وضع ميداني ملتهب وأزمة تلوح في الأفق.. السودان في يومه الـ46

عرب وعالم

اليمن العربي

تعليق المشاركة في محادثات جدة، وتمديد إغلاق المجال الجوي السوداني، تطورات على طريق الأزمة السودانية، التي دخلت شهرها الثاني، دون أية حلول تلوح في الأفق.

فوسط مخاوف من أن يفاقم الصراع الذي اندلع منذ أكثر من ستة أسابيع الأزمة الإنسانية في ثالث أكبر بلد في إفريقيا، أعلنت سلطة الطيران المدني في السودان، الأربعاء، تمديد إغلاق المجال الجوي حتى 15 يونيو/حزيران المقبل.

وقال مطار الخرطوم الدولي، في بيان، إن سلطة الطيران المدني قررت تمديد إغلاق المجال الجوي السوداني أمام كافة حركة الطيران حتى 15 يونيو/حزيران المقبل، مشيرًا إلى أن القرار يستثنى منه رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص.


ماذا عن المفاوضات؟

القرار يأتي بعد ساعات من إعلان القيادة العامة للجيش السوداني، اليوم الأربعاء تعليق المحادثات مع قوات الدعم السريع حول وقف إطلاق النار وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.

وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان، إنها علقت المحادثات في مدينة جدة السعودية، متهمة قوات الدعم السريع، بعدم الالتزام بتنفيذ أي من بنود الاتفاق والاستمرار في خرق الهدنة.

وبدأت المحادثات بين طرفي الصراع في أوائل مايو/أيار الجاري، وأسفرت عن التوصل إلى إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين. كما أفضت إلى اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين لكن تقارير ذكرت أنهما انتهكاه مرارا.

المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، علق على انسحاب الجيش من محادثات جدة، قائلا: "ليس أمرا مستغربا. يحدث ذلك في كثير من الأحيان. نأمل أن ينجح الوسيط في إعادة الطرفين للعمل على وقف إطلاق النار المنتظر".

وقبل تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، قال مصدر عسكري إن الجيش اشترط انسحاب قوات الدعم السريع من المباني السكنية والمستشفيات لتمديد الاتفاق. واستمرت المحادثات حول شروط الهدنة بعد تمديد وقف إطلاق النار لخمسة أيام.


ماذا عن الوضع الميداني؟

قال شهود عيان، إن قوات الدعم السريع وسعت من انتشارها داخل منطقة المقرن بوسط الخرطوم. كما أفادوا بوقوع اشتباكات عنيفة على الجانب الآخر من نهر النيل في شمال أم درمان وشمال بحري حتى مساء الأربعاء.

وقالت لجنة مقاومة محلية في بيان إن 15 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 30 بعد سقوط قذائف على سوق في منطقة كثيفة السكان في جنوب الخرطوم، مشيرة إلى أن الخدمات في مستشفى بشائر، وهو واحد من المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل في العاصمة، تتعرض لضغط شديد.

واندلعت اشتباكات أيضا خارج العاصمة بما في ذلك إقليم دارفور الواقع في أقصى غرب البلاد والذي اندلع صراع فيه عام 2003 يحتدم ويهدأ على مدى سنوات.

وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.

وفي مقطع مصور نشرته قوات الدعم السريع اليوم الأربعاء، دعا عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي والرجل الثاني في ترتيب القيادة، الجنود إلى الانشقاق عن الجيش والعمل مع قوات الدعم السريع، قائلا: إن "أي زول داير (يريد) مصلحة السودان يطلع من (يترك) البرهان".

في المقابل، أظهر مقطع مصور نشره الجيش أمس الثلاثاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وهو يحمل بندقية على ظهره ويقول لجنود يحيطون به ويهللون في قاعدة عسكرية: "نحن ما دايرين نستخدم القوة المميتة، القوة القصوى لسة ما استخدمناها"، مضيفًا: "ما دايرين ندمر البلد، لكن إذا العدو ما انصاع وما استجاب هنضطر نستخدم أقصى قوة عندنا".

وفي وقت متأخر أمس الثلاثاء، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها ملتزمة بوقف إطلاق النار رغم رصدها "خروقات متعددة" من جانب الجيش.

وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتراقبان تنفيذه عن بعد، فيما اتهم البلدان طرفي الصراع بانتهاك الاتفاق لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.

ونقلت الأمم المتحدة وبعض وكالات الإغاثة وسفارات وبعض هيئات الحكومة المركزية السودانية عملياتها إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وهي مركز شحن رئيسي ولم تشهد اضطرابات تذكر.

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل المئات ونزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان ودفع 400 ألف آخرين إلى عبور الحدود إلى بلدان مجاورة.