شادن حسين.. فنانة السلام وضحية الحرب

ثقافة وفن

اليمن العربي

عاشت الفنانة السودانية شادن حسين، بين الناس مثل النسيم، تنشر المحبة، وتحتوي الخلافات، وتوزع الابتسامات على جرحى الأزمات.

تعاملت مع الحياة بمنطق مختلف، وهو أننا لم نخلق للصراع والقتال، وإنما للحب ونشر الود، ولذا منحها الناس في قبيلتها لقب "الحكامة" وبعد رحلة عمر قصيرة ماتت برصاصة طائشة، على يد أحد المسلحين نتيجة النزاع في السودان.


من هي شادن حسين

فنانة سودانية، تبلغ من العمر 34 عاما، نشأت في مدينة الأبيض، واهتمت أسرتها بتعلميها، ولذا التحقت بالجامعة الأهلية وتخصصت في دراسة الاقتصاد والبنوك.

والغريب أنها لم تعمل في المجال الاقتصادي، وراحت تبحث عن هواية التمثيل والإعلام، ومن أجل ذلك بذلت مجهودا كبيرا، وبدأت بتقديم مجموعة من البرامج، ثم انتقلت إلى التمثيل وشاركت في العديد من المسلسلات التي تتناول عادات وأعراف المجتمع السوداني.


شادن حسين "الحكامة"

كان والد "شادن" جنرال متقاعدا في الجيش السوداني، وهو الذي اكتسبت منه سماتها الرائعة مثل الجدية في العمل، والإصرار، ولأنها فتاة طموحة ويثق الناس في قدرتها على حل المشكلات لعبت دورا إيجابيا في العديد من المواقف الصعبة، لذا نالت لقب "حاكمة"

وعن هذا الدور قالت شادن حسين قبل رحيلها: " لقب حكامة أو حاكمة، هو عرف بين القبائل تضطلع به المرأة للقيام بأدوار إيجابية، ومن مهامها إدارتها للحروب وهو أبشع واجباتها"

وأوضحت أنها أرادت تغيير مفهوم الحكامة لتعلم السلام والطيبة، وتجمع من حولها على ذلك.


آخر ما كتبته شادن حسين

كانت شادن حسين تتفاعل على المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل رحيلها بـ 17 ساعة كتبت: "لكل سوداني عاشق للكتاب، هنكتب ولأول مرة للأجيال القادمة، تاريخ غير مجهل، وبكل الدقة والمصداقية، فأنت شاهد عيان لكل ما حدث في السودان".


رصاصة طائشة وراء مقتل شادن حسين

صباح السبت 13 مايو/ أيار 2023، ماتت شادن حسين، عن عمر ناهز الـ 34 عاما، وقيل إن سبب موتها سقوط قذيفة على بيتها في أم درمان، جراء الحرب الدائرة بين بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.

وبعد وقت قصير كشف الصحفي محمد أحمد الدويخ سبب وفاة الفنانة السودانية وكتب عبر حسابه في "فيسبوك" قائلا: "شادن تعرضت لطلق ناري على إثر مشادة كلامية بينها وبين مسلحين اقتحموا منزلها وطلبوا مبلغا ماليا ضخما، لترحل عن عالمنا أثناء عملية إسعافها".