حكومات عدة دول أفريقية تطلق مبادرة إقليمية جديدة بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية

اقتصاد

اليمن العربي

أطلقت حكومات عدة دول أفريقية مبادرة إقليمية جديدة، بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية.

تهدف المبادرة إلى تحسين الخدمات الصحية ومعالجة الأثار السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الصحي.

جاء إطلاق المبادرة الجديدة لدعم قطاع الصحة في إفريقيا في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، خلال اجتماع مشترك ضم عددًا من وزراء الصحة بالدول الأفريقية، وفريق من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى خبراء المؤسسة الطبية البحثية في إفريقيا (ٍAMREF Health)، ضمن الاجتماع السنوي لجمعية الصحة العالمية.

وتُعد جمعية الصحة العالمية هي أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية، وتعقد اجتماعاتها سنويًا، بحضور وفود من جميع الدول الأعضاء بالمنظمة، وتعقد الجمعية اجتماعات الدورة الـ76 في جنيف بسويسرا، في الفترة من 21 إلى 30 مايو/ أيار 2023.

أظهرت المناقشات التي شهدها الاجتماع، فيما يتعلق بالأوضاع الصحية في القارة الأفريقية، أنه تم تسجيل 2121 حدثًا يتعلق بالصحة العامة في دول القارة السمراء، خلال الفترة بين عامي 2001 و2021، تبين أن ما تبلغ نسبته 56% منها، يتعلق بالتغيرات المناخية.


كما كشف بيان مشترك، حمل توقيع وزراء الصحة الأفارقة وخبراء المنظمة العالمية، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، عن أن هناك زيادة مفاجئة في عدد الكوارث الطبيعية بالقارة الأفريقية، حيث تمثل نحو 70% من إجمالي الكوارث التي حدثت في الفترة بين عامي 2017 و2021.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن المبادرة، التي تعتزم الدول الأفريقية طرحها أمام مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في الإمارات، أواخر العام الجاري، تسعى لتعزيز الأولويات الصحية أمام مؤتمر الأطراف، وفي المنتديات العالمية الأخرى حول العمل المناخي.

وأشار البيان إلى أن هذه المبادرة تعمل على دعم الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، من القارة الأفريقية، في تحقيق أهدافها، من خلال تعزيز الإطار القانوني والمؤسسي، بهدف التصدي للتحديات الصحية الناجمة عن التغيرات المناخية.

وتعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، بصفتها الرئيس المقبل لمؤتمر الأطراف، بإعلاء شأن الصحة من خلال إعلانها عن تخصيص أول يوم للصحة، بالإضافة إلى عقد الاجتماع الوزاري الافتتاحي للصحة والمناخ، ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف أواخر هذا العام، في دبي.

وأعلن الدكتور سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، في وقت سابق من شهر مايو 2023، أن المؤتمر هذا العام يتضمن أول يوم مخصص للصحة، ضمن الأيام المواضيعية على أجندة المؤتمر، وذلك لمناقشة تأثيرات التغيرات المناخية على الصحة.

وبحسب الأجندة الأولية للأيام الخاصة بمؤتمر الأطراف، التي تم الإعلان عنها على الموقع الرسمي للمؤتمر، من المقرر أن يتم تخصيص يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول، وهو أول الأيام المواضيعية، لمناقشة موضوعات الصحة والإغاثة والتعافي والسلام.

وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بإفريقيا، في تصريحات لصحيفة "نيشن"، من العاصمة الكينية نيروبي، إن المبادرة الجديدة لدعم قطاع الصحة في مواجهة التغيرات المناخية، تضع أساسًا قويًا لبناء أنظمة صحية بدول القارة الأفريقية، قادرة على الصمود.

وأضافت أن المبادرة تضمن الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية الأساسية، حتى في أوقات التعامل مع حالات الدمار الناجم عن الكوارث المناخية، مثل الفيضانات والجفاف والتدهور البيئي، بالإضافة إلى التعامل مع تفشي الأمراض وغيرها من التأثيرات السلبية الناجمة عن تغير المناخ.

وبينما أظهرت أحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية أن نحو 90% من الدول الأعضاء بدأت بالفعل في إدراج التهديدات الصحية الناجمة عن تغير المناخ ضمن أولويات خطط التصدي لتغير المناخ، أكد التحالف العالمي للمناخ والصحة أن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل جاءت في طليعة الدول التي أعلنت عن مساهمات محددة وطنيًا، تشمل قطاع الصحة.

الدكتورة جيني ميللر، المدير التنفيذي للتحالف العالمي للمناخ والصحة، قالت إنه على الرغم من إعلان رئاسة مؤتمر (COP-28) أن موضوع الصحة سيكون على رأس جدول الأعمال، لدرجة أن البعض يعتبرونه "مؤتمر الأطراف الصحي"، فإن نتائج المساهمات المحددة وطنيًا، تظهر تراجع الاهتمام بالقطاع الصحي ضمن خطط التصدي الوطنية لتغير المناخ إلى حد كبير.

وأضافت أن هذا التراجع يأتي على الرغم من الوعود السابقة بحماية حق الناس في الصحة، والتي تم إطلاقها أثناء مفاوضات اتفاق باريس في عام 2015، وكذلك ما خلصت إليه الدورة الأخيرة من مؤتمر الأطراف (COP-27) في شرم الشيخ، العام الماضي، بتأييد الحق في بيئة صحية.