"رهائن" لتطويع القبائل.. أحدث جريمة حرب حوثية في اليمن

أخبار محلية

اليمن العربي

بعد عجزها في تطويع القبائل بقوة السلاح والثأر لجأت مليشيات الحوثي لحيلة أخرى تتمثل بأخذ رهائن من أبناء شيوخ القبائل لضمان ولائهم لها.

ويعد نظام "الرهائن" من أغرب أنظمة القمع التي تتبعها مليشيات الحوثي لضمان تأييد القبائل لها، إحياء للممارسات الكهنوتية الأمامية التي اتخذت هذه السياسة كوسيلة لمحاولة النيل من معارضي مشروعها العنصري.

وطيلة 9 أعوام من عمر الانقلاب الحوثي أخذت المليشيات مئات الرهائن من شيوخ القبائل والوجهاء لتضمن ألا يتمرّد عليها هؤلاء الشيوخ والوجهاء أبدًا مهما فعلت بهم، حفاظًا على أرواح أبنائهم وأقاربهم المحتجزين في معتقلات الحوثي.

واحتجاز الرهائن يعد انتهاكا خطيرا لقوانين الحرب وجريمة حرب بموجب النظام الأساسي لـ "المحكمة الجنائية الدولية"، فإن احتجاز الرهائن -احتجاز الأشخاص وتهديدهم بالقتل أو الأذية، أو الاستمرار باحتجازهم لإجبار طرف آخر على القيام بأمر ما أو الامتناع عن أمر ما كشرط لإطلاق سراح المحتجز وسلامته- هو جريمة حرب.


احتجاز رهائن في الجوف

وطبقت مليشيات الحوثي نظام الرهائن مؤخرا في محافظة الجوف (شمال شرق اليمن) في مسعى لتطويع قبائل المحافظة التي تعد موطن قبائل دهم، والتي لا تزال ترفض الخضوع لمخططات المليشيات المدعومة من إيران.

وقال شيخ قبلي بارز في محافظة الجوف إن مليشيات الحوثي دفعت، الثلاثاء، بحملة عسكرية كبيرة استهدفت قرى مديرية (خراب المراشي) لقمع قبائل المديرية التي رفضت الامتثال لتوجيهات المليشيات.

وأوضح الشيخ القبلي، الذي رفض الكشف هويته خشية القمع، أن مليشيات الحوثي دفعت بمشرف مديرية "خراب المراشي" المدعو أبوأمين مسيح، ومعه المشرف الأمني المدعو أبويحيى العكام على رأس حملة تتألف من 12 آلية ودورية لفرض حصار خانق على القرى السكنية.

وأشار إلى أن المليشيات بعد أن عجزت عن ملاحقة أحد الشيوخ عادت لمحاولة اقتحام منزله قبل أن تلجأ لأخذ 3 رهائن من آل "جريش" في المديرية الواقعة على حدود عمران وصعدة، مؤكدا أن جميع الرهائن كانوا من صغار السن، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا.

ووصف المصدر حملة الحوثيين بـ "العدوان"، مؤكدا أنها لا تخدم سوى مصالح قادة المليشيات الشخصية أو العنصرية، مشيرا إلى أن "تكتيك أخذ الرهائن تصرفات دخيلة على القبائل ولا تمت إلى أعرافهم بصلة".

ومديرية خراب المراشي هي إحدى مديريات برط يحدها من الغرب مديرية حرف سفيان في عمران ومن الشمال الغربي مديرية الصفراء بصعدة ومن الشرق مديرية أرجوزة ومن الشمال الشرقي مديرية برط العنان ومن الجنوب مديرية الحميدات.


سجل أخذ الرهائن

وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تأخذ فيها مليشيات الحوثي رهائن من أبناء شيوخ القبائل الوجهاء، وكان آخرها اعتقال 67 شخصا غالبيتهم اتخذتهم رهائن من "آل بيت الخضر" و"آل الشرجبي" في مدريتي "الشرية" و"السوادية" في البيضاء.

وسبق لمليشيات الحوثي في يوليو/تموز 2022 أن أخذت 10 أشخاص رهائن مقابل إنهاء الحصار والقصف على بلدة "خبزة" في المحافظة البيضاء التي توصف بـ "قلب اليمن".

وفي حجة، قال مصدر قبلي إن "مليشيات الحوثي لا تزال تعتقل أكثر من 50 شخصا بينهم أطفال رهائن وسياسيون وشيوخ من قبائل حجور في معتقلاتها السرية، شمالي غرب اليمن، في ظروف غير إنسانية وحرمان أسرهم حتى من زيارتهم، وذلك للعام الخامس على التوالي.

وبحسب المصدر، فإن مليشيات الحوثي تعتقل عشرات الرهائن من أبناء قبائل "همدان" و"أرحب" في صنعاء و"الحيمة" بتعز و"آل عوض" في البيضاء و"القفر" في إب و"عتمة" في ذمار وغيرها من المناطق التي أخمدت المليشيات الانتفاضات فيها قبل أن تلجأ لأخذ "الرهائن" لضمان عدم تمردها مجددا.

وكانت منظمة "هيومن رايتس واتش" الدولية وثقت احتجاز الحوثي 16 رهينة بطريقة غير قانونية، غالبا لإجبار أقاربهم على دفع المال أو لمبادلتهم مع محتجزين لدى الشرعية وذلك أواخر 2018.

ونظام الرهائن في اليمن كان شائعًا خلال حكم الأئمة قبل ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، وتحاول مليشيات الحوثي إعادته مع أسوأ الممارسات ضد الشعب اليمني، ضمن مساعيها لإعادة الحكم السلالي ومصادرة البلد.

ويستخدم الحوثيون الرهائن في حل القضايا القبلية، وذلك حتى يكونوا مربوطين بالحركة الحوثية وحتى لا تستطيع القبائل أن تتكاتف لتشكل جبهة موحدة لمواجهة المليشيات الحوثية.