سفير الفلبين: نسعى لتعزيز التعاون مع الإمارات في الابتكار والتكنولوجيا

اقتصاد

اليمن العربي

أكد ألفونسو فرديناند، سفير جمهورية الفلبين لدى دولة الإمارات، حرص بلاده على تعزيز التعاون مع دولة الإمارات في المجالات المختلفة، وعلى وجه الخصوص مجال الابتكار والتكنولوجيا.

وقال إن البلدين سيحتفلان العام المقبل بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، الأمر الذي يجعل هذه المناسبة الفرصة الأمثل لاستغلال كافّة الإمكانيات التي تتيحها هذه العلاقات.


وأضاف السفير الفلبيني، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن البلدين الصديقين يوليان اهتماما كبيرا لدراسة مجالات الإبداع والتكنولوجيا، لافتا إلى أن دولة الإمارات تتبوأ مكانة رائدة في مجال استكشاف الفضاء، الأمر الذي تؤكده المهمة التي أطلقتها إلى كوكب المريخ العام الماضي المتمثلة في مسبار الأمل، وإرسالها أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء في وقت سابق من العام الجاري.

وأشار إلى أن الدولتين وقعتا من خلال وكالتي الفضاء في كل منهما، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بينهما في هذا المجال، سيما وأنّ الفلبين تقوم حاليا بتطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية الصغيرة الخاصة بها، كما أنهما تدرسان توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بينهما بما في ذلك التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي ستمثل انطلاقة التعاون المشترك في المجالات التكنولوجية.

ورأى السفير الفلبيني أن هناك مجالا واسعا لتعزيز التعاون المشترك في الجوانب ذات الصلة بالتنمية المستدامة، منوّها في هذا الصدد، بإطلاق دولة الإمارات اسم "عام الاستدامة" على العام الجاري 2023، وكاشفا النقاب عن أن البلدين يدرسان التوقيع على اتفاقية إطارية مشتركة في مجال الطاقة المتجددة، في الوقت الذي تقترح فيه بلاده توقيع مذكرة تعاون ثنائية لتعزيز التعاون في مجالات العمل المناخي، خصوصا في ظل استعدادات دولة الإمارات لاستضافة قمة المناخ (COP 28).

وأردف: “نظرا لكونها واحدة من أكثر البلدان تعرضا لتغير المناخ، تسعى الفلبين للتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل مستقبل مستدام، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة، التي حققت فيها دولة الإمارات إنجازات مشهودة من خلال استثمارات شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، وذلك في إطار الدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات في مبادرات معالجة آثار التغير المناخي”.

وأكّد فرديناند، تطلع الفلبين إلى تعزيز التعاون مع دولة الإمارات في مجالات التجارة والاستثمار، موضحا أن الجانبين وقعا العام الماضي اتفاقية تهدف إلى تعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة، وأن الأولوية خلال العام الحالي هي التوقيع على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بينهما، خصوصا وأن مثل تلك الاتفاقيات تسهم في تعزيز حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، ما سيؤدي إلى تنويع الأنشطة الاقتصادية وتطوير صناعات جديدة وتوفير فرص عمل بالإضافة إلى زيادة معدلات الإنفاق.

وقال السفير الفلبيني، إن التجارة الثنائية بين دولة الإمارات والفلبين ارتفعت في عام 2022 بنسبة 49.9% وبقيمة بلغت 1.52 مليار دولار مقارنة بـ 1.01 مليار دولار في عام 2021، مبينا أن صادرات الفلبين الرئيسية إلى دولة الإمارات تتضمن المنتجات الإلكترونية، والأغذية المصنعة، والمشروبات، ومنتجات الأناناس، والأناناس، والآلات ومعدات النقل، والمواد الكيميائية وغيرها.

وعلى الجانب الآخر، أوضح فرديناند، أن دولة الإمارات احتلت المركز الثاني كأكبر مصدّر للبترول ومنتجات النفط إلى الفلبين في عام 2021، بعد المملكة العربية السعودية، وأصبحت في العام 2022 الشريك التجاري السابع عشر للفلبين (من أصل 230)، وسوق التصدير الثاني والعشرين لمنتجاتها (من أصل 206)، ومصدر الاستيراد السادس عشر (من أصل 213)، الأمر الذي يدلل على أهمية دولة الإمارات كشريك اقتصادي للفلبين.

وعلى صعيد العلاقات الإنسانية بين شعبي البلدين، أكد السفير الفلبيني أنها علاقات متميزة، تسهم في تعزيز العلاقات بين الدولتين، لافتا إلى أن أكثر من مليون مواطن فلبيني يقيمون ويعملون في دولة الإمارات، وفقًا لآخر التقديرات، تتعاون السفارة مع السلطات الإماراتية بشكل دائم لحماية رفاهيتهم، معتبرًا أن علاقات العمل تشكل واحدا من أهم جوانب التعاون الثنائي.

وفي هذا السياق أوضح فرديناند، أن هناك العديد من المبادرات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك اللجنة المشتركة للتعاون العمالي الثنائي (JCBLC)، واللجنة المشتركة للشؤون القنصلية (JCCM)، واللجنة المشتركة لمكافحة الاتجار بالبشر، التي تعزز آليات للتعاون الثنائي في مجال حماية المواطنين الفلبينيين والإماراتيين على حد سواء.

وتطرّق السفير الفلبيني إلى احتفال السفارة والجالية الفلبينية في جميع أنحاء دولة الإمارات، خلال الأسبوع الجاري باليوم الوطني الـ125 للفلبين، وقال: "يمثل اليوم الوطني لبلادي هذا العام مناسبة استثنائية بالنسبة لي، باعتبارها فرصتي الأولى كسفير للفلبين لدى دولة الإمارات لأحتفل بهذه المناسبة مع أبناء بلدي في هذا البلد، وأعرب عن فخري بإنجازات أبناء شعبي على أرضه".

وأكّد أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، يواصل تعزيز ثقافة التسامح والتعايش وعدم التمييز في دولة الإمارات، ويهتم بالإبداع والتكنولوجيا وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، استكمالا لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.