سبب غير متوقع للإصابة بالصداع النصفي

منوعات

اليمن العربي

من الطبيعي أن نعاني من الصداع في بعض الأوقات، لكن البعض سيظل يعاني منه بين الحين والآخر بقية حياته، وهذا ما يعرف بـ "الصداع النصفي".

يتسبب الصداع النصفي في ألم شديد ويجبرنا على العيش في الظلام، ويمكن أن يستمر أيضا لمدة تصل إلى 72 ساعة، ويمكن أن يصاحب نوبات الصداع المؤلمة الغثيان واضطراب  الرؤية والحساسية للضوء والصوت والروائح.
ولم يتم فهم السبب الدقيق لهذه النوبات بشكل كامل، إلا أن الكثيرين قد يرجحون الضغط، أو الإجهاد، كسبب رئيسي لهذه الحالة المزمنة.


ولكن، وفقا لدراسة جديدة أجراها باحثون في Lloyds Pharmacy، يمكن أن يلعب النظام الغذائي دورا مهما في المعاناة من الصداع النصفي.

وقد تضطر إلى قطع المحليات الاصطناعية مثل الأسبارتام (الموجودة في منتجات النظام الغذائي والمشروبات الخالية من السكر) لأنها يمكن أن تكون محفزا محتملا للصداع النصفي.

ومن بين المشاركين الذين شملتهم الدراسة، لم يكن 89% منهم على دراية بأن المحليات يمكن أن تكون السبب في صداعهم المنهك. لذا، سيكون من الأفضل الالتزام بالترطيب بالماء بدلا من مشروبات الحمية.

وتشير الدراسة إلى أن بعض رقائق البطاطس المفضلة لدينا مثل "دوريتوس" و"برينغلز"، بالإضافة إلى الأطعمة الصينية وخلطات التوابل، يمكن أن تسبب أيضا الصداع النصفي.

ولم يكن 94% من المشاركين على دراية بالصلة بين المضافات الغذائية المعروفة باسم الغلوتامات الأحادية الصوديوم (MSG) أو الملح الصيني، الموجودة في ما سبق، واحتمال الإصابة بالصداع النصفي.

وكانت اللحوم المعالجة سببا محتملا آخر لأعراض الصداع النصفي التي لم يعرف عنها سوى 1% من المشاركين في الاستطلاع.

ويعود السبب في اعتبار أن هذا النوع من اللحوم قد يكون مسؤولا عن الصداع إلى أنه يحتوي على النترات التي تمدد الأوعية الدموية، ما قد يسبب هذه الأعراض.

وتحتوي منتجات الألبان (خاصة الجبن الطري) على مستويات عالية من التيرامين، وكذلك الأطعمة المخللة أو المخمرة، مثل مخلل الملفوف وصلصة الصويا، والتي يمكن أن تؤدي إلى الصداع النصفي.


والتيرامين هو حمض أميني يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ويمكن العثور عليه أيضا في النبيذ الأحمر.

وعندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي، فإن المحفزات الأخرى الأكثر شهرة تشمل الكافيين والكحول والأطعمة المالحة. ويمكن لهذه المشروبات والأطعمة أن توسع الأوعية الدموية في الدماغ وتسبب الصداع، بالإضافة إلى تعطيل أنماط نومنا التي نعلم جميعا أنها يمكن أن تسبب لنا الصداع النصفي.

ما هي الأطعمة التي تساعد على منع الصداع النصفي؟

وفقا لـ Lloyds Pharmacy يمكن أن تساعد الأطعمة التالية في تقليل الصداع النصفي:

- الخضار الورقية، مثل اللفت والسبانخ والملفوف والخس (الروماني) وخضر البنجر والكرنب، حيث أنها غنية بحمض الفوليك (فيتامين B9) التي يمكن أن تساعد على تقليل احتمال الإصابة بالصداع النصفي.

- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية تقلل الالتهاب وبالتالي الصداع، وتشمل الأسماك الدهنية وبذور الكتان وبذور الشيا.

- يمكن أن يكون اتباع نظام غذائي قليل الدسم ومنخفض الصوديوم مفيدا أيضا عند محاولة منع الصداع النصفي. لذلك يمكن أن تساعد الأطعمة الأقل ملوحة وتجنب الأطعمة الدهنية مثل اللحوم والنقانق والفطائر والقشدة والزبدة والشوكولاتة والبسكويت والكعك.
قد يزيد الصداع النصفي من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CCDs)، خاصة عند النساء، وفقا لدراسة نُشرت مؤخرا في مجلة Clinical Neurology.

واستخدم الدكتور سونغ جاي لي، من مستشفى Bucheon بجامعة سونشونهيانغ في كوريا الجنوبية، وزملاؤه، بيانات من خدمة التأمين الصحي الوطنية الكورية (2002 إلى 2018) لمقارنة معدلات حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية بين الصداع النصفي المطابق (130050 فردا) وغير المصابين بالصداع النصفي (130050 فردا) خلال فترة متابعة متوسطة 14.8 سنة.
ووجد الباحثون أنه بالنسبة لجميع أمراض الجهاز التنفسي المزمن، كانت معدلات الإصابة التراكمية أعلى في مجموعة الصداع النصفي مقابل مجموعة غير الصداع النصفي.

وبصرف النظر عن وجود الأورة، أو الهالة (عندما تسبق الصداع النصفي أو تصحبه علامات أو أعراض تحذيرية حسية، مثل الأضواء الوامضة أو النقاط العمياء أو وخز في الرأس أو الوجه)، فإن الصداع النصفي كان مرتبطا بمرض الشرايين المحيطية (معدل نسبة الخطر 2.29)، ومرض القلب الإقفاري (معدل نسبة الخطر 2.17)، والرجفان الأذيني (معدل نسبة الخطر 1.84)، والسكتة الدماغية (معدل نسبة الخطر 2.91)، والسكتة الدماغية النزفية (معدل نسبة الخطر 2.46).

وبالنسبة لجميع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، كان الخطر أعلى عند الإناث المصابات بالصداع النصفي مقارنة بالذكور.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج وجدت أن الفروق الجماعية في معدلات الإصابة بأأمراض القلب والأوعية الدموية زادت بمرور الوقت. "وهذا يعني أنه في حين أن الصداع النصفي قد يكون مشكلة طبية بسيطة في وقت مبكر من الحياة، فإنه يمكن أن يكون علامة على خطر أمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة".