"تشييع" يفضح التصعيد.. جحيم الجبهات يحصد "قادة" الحوثي

أخبار محلية

اليمن العربي

تصعيد مستمر من مليشيات الحوثي بكل الجبهات، تجني حصاده برؤوس قادتها التي تتساقط بجحيم القتال، رغم التهدئة الهشة المدعومة أمميا ودوليا.

فمن مأرب إلى تعز والضالع ويافع، تكبدت مليشيات الحوثي خسائر بشرية بالجملة ثمنا لتصعيدها العسكري وصل لأكثر من 200 قيادي منذ مطلع العام الجاري حسب عمليات التشييع التي فضحت حجم نزيف التصعيد القتالي.


أحدث الخسائر

وفي أحدث اعترافاتها، قالت مليشيات الحوثي إنها شيعت 11 قياديا ميدانيا، السبت، وذلك بعد أن قتلوا في جبهات القتال مع الجيش اليمني والقوات الجنوبية والمقاومة الوطنية وقوات العمالقة.

وذكرت مليشيات الحوثي على وسائل إعلامها أنها أجرت عملية تشييع في العاصمة المختطفة صنعاء شملت 11 من مقاتليها ينتحلون رتبا عسكرية كبيرة، منهم برتب "عقيد" و"مقدم" و"رائد" و"نقيب" و"ملازم ثان".

ونشرت المليشيات المدعومة إيرانيا قائمة للقتلى تظهر مقتل كل من مراد مجلي، وعبدالحكيم العقاري، ينتحلون رتبة "عقيد"، بالإضافة إلى "فهيم النبهاني، ونصار مجلي، وطلال الغابري، ينتحلون رتبتي "مقدم" و"رائد" فيما ينتحل 3 ضباط رتبة "نقيب" و3 آخرين شارة "ملازم ثان".

ولم تذكر مليشيات الحوثي مكان وزمان مقتلهم، إلا أن مصادر عسكرية قالت إنهم قتلوا على الأرجح في جبهات القتال على الحدود الجنوبية للبلاد، لا سيما جبهة محور يافع والذي شهد خلال اليومين الماضين مواجهات شرسة.


سجل النزيف

وخلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار 2023، أجرت مليشيات الحوثي عشرات عمليات التشييع لأكثر من 70 مقاتلا يحملون رتبا عسكرية بين "عميد" و"عقيد" و"مقدم" و"رائد" و"نقيب" و"ملازم ثان وأول".

ووصل عدد القتلى إلى أكثر من 150 ضابطا بمعدل 50 ضابطا كل شهر.

وتعد خسارة مليشيات الحوثي للضباط الذي كانوا ينتمون للجيش اليمني السابق وانضموا للانقلابيين ضربة موجعة للمتمردين، إثر حصول هذه القيادات على تأهيل عسكري في أكاديميات وكليات عسكرية محلية وخارجية.

وتشير خسائر مليشيات الحوثي لقياداتها الميدانية التي أفلتت من المواجهات الطاحنة في السنوات الماضية إلى أن التهدئة انقلبت إلى جحيم، وأن مليشيات الحوثي لا تزال تسير في نفس وتيرتها الحربية مستغلة الهدنة من طرف واحد فقط، ممثلا بضبط النفس وخفض التصعيد الذي ينتهجه المجلس الرئاسي.

وتعني خسارة مليشيات الحوثي قياداتها خصوصا القيادات العقائدية التي تقف بشكل رئيسي خلف تسعير الحرب إلى أن المليشيات ستحتاج لوقت طويل لسد الفراغ الذي تركته على المستوى العسكري، خصوصا أنه سبق وخسرت أكثر من 6 آلاف قتيل بينهم 1800 قيادي عقائدي.

وتتكتم مليشيات الحوثي عن خسائرها من العناصر وعددهم بالآلاف لتحافظ على معنويات عناصرها المنخرطين بصفوفها، فيما تحرص على إقامة عمليات تشييع يومية منها المعلن ومنها السري في مناطق سيطرتها لمحاكاة حزب الله الإرهابي ولحث السكان للانخراط في صفوفها.


تصعيد مستمر

ميدانيا، أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن تدمير أهداف ثابتة وأخرى متحركة استخدمتها مليشيات الحوثي في استهداف قرى آهلة بالسكان جنوب الحديدة وغرب تعز خلال الـ72 ساعة الماضية.

وقالت القوات المشتركة، في بيان، إن "الوحدات المرابطة في محوري الحديدة والبرح رصدت أهدافا استخدمتها المليشيات المدعومة إيرانيا، في استهداف قرى السويهرة في مقبنة تعز، وقرى جنوب التحيتا بمحافظة الحديدة، وسرعان ما تم التعامل معها بحزم".

وأكدت تحقيق إصابات مباشرة في الأهداف المرصودة، وتكبيد مليشيات الحوثي الإرهابية خسائر بشرية ومادية.

في السياق، أعلن الجيش اليمني إسقاط طائرة تجسسية تابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية جنوب غرب محافظة تعز.

وقال الجيش اليمني، في بيان، إن "دفاعات الجيش تمكنت من إسقاط طائرة استطلاعية معادية للمليشيات الحوثية أثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية جنوب غرب المحافظة".  

وأضاف: "يأتي ذلك في ظل يقظة أبطال الجيش الدائمة، وترصدهم لحركات الطيران المسيّر التابع للمليشيات الإرهابية".

وصعدت مليشيات الحوثي أعمالها العدائية صوب جنوب اليمن بالهجمات البرية والإرهابية كان آخرها أواخر مايو/أيار الماضي، بعد هجوم إرهابي بدراجة نارية محشوة بعبوة ناسفة استهدفت قوات دفاع شبوة في المحافظة التي تحمل الاسم ذاته ما أدى إلى سقوط 8 جرحى.

ويهدد تصعيد المليشيات الإرهابية بعودة قتال بشكل غير مسبوق لليمن، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوات التصعيدية الإرهابية ستنسف أي مساع أو جهود أممية ودولية لتحقيق أي تقدم بالملف اليمني.