفع أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام بما قد يصل إلى رفع الفائدة مرتين.

واستبعد رئيس الفيدرالي فكرة خفض الفائدة في وقت قريب، وأشار إلى ضرورة التركيز على البيانات الاقتصادية وأن تحركات الفائدة ستكون وفقًا لتغير البيانات.

وأشار باول، إلى أن أغلبية أعضاء البنك يؤيدون الاستمرار في رفع الفائدة للسيطرة على التضخم وخفض معدلات الإنفاق، للوصول إلى مستهدف البنك للتضخم عند 2%، بينما يرى باول أن الاقتصاد الأمريكي قد ينجو من الركود الاقتصادي ويصل إلى مستهدف التضخم.

بينما قام البنك المركزي البريطاني الأسبوع الماضي برفع الفائدة 50 نقطة أساس لتصل إلى 5% بعد أن كان المتوقع أن يقوم برفع 25 نقطة أساس فقط، وذلك مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم في بريطانيا. كما قامت البنوك المركزية في النرويج وسويسرا وتركيا برفع الفائدة في محاولة لإبطاء معدلات التضخم في بلدانهم.

تمسك البنوك المركزية حول العالم برفع أسعار الفائدة واستمرار التشديد النقدي لمحاربة التضخم، ألقى بآثاره السلبية على أسعار الذهب الذي يتأثر سلبًا برفع الفائدة كونها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات.

الأسواق تقوم بتسعير محتمل بنسبة أعلى من 70% أن يقوم البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في يوليو/تموز 2023، بينما اختفت الرهانات على خفض أسعار الفائدة هذا العام.

في المقابل، استطاع الدولار الأمريكي الارتفاع خلال الأسبوع الماضي للمرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الهبوط، حيث ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات خلال الأسبوع المنتهي بنسبة 0.6% بعد تسجيله أدنى مستوى منذ 6 أسابيع.

هذا وقد ارتفع العائد على السندات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي ليسجل مستويات قياسية وذلك في ظل توقعات رفع أسعار الفائدة مرتين اضافيتين هذا العام، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الأكثر تأثرًا بتغير أسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى منذ بداية مارس/أذار الماضي عند 4.810%.ارتفاع العائد على السندات يعمل على جذب الاستثمارات بعيدًا عن أسواق الذهب التي لا تقدم العائد لحائزيه.