لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.. روسيا توافق على تمديد صفقة الحبوب الأوكرانية

اقتصاد

اليمن العربي

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن روسيا وافقت على تمديد لمدة شهرين للاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بشحن الحبوب عبر البحر الأسود إلى أجزاء من العالم تكافح الجوع.

توسطت تركيا والأمم المتحدة في الاتفاق مع الأطراف المتحاربة الصيف الماضي، والذي جاء باتفاقية منفصلة لتسهيل شحنات الأغذية والأسمدة الروسية التي تصر موسكو على عدم تطبيقها.

قررت روسيا تجديد الصفقة لمدة 60 يوما بدلا من 120 يوما المنصوص عليها في الاتفاقية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الأربعاء إن المشاكل ستحتاج إلى حل "على المستوى الفني".

جرى تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود لمدة شهرين آخرين في تطور وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه "نبأ طيب للعالم كله" قبل يوم من انسحاب روسيا المحتمل من الاتفاق بسبب عراقيل قالت إنها تقف في طريق صادراتها من الحبوب والأسمدة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التمديد في خطاب بثه التلفزيون، وأكدت روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة فيما بعد ذلك.

وتوقف تدفق السفن عبر الممر المائي خلال الأيام القليلة الماضية إذ كان من المقرر انتهاء أجل الاتفاق القائم الخميس قبل تمديده.

وفقا لرويترز، توسطت الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز العام الماضي في إبرام الاتفاق الذي كان أجله لمدة 120 يوما في بادئ الأمر، وذلك للمساعدة في التصدي لأزمة غذاء عالمية تفاقمت بسبب غزو موسكو لأوكرانيا، وهي من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم.

وقال أردوغان "تم تمديد اتفاق ممر الحبوب في البحر الأسود لمدة شهرين بجهود تركيا" وشكر كذلك الزعيمين الروسي والأوكراني والأمين العام للأمم المتحدة على جهودهم.

وبدا أن موسكو في البداية غير مستعدة لتمديد الاتفاق ما لم تتحقق قائمة المطالب المتعلقة بصادراتها الزراعية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية "هذه فرصة للمساعدة في ضمان الأمن الغذائي العالمي، ليس بالأقوال لكن بالأفعال. أولا وقبل كل شيء مساعدة الدول الأكثر احتياجا" مؤكدة تمديد الاتفاق.

وأضافت "تقييمنا المبدئي لاتفاقيات إسطنبول المؤرخة 22 يوليو/تموز 2022 لم يتغير، ويتعين تصحيح أوجه الخلل في تنفيذها في أقرب وقت ممكن".

وفي حين لا تخضع الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة للعقوبات الغربية التي فرضت في أعقاب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، فإن موسكو تقول إن القيود على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل عائقا أمام الشحنات.

وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إنه جرى تمديد الاتفاق لأننا "ما زلنا لم نفقد الأمل في حل المشكلات التي نطرحها" بشأن الصادرات الروسية.

وقال غوتيريش إن المشكلات العالقة لا تزال قائمة لكن ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة سيستمرون في مناقشتها.

وأضاف "نأمل في أن صادرات الأغذية والأسمدة بما يشمل الأمونيا من روسيا الاتحادية وأوكرانيا سيتسنى لها الوصول لسلاسل الإمداد العالمية بأمان وبشكل قابل للتوقع".

وترفض الولايات المتحدة شكاوى روسيا. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد الأسبوع الماضي "إنها (موسكو) تصدر الحبوب والأسمدة بنفس المستويات إن لم تكن أعلى مما كانت عليه قبل الحرب".

ورحبت أوكرانيا بالتمديد لكن مسؤولا كبيرا قال إنه لا يجب السماح لروسيا بإفساد الاتفاق وعليها أن تتوقف عن استخدام الغذاء "كسلاح ووسيلة للابتزاز".

وقال نائب رئيس الوزراء أولكسندر كوبراكوف على فيسبوك "نرحب باستمرار المبادرة لكن نؤكد على أنها يجب أن تعمل بكفاءة".

وغادرت آخر سفينة متبقية مسجلة للإبحار عبر الممر أحد موانئ أوكرانيا في وقت سابق اليوم الأربعاء.

ويشكل مسؤولون من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة مركز تنسيق مشتركا في إسطنبول يتولى تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. ويعطون التصاريح للسفن ويفتشونها. ولم تصرح لجنة التنسيق المشتركة بأي سفن جديدة منذ الرابع من مايو أيار.

وصدرت أوكرانيا نحو 30.3 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية بموجب اتفاق البحر الأسود، منها 625 ألف طن على متن سفن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في إطار عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وإثيوبيا وكينيا والصومال واليمن.