مركز أبوظبي للغة العربية.. جهود بارزة لتعزيز "لغة الضاد"

ثقافة وفن

اليمن العربي

يواصل مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مسيرته الحافلة بالمبادرات والمشاريع التي تدعم اللغة العربية في المجالات الثقافية والإبداعية والتعليمية، إيمانًا منه بأهميتها بوصفها إحدى ركائز الهوية الوطنية التي تحقق رؤية قيادة دولة الإمارات وجهودها لحفظ "لغة الضاد" ومكانتها.

ويستعرض التقرير التالي جهود المركز في تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا باعتبارها لغة علم وثقافة وإبداع وجمال، ومشاريعه ومبادراته لإعلاء مكانتها بين لغات العالم.
ويعمل المركز الذي تأسس عام 2021 على تحقيق هذه الأهداف عبر مجموعة من المتخصصين والأكاديميين في مجالات الثقافة والفكر واللغة العربية، ومن خلال شراكات كبرى مع أبرز المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم.
ويلتزم مركز أبوظبي للغة العربية بدعم كافة الفعاليات الثقافية بالدولة التي تعزز مفاهيم الابتكار والتجديد في آليات نشر الثقافة والتحفيز على القراءة.

برنامج "قلم"
وفي هذا الصدد، أطلق المركز برنامج "قلم" للكتابة الإبداعية المعني بتقديم ورش عمل متخصصة للموهوبين الإماراتيين لبناء القدرات الكتابية وتشجيع الكتاب الجدد على نشر أعمالهم الإبداعية.
ويقدم البرنامج مجموعة من ورش العمل المتخصصة على مدار العام تحت إشراف أساتذة مرموقين يشرفون على مختبر إبداعي يمكن المشاركين من تحسين قدراتهم الكتابية في مجالات إبداعية مختلفة، وقد سبق لمشروع قلم نشر أكثر من 42 مؤلفًا إبداعيًا لأجيال مختلفة من الكتاب الإماراتيين.

فعاليات ومبادرات
وفي إطار سعيه لتقديم اللغة العربية والمحتوى العربي على الساحة العربية، واستقطاب أصحاب الفكر والمثقفين والمؤثرين من أنحاء العالم لتنامي الوعي بأهمية لغة الضاد، ينظم المركز برنامجًا متكاملًا من الفعاليات والمبادرات التي تعزز تلك التوجهات وتحقق تطلعاته الاستراتيجية لنقل صورة مشرفة تليق بمكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي بشكل خاص، كحاضنة لأهم الفعاليات الثقافية التي تهتم ببناء الإنسان وتنمية الإبداع والمعرفة والثقافة.
كما يحرص المركز على ترسيخ تواجده في المحافل والمعارض الدولية للترويج لإصداراته المختلفة والوصول لأكبر شريحة ممكنة من القراء عبر إتاحة كتبه وإصداراته للجمهور.
ومن أبرز هذه المبادرات والفعاليات: معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تقام دورته الـ 32 في الفترة من 22 إلى 28 مايو (أيار) الجاري، بمشاركة ما يزيد على 85 دولة، ويقدم أكثر من 2000 فعالية متنوعة. وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي وصلت إلى نسختها الـ 17 هذا العام، ومهرجان العين للكتاب، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 2000، ومهرجان الظفرة للكتاب الذي انطلق في عام 2018. إلى جانب المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية الذي يهدف إلى تأسيس منصة للتواصل الفكري والمهني لرواد صناعة النشر والمحتوى الإبداعي على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وتجسيدًا لرؤيته التي تقوم على تكريس دور الثقافة كوسيلة للتقارب بين الشعوب من كافة الجنسيات، وتعزيز مكانة أبوظبي منارة للثقافة والمعرفة افتتح مركز أبوظبي للغة العربية أكبر معرض عائم للكتب في العالم في السفينة "لوغوس هوب" في أبوظبي ورأس الخيمة ودبي يضم برنامجًا حافلًا من الفعاليات المصاحبة والعروض التفاعلية، حيث يستقبل "معرض الكتاب العائم - لوغوس هوب" زواره بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، من خلال عرض ما يقرب من 5000 عنوان تشمل مجموعة كبيرة من المجالات الثقافية بما فيها العلوم والرياضة والفنون والطب والمعاجم واللغات وغيرها الكثير.

تطوير اللغة
وفي مجال تطوير اللغة، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية مشروع "مجلة المركز"، أحد أهم المشروعات لديه، ويتماشى مع استراتيجياته لتجديد الخطاب مع اللغة من خلال نشر دراسات وبحوث عن قضاياها الأدبية والثقافية والفنية بالتعاون مع مؤسسة بريل العالمية.
وتصدر المجلة عددين في السنة في كل منهما 6-8 أبحاث و4-6 مراجعات لكتب. وتضم الهيئة الاستشارية للمشروع مجموعة من القامات الثقافية والمتخصصين من أنحاء العالم.
ويحرص المركز على إبقاء اللغة العربية، المكون الأصيل للثقافة، حاضرة في تفاصيل حياة جميع أفراد المجتمع، من خلال مبادراته التكنولوجيا المتطورة وتوظيفها لتعزيز مكانة وحضور لغة الضاد وتحسين مهارات استخدامها وترسيخ أساساتها لدى الجميع لجعلها لغة يومية تضاعف من حصيلة المفردات لدى الناطقين بها، وتفتح الباب أمام الناطقين بغيرها للتعرف على كنوزها وجمالياتها.
وفي هذا الإطار أطلق مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع ودائرة البلديات والنقل في أبوظبي مبادرة تطبيق "امسح وتعلم العربية" التي توفر لمستخدميها إمكانية مسح الأشياء والتعرف على معانيها باللغة العربية، مما يعزز من مكانة وأهمية اللغة العربية لدى جميع فئات المجتمع، حيث يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الوصول إلى التطبيق المتاح وتحميله بشكل مجاني عبر منصات الأبل والأندرويد ومسح الأشياء، العبارات، والصور الموجودة في العديد من المرافق الحيوية على كورنيش إمارة أبوظبي عبر القارئ الضوئي المدمج به، ما يمكن زوار الإمارة وقاطنيها من مختلف شرائح المجتمع من تعلم اللغة العربية بطرق سلسة تعزز من حضور لغة الضاد في حياتهم اليومية.

