تعرف على العلاقات الاقتصادية الإماراتية الروسية

اقتصاد

اليمن العربي

لطالما يظل "عمق العلاقات" رابطا متجذرا بين دولة الإمارات وروسيا في مختلف المجالات، ولا سيما العلاقات الاقتصادية.

يتشارك البلدان في القدرات التنموية الواسعة، ويملكان التطلعات الإيجابية المشتركة، والتي تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح العامة.

وعلى مدار أكثر من 50 عاما تحرص روسيا على تعزيز علاقات التعاون مع دولة الإمارات وتنميتها إلى مستويات أوسع وآفاقٍ أرحب، وتعزيز العمل ودعمه، وتنسيق الجهود المتكاملة بين مجتمعات الأعمال في أبوظبي وروسيا، وذلك للبناء على ما تحقق من إنجازات في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين خلال السنوات الماضية.

ويبدو جليًا عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين دولة الإمارات وروسيا، وحرص البلدين على تعزيزها بشكل مستمر، من خلال الزيارات المتبادلة بين البلدين، وكانت آخرها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، ودفعه لمزيد من النمو والازدهار في شتى المجالات.

وتتطلع دولة الإمارات وروسيا من خلال أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين إلى تعزيز التعاون المشترك في عدة مجالات، منها الطاقة المتجددة والنظيفة والأمن الغذائي.
وتشهد العلاقات التجارية بين البلدين تقدمًا متناميًا في شتى القطاعات، خاصة في الاقتصاد المعرفي والمستدام، والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والابتكار والاقتصاد الدائري وغيرها من القطاعات الجديدة والواعدة.

وقد كشف ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا قفز العام الماضي بنحو 95% إلى أكثر من 10 مليارات دولار.

 

وخلال مقابلة مع منصة "اقتصاد الشرق" في مايو/أيار الماضي على هامش ملتقى الاستثمار السنوي (AIM Global)، قال الزيودي هناك مفاوضات مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تركز على تنمية تجارة السلع بين الجانبين، ومفاوضات جانبية مع دول الاتحاد، ومن ضمنها روسيا، لتعزيز الاستثمار وتجارة الخدمات.

بموازاة ذلك، كشف الزيودي أن دولة الإمارات على وشك الانتهاء من المفاوضات مع أوكرانيا لعقد اتفاقية شركة اقتصادية شاملة.

كما نوّه بأن الأرقام الأولية تشير إلى نمو تجارة دولة الإمارات الخارجية بأكثر من 17% خلال الأشهر الأولى من العام الحالي.

فيما دخلت دولة الإمارات لأول مرة قائمة أكبر 20 شريكًا اقتصاديًا أجنبيًا لروسيا، وفق إحصاءات موسكو الرسمية لعام 2022، التي أعلنها نائب رئيس الوزراء، وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف في مايو/أيار 2023.

وتعتبر الشركات الروسية دولة الإمارات مركزا مناسبا للإنتاج والخدمات اللوجستية لتنظيم إمدادات التصدير واستيراد المكونات والمعدات والمواد المطلوبة إلى روسيا.

وعلى وجه الخصوص، ينظر إلى إنشاء مجموعة صناعية روسية في منطقة كيزاد الاقتصادية الحرة بالقرب من أبوظبي على أنه واعد.

وزاد حجم الصادرات من روسيا إلى دولة الإمارات بنسبة 71%، إلى 8.5 مليارات دولار، والواردات 6% إلى 500 مليون دولار، لتكون دولة الإمارات بذلك "الشريك التجاري العربي الأول لروسيا"، حسب ما نقلت وكالة تاس الروسية عن "مانتوروف".

وجاءت أرقام القفزة التجارية القياسية بين البلدين في إطار زيادة وتيرة التعاون الاقتصادي بينهما بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث تحتضن أسواق دولة الإمارات أكثر من 4 آلاف شركة روسية، فيما تمتلك 60 مشروعًا في روسيا.

وتعتبر دولة الإمارات أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، حيث تستحوذ على 55% من إجمالي التجارة الروسية الخليجية، حسب بيانات رسمية.

استثمارات "نوعية" تتدفق
ومن جانب الاستثمار، تعد دولة الإمارات الوجهة الأولى عربيًا للاستثمارات الروسية، وتستحوذ على 90% من إجمالي استثمارات روسيا في الدول العربية، وفي المقابل دولة الإمارات هي أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتساهم بأكثر من 80% من إجمالي الاستثمارات العربية فيها.

وكان رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في دولة الإمارات عبدالله محمد المزروعي قد أعلن الخميس 15 يونيو/حزيران 2023، عن ارتفاع حجم الاستثمارات الروسية في بلاده بـ4 مليارات دولار، لتصل إلى 10 مليارات دولار، داعيا الشركات الروسية إلى مزيد من الاستثمارات في بلاده.

وقال المزروعي في كلمة بافتتاح جلسة "حوار المال والأعمال روسيا-الإمارات"، خلال فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: "نرى نموا كبيرا في التبادل التجاري، فيما بلغت قيمة الاستثمارات الروسية 10 مليارات دولار بزيادة 4 مليارات دولار".

وأضاف: "نشجع الشركات الروسية للاستثمار في دولة الإمارات وندعوها للاستثمار، سواء عبر بناء مصانع أو عبر المراكز التجارية ونرحب بكم جميعا، دولة الإمارات والأبواب مفتوحة لكم، وهناك الكثير من الصناعات الروسية التي تستطيع أن تجد سوقا جيدا في دولة الإمارات".

وبحسب إحصاءات رسمية عن سنوات سابقة، كان رصيد الاستثمارات الأجنبية المتبادلة بين دولتي الإمارات وروسيا قد بلغ نحو 1.8 مليار دولار، وحققت الاستثمارات الأجنبية الروسية المباشرة في دولة الإمارات نموًا بنسبة 13% خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018.

وانطلقت فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023؛ حيث شهدت مشاركة واسعة لوفود أكثر من 100 دولة، سجّل فيها العرب ثقلا كبيرا وحضورا مميزا.

ومن جهته، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين في مايو/أيار الماضي، أن "تدفق رؤوس الأموال الروسية إلى دولة الإمارات يتزايد أيضا، ويظهر رجال الأعمال لدينا اهتماما كبيرا في تشييد خطوط إنتاج في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يستحق التعاون في مجال السياحة اهتماما خاصا، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر خمس دول أجنبية شعبية بين السياح الروس".

وكانت دولة الإمارات وروسيا قد اتفقتا خلال اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين للتعاون في القطاعات الاقتصادية والتجارية والفنية، والتي عقدت في العاصمة الروسية موسكو في 14 و15 مارس/آذار 2023، على تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية على الأجندة الاقتصادية للبلدين، والعمل المشترك وتبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الابتكار والبيئة والتعليم والخدمات المالية، بما يخدم النمو الاقتصادي المستدام لاقتصاد البلدين الصديقين.