أسلحة جديدة في شرايين كييف.. زيارة زيلينسكي لأوروبا تنعش أوكرانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

مع استمرار الأزمة الأوكرانية وتعثر محاولات التوصل إلى حلول لإنهائها، عادت كييف مجددا إلى الدول الغربية، أملا في أن تضخ في شرايينها أسلحة باتت في حاجة ماسة إليها.

وتحقيقًا لذلك الهدف، طاف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الجاري، بلدانًا عدة، تمكن خلالها من اقتناص تعهدات جديدة بالأسلحة والمساعدات العسكرية.

من إيطاليا مرورا بألمانيا وفرنسا إلى بريطانيا، حطت طائرة الرئيس الأوكراني في تلك البلدان، والتي وافقت على ضخ أسلحة جديدة في شرايين أوكرانيا، تشمل المدفعية والمركبات القتالية والصواريخ والطائرات المسيرة إضافة إلى تعهدات بتقديم مساعدات مستدامة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.


بريطانيا

وصلها زيلينسكي صباح الإثنين الماضي، حيث كانت المحطة الأخيرة في جولته الأوروبية، والتقى خلالها رئيس الوزراء ريشي سوناك في منزله الريفي.

وأثمرت الزيارة عن تعهد الحكومة البريطانية بإرسال "مئات صواريخ الدفاع الجوي" و"مئات الطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى الجديدة" بمدى يزيد عن 124 ميلًا، إضافة إلى أنظمة جوية.

وقالت الحكومة البريطانية أيضًا إنها تخطط لفتح مدرسة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على "التعامل مع أنواع مختلفة من الطائرات".

جاءت تلك المساعدات الأخيرة بعد إعلان وزير الدفاع بن والاس الأسبوع الماضي، عن التبرع بصواريخ كروز من طراز ستورم شادو لأوكرانيا.

وقالت روسيا إن تلك الصواريخ - التي يبلغ مداها 155 ميلًا، بالإضافة إلى الاستهداف بالأشعة تحت الحمراء والقدرة على التخفي - استخدمت في الأيام الأخيرة لضرب منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا. ويمكن للصواريخ أن تمكن القوات الأوكرانية من ضرب مراكز لوجستية روسية عميقة خلف خط المواجهة.


فرنسا

وصلها زيلينسكي يوم الأحد، فيما كانت ثاني زيارة له للبلاد منذ بدء الحرب. والتقى خلالها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتعهدت الحكومة الفرنسية بتقديم مساعدات عسكرية جديدة؛ أبرزها تدريب القوات وتجديد الأسلحة الموجودة. وقالت باريس إنها ستقوم في الأسابيع القليلة المقبلة "بتدريب وتجهيز الكتائب الأوكرانية بعشرات المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة".

وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الفرنسية العامة "تي إف 1"، قال ماكرون إن فرنسا تعهدت أيضًا بإرسال "ذخيرة جديدة" إلى أوكرانيا والمساعدة في إصلاح المركبات المدرعة والبنادق التي تضررت في الحرب.

وأضاف ماكرون أن فرنسا ستوفر التدريب أيضا لكتائب أوكرانية تقاتل في الشرق قبل الهجوم المضاد المتوقع، مشيرا إلى أن باريس "فتحت الباب" لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات المقاتلة، ما يمهد الطريق لتسليم الطائرات الغربية، في مرحلة ما في المستقبل. وحتى الآن لم ترسل سوى بولندا وسلوفاكيا طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.


ألمانيا

زار زيلينسكي برلين - وهي أول رحلة للزعيم الأوكراني إلى ألمانيا منذ الحرب – يوم الأحد، والتقى خلالها المستشار أولاف شولتز.

إلا أن زيارة الرئيس الأوكراني استبقتها برلين، بالكشف حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا يبلغ مجموعها 2.95 مليار دولار، مما يضاعف التزام برلين الإجمالي منذ العملية العسكرية الروسية.

وتشمل حزمة المساعدات أكثر من 100 مركبة قتالية، و200 طائرة استطلاع مسيرة، و30 دبابة ليوبارد إيه51، و20 ناقلة أفراد مدرعة من طراز ماردير، و18 مدافع هاوتزر ذاتية الدفع، وأنظمة الدفاع الجوي إيريس-تي بشكل حاسم.

 

إيطاليا


بدأ زيلينسكي رحلته بزيارة إيطاليا، حيث التقى الرئيس سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني في روما، وأجرى لاحقًا مناقشة خاصة مع البابا فرانسيس في الفاتيكان.

ورغم ذلك، لم تشهد الزيارة بيانات عن مساعدات عسكرية كبيرة جديدة في هذه المحطة. وقال زيلينسكي في خطابه المسائي إنه أجرى "محادثات جيدة" مع ميلوني، وشكر إيطاليا "على مساعدتها في حماية أرواح الشعب الأوكراني - من حماية السماء إلى التحضير لإعادة إعمار أوكرانيا بالكامل بعد الأعمال العدائية".

ورغم إعلان ميلوني دعمها الصريح لأوكرانيا في مواجهة روسيا، لكن أعضاء تحالفها الحاكم شهد انقساما واضحا تجاه المساعدات. وكانت ميلوني قد أعلنت عن مساعدات عسكرية جديدة في أواخر فبراير/ شباط خلال زيارتها إلى كييف.


ضغوط لوقف الحرب:

في السياق ذاته، كشف الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الأربعاء، في تقرير خاص له عن قيام مجموعة من الدول بالضغط على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لإنهاء الصراع.

ونشر هيرش تقريرا في مجلة سابستاك كشف فيه عن قيام مجموعة من الدول تقودها بولندا بدعوة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سرا لإنهاء الصراع.

وأوضح هيرش في تقريره أن بولندا ودولا أخرى بدأت تدعو زيلينسكي للبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب حتى وإن كان ذلك بإعلان استقالته والشروع في عملية إعادة الإعمار.

واستند هيرش في مقاله إلى مصادر داخل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي أعلنت أن زيلينسكي لا يتقدم ومتشدد بموقفه وفي نفس الوقت بدأ يفقد دعم عدد من جيرانه الأوروبيين.

وبحسب المعلومات التي تناقلها سرا بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية، فإن هذه المجموعة من الدول التي تتقدمها بولندا تضم المجر وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا.