الحوثي مبارك المشن.. تاريخ إجرامي في اختطاف الأجانب باليمن

أخبار محلية

القيادي الحوثي مبارك
القيادي الحوثي مبارك المشن الزايدي

خلافا لقادة الحوثي المنحدرين من الشمال اليمني، يعد مبارك المشن الزايدي من أخطر قادة الانقلاب المنحدرين من شرقي البلاد وتحديدا من مأرب.

فالمسن الذي بلغ من العمر عتيا (70 عاما) يزخر بتاريخ إجرامي حافل جعله يتربع على عرش الاختطافات للأجانب بلا منافس، بعد أن تم تجنيده في سبيل تعبيد طريق الحوثيين نحو نفط وغاز مأرب بهدف تمويل أنشطتها العدوانية باليمن.

وينحدر القيادي الحوثي المشن المكنى "أبو طارق" من بلدة الكوث بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، ويعد المطلوب رقم 33 في قائمة التحالف العربي التي تضم 40 إرهابيا من قادة الانقلاب بمكافأة مالية تصل لنحو 5 ملايين دولار أمريكي.

كما يعد المسؤول الأول عن ملف مأرب بمليشيات الحوثي، وقد حاول، وما زال يقف خلف إشعال الحرب في المحافظة النفطية بهدف الاستحواذ على ثرواتها النفطية.

وتجسّد قصة "المشن" من عدة نواحٍ مثالا في التجنيد السري للشخصيات القبلية والعسكرية والأمنية للعمل من أجل استنزاف قدرات الدولة اليمنية في سبيل دعم أنشطة الحوثيين ومشروعهم الطائفي في البلاد.


أدوار عسكرية وتدشين الاختطافات

ويعتبر المشن من أقدم الضباط الذين خدموا في المؤسسة العسكرية، حيث التحق بالقوات المسلحة في سبعينيات القرن الماضي وكان ضمن قيادات الجيش اليمني التي رابطت في جزيرة كمران الواقعة في البحر الأحمر والتابعة إداريا لمحافظة الحديدة، غربي البلاد.

واستمر الرجل في عمله العسكري حتى مطلع التسعينيات، حين اكتشفت المخابرات اليمنية تلقي المشن أموالا من جهات خارجية وهو ما دفعها لوقف خدمته ووضعه تحت الرقابة الأمنية. لكن الرجل استغل نفوذه القبلي باعتباره أحد رجال قبيلة "جهم" التي تستوطن مديرية صرواح وتنتمي إلى قبيلة "بكيل" الكبيرة والشهيرة، فعمل على اختطاف دبلوماسي أمريكي لمقايضة الدولة اليمنية.

يرجع ذلك إلى عام 1990 وهي الفترة التي شهدت تشكيل النواة الأولى للمليشيات الحوثية أو ما عرف بـ "تنظيم الشباب المؤمن"، حيث أوكلت للمشن مهمة فتح جبهة أخرى لشغل الدولة عن تعقب أنشطة الحوثيين، وفقا لمصدر يمني.

وبحسب المصدر ذاته، فإن المشن نفذ أول عملية اختطاف في عهد الجمهورية اليمنية التي تأسست عام 1962 ليفتح جبهة واسعة للدولة استهدفت اختطاف الأجانب بمن فيهم السياح ومقايضتهم الدولة.


أدوار أمنية

بعد فصله من الخدمة العسكرية انتقل الرجل للعمل الأمني، ورغم أعماله الإجرامية، إلا أن النظام اليمني السابق بقيادة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح حاول احتواء الرجل وعينه مديرا لشرطة محافظة الجوف ثم مستشارا لوزارة الداخلية اليمنية.

واستغل الرجل منصبه الأمني في دعم أنشطة الحوثيين سرا عبر دعم أعمال التهريب وتضليل الدولة اليمنية بمدى خطورة الحوثيين، حتى أنه كان يعتبر الحروب الست ضد المليشيات المتمردة أنها "حرب ظالمة ضد آل البيت"، على حد زعمه.

وتنبهت المخابرات اليمنية بشكل متأخر لنشاط الرجل القبلي والعسكري والأمني، بعد أن قاد أول وفد قبلي من قبيلة "جهم" للقاء زعيم مليشيات الحوثي وتقديم الولاء لها والطاعة ما جعله يتبوأ مرتبة رفيعة لدى المتمردين.

وكان ذلك عام 2010 بعد وساطة إقليمية أنقذت مليشيات الحوثي من الانهيار في صعدة ودفعت بالقتلة والمأجورين إلى دفة المشهد اليمني، وهو ما مثل أكبر تحد للنظام اليمني في مواجهة حرب على جبهتين، الأولى في صعدة والثانية عبارة عن حرب خفية أمنية تتمدد عبر القبائل ويمثل واجهتها القيادي المشن.


هزائم مذلة

ونظير خدمته في سبيل مشروع مليشيات الحوثي، قوبل القيادي الحوثي مبارك المشن الزايدي، باهتمام إعلامي إيراني فهو الرجل الذي سقطت بسببه بلدة صرواح التاي يقودها في قبضة الحوثيين المدعومين إيرانيا عام 2015.

وفي 2016، عينت مليشيات الحوثي المشن عضوا فيما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، وهو أعلى منصب يحصل عليه ومنحته رتبة "فريق" كما عينته قائدا "للمنطقة العسكرية الثالثة" التي تنتشر في محافظة مأرب.

وفي 2020، تعرض الرجل لإحدى أكبر النكسات في حياته بعد أن أقنع الدوائر الأمنية لمليشيات الحوثي بسهولة تحقيق نصر عسكري في مأرب، لتدفع المليشيات بأكبر قوة لها في سبيل الوصول إلى نفط مأرب لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم.

وبعد فشل الرجل في اقتحام مأرب، قررت مليشيات الحوثي الدفع بقادة صفها الأول وعلى رأسهم عبدالكريم الغماري وعبدالخالق الحوثي اللذان توليا تقطيع أوصال مأرب إلى مربعات والهجوم على المديريات على شاكلة انساق انتحارية، مما مكنهم من تحقيق اختراق ميداني جنوب وشمال غرب المحافظة النفطية وذلك عام 2022.

وما زالت مليشيات الحوثي تخطط لاجتياح مأرب، وبحسب مصادر يمنية فإن المشن كثف من تحركاته في المديريات الجنوبية والغربية في سبيل تجنيد أبناء قبائل المحافظة لدفعها لاجتياح المدينة التي باتت المليشيات الحوثية تطوقها من 3 جهات وتحلم بالوصول إلى حقول "صافر" النفطي، وهي أكبر ورقة قد تحصل عليها منذ الانقلاب أواخر 2014.

يشار إلى أن القضاء اليمني يحاكم المشن ضمن 32 قياديًا في مليشيات الحوثي، بتهمة الانقلاب على السلطة الشرعية في 2014 وتشكيل مليشيات مسلحة موالية لإيران، بالاشتراك مع آخرين، وتعريض استقلال البلد للخطر.