أزمة سقف الدين بأمريكا.. اتفاق اللحظات الأخيرة يزيح الخطر

اقتصاد

اليمن العربي

رغم مواصلة الطرفين اتباع سياسة حافة الهاوية، إلا أن البيت الأبيض ومفاوضين جمهوريين من مجلس النواب توصلوا إلى اتفاق يجنب التخلف عن سداد الدين الحكومي.

وقالت شبكة "إن بي سي" الأمريكية، إن المفاوضين الرئيسيين توصلوا إلى اتفاق من حيث المبدأ لتمديد سقف الديون وتجنب تعثر كارثي، قبل أيام فقط من إعلان وزارة الخزانة الأمريكية أن أموال الولايات المتحدة قد تنفد، وفقًا لثلاثة مصادر جمهوريّة.

الصفقة - التي سترفع حد الدين الفيدرالي مقابل تخفيضات الإنفاق - لا يزال يتعين تحويلها إلى لغة تشريعية، وتمريرها من قبل مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.

وقال مصدر مطلع على مفاوضات سقف الدين الأمريكي إنه تم التوصل لاتفاق لرفع سقف دين الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار يبقي على الإنفاق غير الدفاعي مستقرا للسنة المالية الحالية والمقبلة 2024.

وأضاف المصدر أنه لا توجد حدود قصوى للميزانية بعد عام 2025 في اتفاق سقف الدين.

وفيما أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الدين الحكومي، توقع أن يتم التصويت عليه في الكونجرس الأربعاء.

وقال مكارثي إنه سيتحدث مرة أخرى إلى الرئيس جو بايدن الأحد ويشرف على الصياغة النهائية لمشروع القانون، مضيفا أن مجلس النواب "سيصوت عليه الأربعاء".

يأتي هذا الاتفاق الذي يمثل اختراقا في أعقاب مفاوضات طويلة وحادة بين الطرفين قبل الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق في 5 يونيو/حزيران الذي حددته وزيرة الخزانة جانيت يلين.


أسابيع من المفاوضات

واستمرت المحادثات السبت وأحرزت تقدمًا لكن المفاوضين يقفون عند التفاصيل النهائية للاتفاق والتي يعتبرها كلّ من الطرفين خطوطًا حمرا.

وكتب بايدن في تغريدة: "يجب أن يكون اقتصادنا اقتصادًا يساعد في ملء خزائن المطبخ وليس جيوب أصحاب الثراء الفاحش".

ولدى سؤاله صباح السبت عمّا إذا كان سيتوصل الطرفان إلى تسوية قبل المهلة المحددة، أجاب رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي "نعم"، قائلا لصحافيين: "أعتقد أننا سنتمكن فعلًا من الوصول إلى ذلك"، لكنه نبه إلى أن بعض المسائل لا تزال شائكة.

ومع بدء العد العكسي لتوقف الحكومة الأمريكية عن سداد ديونها، أفاد مصدر مطلع أن بايدن تحدث السبت إلى مكارثي، في محاولة لتذليل العقبات الأخيرة أمام اتفاق محتمل.

كما تحدث بايدن إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وفق المصدر.


تداعيات كارثية

ويتمثل التحدي في دفع الكونغرس بمجلسي النواب الجمهوري والشيوخ الديموقراطي إلى التصويت بسرعة على رفع سقف الدين العام، وإلا فقد تصبح الولايات المتحدة في حالة تخلف عن السداد، وهو وضع غير مسبوق له تداعيات اقتصادية ومالية واجتماعية قد تكون كارثية.

وهذه المناورة البرلمانية كانت دائما إجراء شكليا للحزبين. لكن هذه المرة يطالب الجمهوريون، مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، بتخفيض الإنفاق العام.

وتم تعديل الموعد الذي ستجد فيه وزارة الخزانة الأمريكية نفسها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية وأصبح الخامس من حزيران/يونيو بعدما كان الأول من حزيران/يونيو، ما يؤمن مهلة أطول.

وفي مقطع فيديو نُشر السبت، قال مكارثي: "لا أعتقد أنه سيكون من الجيد اقتراض أموال من الصين لدفع أموال لأشخاص يتمتعون بصحة جيدة وليس لديهم من يعيلهم ويتسكّعون على الأريكة".

من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس إن الجمهوريين مستعدون لتعريض "أكثر من ثمانية ملايين وظيفة للخطر من خلال إخراج الخبز من أفواه الأميركيين الجياع".

وذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست مثلا أن الاتفاق سيجمد بعض النفقات لكن من دون المساس بالميزانيات المخصصة للدفاع والمحاربين القدامى، وسيسمح بتأجيل لمدة عامين أي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، لخطر تخلف عن السداد.

وتحدث باتريك ماك هنري، أحد المفاوضين الجمهوريين، عن "قائمة قصيرة من الخلافات" المتبقية بين الطرفين، موضحًا السبت "أنها مسألة ساعات أو أيام". ويريد كل معسكر أن يحد من الضرر على المستوى السياسي.