السودان والأزمات العالمية والتطورات الإقليمية أبرز القضايا في اجتماع وزراء الخارجية العرب

عرب وعالم

اليمن العربي

ترحيب واسع النطاق بعودة سوريا إلى أحضان "بيت العرب" مجددا، ومشاركتها في الفاعليات التحضيرية للقمة العربية، التي اختتمت فعالياتها التحضيرية الأربعاء، بانعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب.

 

حيث شارك وزير الخارجية السورى، فيصل المقداد، في الاجتماع، لأول مرة بعد غياب دام لنحو 12 عاما، على خلفية حالة الفوضى التي شهدتها بلاده مع بداية العقد الماضي، إثر اندلاع "الربيع العربي"، وما نجم عنها من انقسام إقليمي، جراء الخلافات الكبير تجاه العديد من القضايا، في انعكاس صريح لحالة التوافق الكبير التي حققها مجلس الجامعة العربية، على المستوى الوزاري، برئاسة مصر، خلال الدورة غير العادية التي عقدت الأسبوع الماضي، والتي صدر خلالها القرار، وما سبقها من اجتماعات تشاورية في جدة وعمان، تعكس نهجا جماعيا قائما على الشراكة.

 

وتتجلى قيمة القرار بعودة سوريا إلى استئناف نشاطها في جامعة الدول العربية، نابعة من أهميتها، كدولة مؤسسة، بالإضافة إلى دورها الكبير، في العديد من القضايا، وارتباطها المباشر بقضية "الهوية"، والتي كانت أحد أهم محاور الاستقطاب، مع حالة التداخل الدولي والإقليمي في القضية السورية، لتصبح مشاركة دمشق في فعاليات القمة العربية بمثابة تأكيد على الهوية، وهو ما يمثل بداية الطريق نحو حل العديد من الأزمات العالقة.

 

في هذا الإطار، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته أمام اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، إن سوريا لها إسهام حضاري بارز في هذه المنطقة على مر تاريخها، وهي دولة مؤسسة في هذه الجامعة، معربا عن تطلعه لتفاعل سوري بناء وإيجابي مع هذا الحراك العربي لصالح شعبها وتعزيزا لدورها وحضورها، مشيدا في الوقت نفسه بالتطورات الايجابية في مواقف دول الجوار وإدارتها لعلاقاتها مع المنطقة العربية.

 

والحديث عن التطورات الإيجابية، في العلاقات بين الدول العربية، والجوار الإقليمي، يمثل أحد أهم المتغيرات التي تشهدها القمة العربية، المنعقدة حاليا في جدة، وذلك إثر تغييرات كبيرة تشهدها التفاعلات الإقليمية، ربما كانت غائبة إلى حد كبير في القمم السابقة، إذا ما وضعنا في الاعتبار حالة الانفتاح الكبير في العلاقة بين الدول العربية الرئيسية والقوى غير العربية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمثل ركنا مهما لتحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة بأسرها.

 

يقول أبو الغيط "إننا ننشد علاقات تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، مرحبا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبادرة مشكورة ومحمودة من الرئيس الصيني، ونتطلع إلى أن يمثل هذا الاتفاق خطوة حاسمة لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية بالطرق الدبلوماسية وأن يؤسس لعلاقة جديدة قوامها حسن الجوار واحترام السيادة والالتزام بمبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعلاقات بين الدول."

 

وتعد السودان أحد أبرز القضايا الملحة التي تفرض نفسها، على مائدة القمة العربية المرتقبة، في ظل التطورات الأخيرة، والمخاوف الكبيرة من تفاقمها، وهو ما يبدو بوضوح في انعقاد الاجتماع الأول للجنة الاتصال الوزارية الخاصة بالسودان، والتي تضم كلا من مصر والسعودية بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك قبل انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهي معنية بإجراء الاتصالات الضرورية بغرض التوصل إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار ومعالجة أسباب الأزمة بما يُلبي تطلعات الشعب السوداني وتطلعه إلى الاستقرار والأمن

 

وخلال الاجتماع، قدم وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان عرضا المحادثات التي ترعاها بلاده في جدة بهدف تحقيق الهدنة وتثبيتها بين الطرفين المتقاتلين، ومن أجل إعطاء الفرصة للمدنيين بخاصة في الخرطوم، لالتقاط الأنفاس والحصول على المساعدات الضرورية.

 

وكانت الأزمات الكبيرة المحيطة بالعالم، والتي تترك تداعيات كبيرة على المنطقة العربية أحد أهم القضايا التي تناولها المسؤولين العرب خلال اجتماع وزراء الخارجية، في إطار الحاجة الملحة لتحقيق التكامل بين الدول، من أجل التخفيف من حدة الأوضاع المترتبة عليها.

 

يقول وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن التحولات التي يشهدها العالم حاليا وما تنبئ به من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى، يجب أن تستوقفنا لتدارس واستكشاف سبل التأقلم معها والمساهمة كمجموعة موحدة في صياغة ملامح منظومة علاقات دولية نريدها أن تكون مبنية على أسس السيادة المتساوية للدول والأمن المتكافئ وتوازن المصالح والترابط المنصف.