العلماء يحذرون من "مُحَلٍّ اصطناعي" شائع يمكنه تحطيم الحمض النووي.. ماذا قالوا؟

منوعات

اليمن العربي

يمكن لنظام غذائي غني بالفواكه والخضروات أن يعزز صحة بشرتك، لكن بعض الأطعمة والمشروبات، على الرغم من كونها لذيذة، قد تؤدي إلى ظهور البثور على الجلد وجفافه وحتى التجاعيد.

وتقول الدكتورة ثيفي ماروثابو، استشارية الأمراض الجلدية والتغذية والمتحدثة باسم مؤسسة الجلد البريطانية: "هناك بعض الأطعمة أو المكونات التي أوصي بتقليلها في نظامك الغذائي من أجل صحة الجلد المثلى".


وهنا خمسة عناصر تقترح الدكتورة ماروثابو أنها قد تدمر بشرتك:

تأثير الكحول المدر للبول الذي يشجع الجسم على إفراز المزيد من السوائل مثل البول، يؤدي إلى فقدان السوائل والعناصر الغذائية الضرورية لبشرة صحية.

ونتيجة لذلك، يمكن أن تبدو البشرة باهتة ورمادية ومنتفخة خلال 24 ساعة من شرب الكحول، بالإضافة إلى التجاعيد بسبب فقدان المرونة. وعلاوة على ذلك، يؤدي الكحول إلى التهاب أنسجة الجسم، ما يؤدي إلى احمرار الجلد.

ومع ذلك، فإن الحد من كمية الكحول التي تشربها أو شرب الماء بين المشروبات الكحولية يمكن أن يساعد في منع هذه الآثار، وكذلك الإفراط في تناول الكحول.

السكر المكرر

من المعروف أن تناول الكثير من السكر يمكن أن يسبب زيادة الوزن وتسوس الأسنان، وقد لا يكون مفيدا أيضا لبشرتك.

وتحذر الدكتورة ماروثابو من أن تناول الكثير من السكر المكرر يمكن أن يؤدي إلى شيخوخة خلايا الجسم.

وتقول: "بالطبع يمكننا الاستمتاع بالسكر المكرر مثل الكعك أو البسكويت أو الحلويات باعتدال.. لكن السكر المكرر الزائد في وجباتنا الغذائية يمكن أن يسرع شيخوخة الجلد من خلال عملية تسمى الغلوزة".


وتحدث الغلوزة (Glycation)  في مجرى الدم لنسبة صغيرة من السكريات الممتصة، حيث يرتبط السكر في مجرى الدم بالبروتينات والدهون لتكوين مركّبات ضارة تسمى نواتج غلوزة نهائية متقدمة (AGEs).

ومع التقدم في العمر، تتراكم هذه المركّبات في الأدمة - الطبقة الثانية من الجلد - وتدمر الكولاجين، ما يؤدي إلى فقدان مرونة الجلد وظهور التجاعيد.

ووفقا للدكتورة ماروثابو، يمكن أن يتسبب السكر أيضا في ظهور الحبوب لبعض الأشخاص.

وبدلا من تناول الوجبات الخفيفة السكرية، تقترح تناول بضعة مربعات من الشوكولاتة الداكنة، التي تحتوي على مضادات الأكسدة المحببة للبشرة والتي تسمى أنثوسيان والتي يُعتقد أنها تحارب شيخوخة الجلد المبكرة.

الحليب المنزوع الدسم

غالبًا ما يُنظر إلى الحليب المنزوع الدسم على أنه الخيار "الصحي"، لكنه قد يكون السبب وراء ظهور الحبوب.

وعلى الرغم من أنه لا يؤثر على الجميع، إلا أن الحليب القليل الدسم يمكن أن يسبب البقع.

وتقول الدكتورة ماروثابو: "أظهرت بعض الأبحاث أن الحليب المنزوع الدسم قد يساهم في انتشار الحبوب، خاصة إذا كنت تشرب أكثر من كوبين في اليوم. إنها ليست مشكلة لكل شخص لديه بثور في الوجه، ولكن يمكن أن يكون محفزا للبعض".
وتنصح الدكتورة ماروثابو أولئك الذين يعانون من البثور أن يستبدلوا الحليب المنزوع الدسم ببدائل غير الألبان المدعمة، مثل حليب الصويا، لمدة أربعة أسابيع لمعرفة ما إذا كانوا قد لاحظوا أي تحسن.

مسحوق بروتين مصل اللبن (Whey protein powder)

رغم أن هذه المادة قد تساعدك على بناء العضلات في صالة الألعاب الرياضية. يقول الخبراء إن مسحوق بروتين مصل اللبن يمكن أن يكون حافزا لظهور حب الشباب.

وتوضح الدكتورة ماروثابو أن هذا لا ينطبق على الجميع، "ولكن إذا لاحظت زيادة في البثور منذ بدء استخدام مسحوق بروتين مصل اللبن، فحاول استبداله ببديل نباتي".

ويُعتقد أن السبب في ذلك هو أن بروتين مصل اللبن يزيد من إنتاج هرمون يسمى عامل النمو الشبيه بالإنسولين 1 (IGF1)، والذي يعزز نمو العظام والأنسجة.

لكن عامل النمو الشبيه بالإنسولين 1 يمكن أن يكون أيضا محفزا للبشرة الدهنية في بعض الحالات.

وتقول الدكتورة ماروثابوس إن مساحيق البروتين النباتية لا تؤدي إلى هذا التأثير.

