اجتماع وزاري لدول التعاون حول استضافة الإمارات لـ "COP28"

اقتصاد

اليمن العربي

بناء على طلب من الإمارات، المستضيفة لمؤتمر الأطراف للمناخ (COP28)، لتنسيق الجهود بين دول مجلس التعاون لدول الخليج، عقد الاجتماع الوزاري الاستثنائي، أمس الإثنين عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة وزير الطاقة والمعادن ورئيس اللجنة الوطنية للتغير المناخي بسلطنة عمان المهندس سالم العوفي.

 

واستُهل الاجتماع بالترحيب بجميع المشاركين وشكر الإمارات للدعوة لهذا الاجتماع التنسيقي الاستثنائي وتأكيد دعم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهود المجتمع الدولي لمواجهة التحديات الكبرى المتعلقة بالتغيرات المناخية، وتجديد الدعم الكامل للإمارات في استضافتها لمؤتمر الأطراف "COP28"، كما ترحب بتكليف الفريق القيادي للدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر، الذي يتولى فيه وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان الجابر، مهمة الرئيس المعيّن، ووزيرة تنمية المجتمع شما المزروعي، مهمة أول رائدة مناخ للشباب، والعضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي رزان المبارك، مهمة رائدة المناخ للمؤتمر، وتدعم جهود هذا الفريق حيث يؤكد هذا التكليف حرص الإمارات على تحقيق تطور جذري، والانتقال بالعمل المناخي العالمي من المفاوضات إلى إيجاد وتطبيق حلول منطقية وعملية لتداعيات تغير المناخ، بالاستفادة من الخبرات المتميزة لهذا الفريق القيادي في مجالات التنمية المستدامة والعمل المناخي، وتدعم دعوة الفريق للتنسيق والتعاون والعمل المشترك لإنجاح هذا المؤتمر الاستراتيجي، وتدعو جميع الدول والمنظمات الدولية للمشاركة الفعالة في هذا المؤتمر.


وترحب دول مجلس التعاون بنتائج ومخرجات الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف "COP27"، وتهنئ مصر على الاستضافة الناجحة للمؤتمر.

المسؤوليات المشتركة
وبما أن دول المجلس دول نامية لها ظروفها الإقليمية الفريدة اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، تؤكد الدول الأعضاء على مبادئ وأحكام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، لا سيما الإنصاف ومبدأ المسؤوليات المشتركة، ولكن المتباينة في ضوء الظروف والأولويات الوطنية المختلفة، وأن يراعَى في تنفيذ الاتفاقيتين الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية الناجمة عن تدابير الاستجابة لتغير المناخ خاصةً تلك المؤثرة على الدول النامية الأكثر عرضة لهذه الآثار.
تؤكد الدول الأعضاء على حاجة تحقيق مؤتمر الأطراف (COP28) لنتائج تفاوضية طموحة ومتوازنة تركز على تنفيذ المساهمات الوطنية عبر كافة الوسائل، كما تتطلع الدول الأعضاء إلى إجراء أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم الجماعي المحرز نحو تنفيذ أهداف اتفاق باريس ضمن مؤتمر الأطراف (COP28).
وتم التأكيد على جهود دول مجلس التعاون في مجال مكافحة التغير المناخي، والتي تجسدت في اتخاذ سلسلة من الإجراءات والخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي يعد إطارًا متكاملًا وشاملًا لمعالجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وإدارتها من خلال أربعة محاور: خفض الانبعاثات، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، وإزالتها.

الاحتباس الحراري
وتؤكد الدول الأعضاء على حاجة تحقيق مؤتمر الأطراف "COP28" تقدمًا ملموسًا في برنامج الهدف العالمي بشأن التكيف في سياق هدف درجة الحرارة المشار إليه في اتفاق باريس، وبرنامج عمل التخفيف على أن يشمل كافة الوسائل لمعالجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بغض النظر عن مصادرها أو قطاعاتها وذلك باستخدام جميع التقنيات والحلول بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والمواد الهيدروكربونية مقرونة بتقنياتها النظيفة، وتفعيل وسائل دعم التنفيذ وفق مبادئ وأحكام اتفاق باريس، ومنها تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، والاستيفاء بالتعهد بتوفير 100 مليار دولار سنويًا من قِبل الدول المتقدمة اعتبارًا من سنة 2020 لدعم البلدان النامية، والتقدم نحو تحديد الهدف الجماعي الكمي الجديد لزيادة التمويل المتعلق بالمناخ.
تؤكد الدول الأعضاء أن تحقيق التحولات المنطقية والعملية والتدريجية والعادلة في سياق تغير المناخ تقوم على ثلاث ركائز متساوية الأهمية، وهي: ضمان أمن الطاقة، والازدهار الاقتصادي، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة.
وتدعم الدول الأعضاء وصول الجميع إلى طاقة ميسورة التكلفة، وموثوقة، ومواكبة للعصر، ومستدامة، ضمن مسار لتحقيق التنمية المستدامة على نطاق أوسع، وذلك عبر الاستثمار في جميع التقنيات والحلول كالطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، واستخدام الهيدروجين كوقود، واحتجاز وتخزين وإعادة استخدام الكربون، وحلول إزالة الكربون المبنية على الطبيعة، والتقاط الكربون من الهواء مباشرة، إضافة إلى التركيز على مجالات حيوية تعزز من القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ مثل، مكافحة التصحر، والحد من العواصف الرملية والغبارية، وتعزيز الأمن الغذائي، والتشجير، وتحسين استخدام الأراضي، وإدارة المياه، وحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية، والصحة.

تبادل الخبرات
وترحب الدول الأعضاء بمبادرتَي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وتعدّها نماذج فعالة لمواجهة تغير المناخ.
وفي الختام، يؤكد المجلس على تقديم الدعم الكامل للإمارات التي ستستضيف المؤتمر، إضافة إلى أهمية هذا الحدث الدولي الذي يسعى لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعرفة، وإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ.
وتم الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل للجنة لمتابعة المستجدات والتحضيرات لمؤتمر الاطراف الثامن والعشرين يوم 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وذلك على هامش أسبوع المناخ في الشرق الأوسط MENA Climate Week والذي سيتم عقده في الرياض خلال الفترة 8-12 أكتوبر 2023.