أسواق الكربون الأفريقية.. "سلاح ردع" عالمي لمحاربة تغير المناخ

اقتصاد

اليمن العربي

تتحمل إفريقيا العبء الأكبر من آثار تغير المناخ على الرغم من مساهمتها بأقل من 4% من انبعاثات غازات الدفيئة.

ومع ذلك، فإن قصر دور إفريقيا في قضية المناخ على الخسائر والأضرار والتكيف والمرونة يُلحق ضررا كبيرا بإمكانيات القارة للعب دور حاسم في الحياد المناخي، حيث يتجاهل ذلك قدرتها على المساهمة الفعالة في معالجة تغير المناخ عالميًا من خلال قيادة العالم في الحد من الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي، وفي سبيل ذلك تم إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية.


ما مبادرة أسواق الكربون الأفريقية؟

تم إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية في مؤتمر COP27 بقيادة لجنة توجيهية مكونة من ثلاثة عشر عضوا من القادة الأفارقة والمديرين التنفيذيين وخبراء ائتمان الكربون، وبالتعاون مع التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب (GEAPP)، والطاقة المستدامة للجميع (SEforALL)، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، وبدعم من وفد الأمم المتحدة رفيع المستوى لتغير المناخ، وذلك بهدف توسيع مشاركة إفريقيا بشكل كبير في أسواق الكربون الطوعية (ACMI).

وتهدف المبادرة إلى دعم نمو إنتاج ائتمان الكربون وخلق فرص عمل في إفريقيا، والتي بموجبها تم الإعلان عن الأهداف التالية:

1. ضخ 300 مليون ائتمان كربون سنويا بحلول عام 2030، و1.5 مليار ائتمان كربون سنويًا بحلول عام 2050.

2. تحقيق 6 مليارات من الإيرادات بحلول عام 2030 وأكثر من 120 مليارا بحلول عام 2050.

3. دعم 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050.

4. توزيع الإيرادات بشكل عادل وشفاف مع المجتمعات المحلية.

وقد حدد تقرير "خارطة الطريق: تسخير أسواق الكربون لإفريقيا" الصادر عن المبادرة 13برنامج عمل لدعم نمو أسواق الكربون الطوعية في جميع أنحاء إفريقيا.


الدول المنضمة إلى المبادرة

انضمت دول أفريقية متعددة، منها كينيا والغابون ونيجيريا إلى حدث إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية، كما أعلن المشترون والممولون الرئيسيون لائتمانات الكربون، مثل Exchange Trading Group وNando’s وStandard Chartered عن خطط لدخول السوق بمئات الملايين من الدولارات للحصول على أرصدة الكربون الأفريقية عالية النزاهة.

حيث توفر أسواق الكربون فرصة رائعة لإطلاق المليارات لتلبية احتياجات الاقتصادات الأفريقية تمويل المناخ مع توسيع وصولهم إلى الطاقة، وخلق فرص العمل، وحماية التنوع البيولوجي. ومع ذلك لا تستخدم إفريقيا حاليا سوى نسبة ضئيلة من أرصد ائتمان الكربون المتاحة لها، حيث قال داميلولا أوغونبيي، الرئيس التنفيذي لشركة SEforALL وعضو اللجنة التوجيهية للمبادرة "إن الحجم الحالي للتمويل المتاح لانتقال الطاقة في إفريقيا لا يقترب كثيرا من المطلوب، وإن تحقيق أهداف مبادرة أسواق الكربون في إفريقيا سيوفر التمويل الذي تحتاج إلية القارة بشدة والذي سيمثل تحولا جوهريا".


خطوة نحو النزاهة والشفافية

بشكل أساسي تلتزم مبادرة أسواق الكربون الأفريقية بدعم الائتمانات عالية النزاهة، بهدف تحقيق التوزيع العادل والشفاف للإيرادات في المجتمعات الأفريقية، حيث أشار عضو اللجنة التوجيهية مبادرة أسواق الكربون الأفريقية الجديدة وكبير مسؤولي المناخ في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جيليان كالدويل إلى أن "سوق الكربون الأفريقي الطوعي لن ينجح إلا إذا وثق الناس في أن الائتمانات الأفريقية تقود العمل المناخي الحقيقي ولها تأثير إيجابي".

وبهدف توسيع نطاق أسواق الكربون الأفريقية الطوعية في إفريقيا سوف تقوم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومبادرة أسواق الكربون الأفريقية الجديدة بضمان القيام بذلك بنزاهة، كركيزة أساسية لتحفيز إنتاج ائتمانات عالية النزاهة، كما تتعاون مبادرة أسواق الكربون الأفريقية الجديدة مع مبادرات النزاهة العالمية مثل مجلس النزاهة لسوق الكربون الطوعي ومبادرة نزاهة أسواق الكربون الطوعية، بالإضافة إلى سوق الكربون الإقليمي.

على الرغم من أن أسواق الكربون الطوعية تنمو بالفعل بسرعة -فقد تراجع معدل الائتمانات الأفريقية بمعدل 36٪ سنويًا على مدى السنوات الخمس الماضية-، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على هذا المستوى من النمو خلال العقود القادمة.

وتتمتع الدول السبع المنضمة إلى مبادرة أسواق الكربون الأفريقية الجديدة معًا بإمكانية توليد نحو أكثر من 300 مليون طن من الانبعاثات، وبالتمكن من استغلال 25% من إمكانات القارة فإن 75 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون ستكون ضعف إجمالي الائتمان الموجه للقارة بأكملها في عام 2021.

على الجانب الآخر تهدف المبادرة إلى تعزيز الطلب على الائتمانات الحالية، أو تلك التي على قيد التطوير بالفعل، وكذلك على المنتجات وأنواع المشاريع المبتكرة التي ليس لها سوق بعد، ويمكن أن تسهم بشكل جوهري في الازدهار الاقتصادي والحفاظ على البيئة في جميع أنحاء القارة.