الإفراط في تناول الكافيين

لا بأس بفنجان أو كوبين من القهوة يوميا، لكن إذا كنت تعاني من إدمان خطير للقهوة، فقد يؤثر ذلك على بشرتك، وذلك لأن شرب الكثير من الكافيين يمكن أن يسبب شيخوخة الجلد المبكرة.

وتوضح ماروثابو: "يمكن أن يساهم الكافيين الزائد في الإصابة بالجفاف لأنه يعمل كمدر للبول، ما يؤدي إلى خروج المزيد من البول".

ويمكن أن يزيد الكافيين أيضا من مستويات هرمون الإجهاد، الكورتيزول، والذي يمكن أن يساهم في حدوث نوبات من الإكزيما وإثارة الحبوب.

ووفقا للدكتورة ماروثابو، يمكن استبدل القهوة بالشاي الأخضر "كونه يحتوي على مستويات أقل من الكافيين بالإضافة إلى مركبات مضادة للأكسدة تدعم صحة الجلد من خلال تحييد الجذور الحرة التي تساهم في شيخوخة الجلد المبكرة".يُستخدم المُحلي الاصطناعي السكرالوز (المُسوق باسم سبلندا) على نطاق واسع ويوجد في منتجات مثل الصودا الدايت وعلكة المضغ.

وقد وجدت دراسة جديدة أنه قادر أيضا على إتلاف مادة الحمض النووي داخل خلايانا.

ونظرا لأن الحمض النووي يحمل الرمز الجيني الذي يتحكم في كيفية نمو أجسامنا والحفاظ عليها، فهذه مشكلة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة.

وتعد مخاوف الباحثين مهمة للغاية، فهم يطالبون الآن وكالات المعايير الغذائية بمراجعة السلامة والوضع التنظيمي لبديل السكر. ويشار إلى المصطلح التقني لشيء يكسر الحمض النووي مثل هذا بـ "سام وراثيا"، وقد نظرت الدراسة على وجه التحديد في سوكرالوز -6-أسيتات: يتم إنتاج هذا المركب الكيميائي عند تناول السكرالوز واستقلابه في الجسم، كما ورد في دراسة أجريت عام 2018 على الفئران.

وتقول مهندسة الطب الحيوي سوزان شيفمان من جامعة ولاية كارولينا الشمالية: "لوضع هذا في السياق، فإن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية لديها عتبة من القلق بشأن السموم لجميع المواد السامة للجينات والتي تبلغ 0.15 ميكروغرام للشخص الواحد في اليوم. يشير عملنا إلى أن الكميات الضئيلة من أسيتات السكرالوز -6-أسيتات في مشروب واحد يومي محلى بالسكرالوز تتجاوز هذه العتبة. وهذا لا يمثل حتى كمية السكرالوز -6-أسيتات المنتجة كمستقلبات بعد أن يستهلك الناس السكرالوز".

وبعبارة أخرى، يوجد سكرالوز -6-أسيتات بالفعل في هذه المشروبات قبل تناولها، ولكن يتم إنتاج المزيد منه في معدتنا. ويتكون السكرالوز بالفعل من نسخة معدلة من سوكرالوز -6-أسيتات، والتي يتم تصنيعها من سكر السكروز.

وفي الدراسة، أجرى الباحثون سلسلة من الاختبارات المعملية على خلايا الدم البشرية وأنسجة جدار الأمعاء لمعرفة رد الفعل على كل من السكرالوز ومركب السكرالوز -6-أسيتات. تم إجراء اختبارات أيضا على النشاط الجيني لخلايا الأمعاء، وكلها باستخدام إجراءات تحليل موحدة للكشف تلف الحمض النووي.


وأكدت الاختبارات الآليات التي كانت سامة وراثية (تكسير خيوط الحمض النووي)، وكذلك أظهرت زيادات في التعبير عن الجينات المرتبطة بالالتهاب والإجهاد التأكسدي والسرطان. علاوة على ذلك، تضررت بطانة القناة الهضمية أيضا.

وتقول شيفمان: "اكتشفنا أن كلا من الكيميائيتين [السكروز والسكرالوز -6-أسيتات] يسببان تسريب الأمعاء. في الأساس، تجعل جدار الأمعاء أكثر قابلية للاختراق. المواد الكيميائية تلحق الضرر بـ" الوصلات الضيقة "، أو الواجهات، حيث تتصل الخلايا الموجودة في جدار الأمعاء ببعضها البعض".

ويعني تسرب الأمعاء أن الطعام والسموم المهضومة جزئيا يمكن أن تتسرب إلى مجرى الدم. ويمكن أن تحدث الحالة بعدة طرق، ويمكن أن يكون لها تأثيرات لاحقة في العديد من أجزاء الجسم المختلفة.

وحذر الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة الجديدة من أنه يجب على الناس الآن التوقف عن تناول السكرالوز واستهلاك أي شيء يحتوي عليه. وفي السابق، كانت الموافقة التنظيمية تُمنح للمُحلي بناء على بحث يُظهر أنه يمر عبر الجسم دون تغيير - النتائج التي تتناقض الآن مع الدراسات الحديثة.

وقد يتعين الآن مراجعة تلك الموافقة التنظيمية. ويقترح الباحثون أن مزيدا من الأبحاث يمكن أن تبحث عن كثب في الآثار الصحية الخطيرة المحتملة للتعرض لأسيتات السكرالوز 6.

وتقول شيفمان: "يثير هذا العمل مجموعة من المخاوف بشأن الآثار الصحية المحتملة المرتبطة بالسكرالوز ومستقلباته. وقد حان الوقت لإعادة النظر في السلامة والوضع التنظيمي للسكرالوز، لأن الأدلة متزايدة على أنه ينطوي على مخاطر كبيرة".