الترويج للغة
وفي سياق الترويج للغة العربية من خلال التقنيات الحديثة أيضًا، قدم المركز مبادرات عدة من أبرزها منصات الشعر الرقمية وفي مقدمتها مشروع منصة الموسوعة الشعرية، أحد أهم المشاريع الثقافية الرامية إلى تعزيز المشهد الثقافي في أبوظبي، وتسعى إلى البحث في التراث العريق للثقافة العربية، وتسجيله وتوثيقه، وإصداره مجددًا في صورة حديثة بوصفه إرثًا مستدامًا للأجيال مستقبلًا.
بالإضافة إلى مشروع "نتكلم العربية" الذي يقدم سلسلة من مقاطع الفيديو المخصصة لتعليم المحادثة باللغة العربية للناطقين بغيرها، من جميع الأعمار والجنسيات، من خلال سرد قصة بين فتاة غير عربية تدعى روز وصديقها الإماراتي سعود. إلى جانب تقديم مسابقة أصدقاء اللغة العربية السنوية للناطقين وغير الناطقين بها، وتتكون المسابقة من مقاطع فيديو قصيرة تناقش موضوعات تعكس مجموعة من التجارب المختلفة باستخدام اللغة العربية.
هناك أيضًا مشروع التعليم الترفيهي الرقمي، وهو موجه للشباب ويشمل مسلسلات بحلقات مختصرة سيتم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب شبابي حديث يتطرق إلى عدد من الموضوعات المشوقة في اللغة العربية من تراث وثقافة ولغويات ولهجات.
وضمن حرصه على تعزيز ثقافة القراءة وترسيخها لتصبح عادة متأصلة بين جميع أفراد المجتمع المحلي، ينظم مركز أبوظبي للغة العربية مبادرة "خزانة الكتب" التي تسعى إلى عرض وبيع الكتب للقراء في المراكز التجارية، والفعاليات الخاصة بالمركز والدائرة، بما يساهم في تحفيز الجمهور على اقتناء أحدث إصدارات المركز في مختلف المجالات وضمان وصولها إلى أكبر عدد من القراء، ويتم تنظيم هذه الفعالية بشكل دوري في إمارة أبوظبي والإمارات الشمالية.
كذلك أطلق المركز مبادرة رقمنة الكتب التي تهدف إلى تحويل الكتب المطبوعة إلى كتب رقمية وصوتية لعرضها للبيع على المنصات الرقمية المختلفة، إضافة إلى مختصرات الكتب. وسلسلة "مائة كتاب وكتاب"، التي تضم مجموعة من الإصدارات وتتناول كتبًا وشخصيات أغنت الثقافة العربية والعالمية، ويتوقف الكتاب الأول (صدر سنة 2022) عند مجموعة من الكتب التراثية في مختلف حقول المعرفة. بينما يتناول الكتاب الثاني (سنة 2023) أبرز الروايات العربية حتى نهاية الألفية الثانية.
ويسعى "نادي كلمة للقراءة" إلى تسليط الضوء على أحدث إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية، كما ينظم جلسات ثقافية مستمرة تناقش الكتب الصادرة عن مشروعي "كلمة للترجمة" و"إصدارات" سواء في معارض الكتاب المحلية والعربية والعالمية أو بالتعاون مع مؤسسات حكومية وأكاديمية مختلفة، ويعمل "نادي كلمة للقراءة" أيضًا على تنظيم فعاليات ثقافية وحفلات توقيع كتب وجلسات لمناقشتها.

منح بحثية
كما أطلق مركز أبوظبي للغة العربية برنامج المنح البحثية تحت عنوان "سلسلة بصائر"، الذي حقق نجاحًا لافتًا منذ انطلاقته عام 2021 حيث يمثل حافزا مهما للباحثين في مجال اللغة العربية، ويعكس الحرص الشديد على الارتقاء بالبحث العلمي في اللغة العربية وحقولها المعرفية ويعزز مكانة أبوظبي الثقافية ودورها الرائد في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها.
وقدم المركز ست منح بحثية في العام 2021 وثماني منح في العام 2022 توزعت على باحثين من مختلف الدول العربية. فيما تضمن الإعلان عن المنح شروطًا عدة أهمها ألا يقل البحث عن 50 ألف كلمة، وأن يكون البحث ذا صلة بأحد الحقول التالية: (المعجم العربي، الدراسات اللغوية، الأدب والنقد، مناهج تدريس العربية للناطقين بها وبغيرها، تحقيق المخطوطات)، وأن يتسم البحث بالجدية والمعايير الأكاديمية، وأن يكون منسجمًا مع استراتيجية المركز وتوجهاته، وألا يكون منشورًا، أو مقدمًا لأي جهة أخرى.