هل يعي اخوان اليمن درس اردوغان الاخير

اليمن العربي

 تابع معظمنا الانتخابات الأخيرة التي جرت في تركيا وما آلت إليه من نتائج من فوز رجب طيب اردوغان فيها بولاية جديدة وبعيدًا عن اختلاف حالة المتابعين لهذه الانتخابات من خارج تركيا وخاصة في الوطن العربي وما اسفرت عنها من نتائج بين مبتهج بها وبين مستاء منها فإنه ا بالاخير تعبر عن الارادة الشعبيه للاتراك الذين اختارو التصويت لاردوغان في نهاية المطاف وباصواتهم وليس بامنيات  غيرهم حقق النجاح وبعد ادائه اليمين الدستوريه مؤخرًا كرئيس منتخب للجمهوريه التركيه يبدأ اردوغان مرحله جديدة وحاسمة من مراحل حكمه ينتظر منه الاتراك الشي الكثير فهناك العديد من الملفات الشائكة والصعبة التي تنتظره منها الاقتصادية والاجتماعية والسياسيه إلى جانب ملف تحسين العلاقات الخارجية مع الجيران والمحيط والعالم والعودة بتركيا لسياسة ( صفر مشاكل ) التي اختطها اردوغان لبلاده مع جيرانها في السابق مع بدايات حكم حزب العدالة والتنمية واثناء توليه رئاسة الحكومة انذاك وستكون هذه الملفات جميعًا بمثابة اختبار حقيقي لمدى نجاحه من عدمها في ولايته الجديدة.

لقد كانت انتخابات هذا العام في تركيا مختلفة تمامًا عن سابقاتها اكان من كونها أول انتخابات تجري بعد تغيير نظام الحكم في تركيا أو من خلال وضوح التدخل الخارجي عليها للتاثير على الناخب المحلي للتصويت لغير اردوغان أو حتى من خلال الفارق البسيط في النتائج فيما بين مرشح الحزب الحاكم الفائز وبين خصمه مرشح المعارضة الخاسر وفي المجمل يمكنا القول ان هذه الانتخابات بالفعل كانت هي الاصعب على اردوغان وعلى حزبه العدالة والتنميه مايستدعي منه ومن قيادة حزبه إلى اجراء مراجعة شاملة على سياسات الحزب خلال الحقبة الماضية داخليًا وخارجيًا إذا ما أراد الحفاظ على السلطة والحفاظ على مكانته بين صفوف الشعب التركي.

 ربما كثيرين منا لا يعجبهم اردوغان ويعتبرونه واحد ممن كان له يد ودور فيما عرف بثورات الربيع العربي بل ويعتبرونه مسؤولًا مباشرًا عن تدمير كثير من البلدان العربية لكن من غير المنصف إذا ما اردنا تقييمه أن نقيمه انطلاقاٌ  من هذا الدور أو من خلال مواقفه معنا أو بما نريده نحن منه من نصرة لقضايانا التقييم الحقيقي والعادل في هذه الحالة له ولحزبه العدالة والتنمية بما قدمه ويقدمه للشعب التركي وبما احدثه من نهضة في تركيا لا يستطيع ان ينكرها حتى اولئك الذين يناصبونه العداء واي يكن ااحببنا اوردغان أم كرهناه  فالحقيقه التي لا لبس فيها أنه هو من اعاد لتركيا مكانتها بين الكبار على مستوئ العالم وهو من جعل لها دور ريادي في المنطقة في فترة قياسيه بعد ان ظلت لسنوات طوال تفتقدها كذلك يمكن تقييمه من خلال مواقفه الاخيرة مما تعرض له جزء من شعبه في الكارثة التي حلت ببعض المناطق من تركيا بفعل الزلازل المدمره التي اجتاحتها سوا باستجابته الفوريه لنداءات الاستغاثة التي اطلقها المواطنون هناك وقيامه بإرسال الاطقم والفرق  المختلفة للمشاركه في عمليات الانقاذ والايواء للمتضررين أو بقيامه وعلى وجه السرعة أيضًا وفي زمن قياسي باعادة بناء مادمرته الزلازل وانشاء وحدات سكنيه ومحال تجارية بدلًا عن الوحدات السكنيه والمتاجر المتضرره.

  لذلك كله فالنجاح والفوز الذي حققه السيد اردوغان وان كان صعبًا ومضنيًا  في الانتخابات فإنه لم ياتي من فراغ وانما نتاج لما قدمه طوال السنوات الماضيه لبلده من خدمات وماحققه لها من نهضة ورقي ورفعه لم يستخدم السلل الغذائيه ليحصد أصوات الناخبين ولم يدغدغ مشاعر البسطاء وبيع الوهم لهم ليصوتو له ولم يستخدم ورقة تمليك المنازل الشعبيه ليخطب ود ناخبيه ولم يستقدم الجيش والشرطه ويحشد الموظفين الحكوميين ليرجحو كفته بل اعتمد على نفسه وعلى تاريخه ليختاره الاتراك رئيسًا عليهم وبهذا يكون ماحصل في تركيا بمثابة درس نتمنى ان تستفيد منه العقليات الصغيرة الموجودة لدينا من اخوان اليمن التي تتغنى بفوز اردوغان نفاقًا وتعتبر نصره نصرًا لها باستلهامها  منه فقط حبه لوطنه واخلاصه في عمله وعدم خيانتة لشعبه.