مصر تواصل مشاورات تهدئة الأوضاع بالسودان

عرب وعالم

اليمن العربي

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الفريق أول توت جلواك، مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة.


وقال المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، إن «جلواك» سلم الرئيس السيسى رسالة من رئيس جنوب السودان، سلفا كير، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع فى السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظًا على سلامة وأمن الشعب السودانى الشقيق.

 

وأضاف متحدث الرئاسة أنه، خلال اللقاء، تمت الإشارة إلى خطورة التحديات التى تواجه السودان فى هذا الصدد على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، مع تأكيد أهمية تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت الهدنة والانتقال لوقف شامل ودائم لإطلاق النار.

 

بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، وإفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات وتسوية الأزمة، ومن ثم استكمال المسار الانتقالى والعملية السياسية، على النحو الذى يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، ويحقق تطلعات الشعب السودانى ويصون مصالحه العليا.

 

إلى ذلك، وصل سامح شكرى، وزير الخارجية، أمس، مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، لتسليم رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى شقيقة الرئيس سلفا كير، رئيس جنوب السودان، حول الوضع الذى تشهده السودان حاليًا.

 

وكان «شكرى» بحث مع رئيس تشاد، محمد إدريس ديبى، أمس الأول، التطورات الجارية فى السودان ودور تشاد ودول جوار السودان فى دعم جهود وقف إطلاق النار والتعامل مع الأزمة الإنسانية التى يواجهها الشعب السودانى الشقيق نتيجة الاقتتال الدائر.

 

فى سياق متصل، كشف عدد من المنظمات الدولية عن أن عدد القتلى جراء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع فى السودان بلغ 604 أشخاص حتى الآن، فيما بلغ عدد النازحين والمشردين أكثر من 700 ألف شخص، وقالت منظمة الصحة العالمية إن 604 أشخاص قتلوا جراء الاشتباكات، مشيرة إلى إصابة أكثر من 5000 آخرين.

 

وأوضح المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، بول ديلون، أن عدد النازحين داخل السودان ارتفع لأكثر من مثليه فى الأسبوع الماضى ليبلغ أكثر من 700 ألف فى ظل استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

 

وقالت القوات المسلحة السودانية، فى بيان أمس، إن الموقف العملياتى مستقر فى جميع ولايات البلاد، عدا بعض الاشتباكات مع مجموعات من الميليشيا المتمردة فى بعض أجزاء العاصمة، مشيرة إلى حدوث اشتباكات مع مجموعة من الميليشيا المتمردة فى منطقة بحرى وتدمير أربع عربات مسلحة ولاذ العدو بالفرار.

 

وأضاف الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية أنه مازالت الميليشيا المتمردة مستمرة فى أعمال نهب البنوك والمحلات التجارية، وسرقة ممتلكات المواطنين فى أماكن تمركزاتها وسط الأحياء السكنية بالعاصمة، مشيرا إلى أن المتمردين تعدوا على محطة جمارك الحاويات فى سوبا ونهبوا عددا كبيرا من محتوياتها، كما تم نهب مخازن اليونيسيف.

ولفت إلى رصد القوات المسلحة السودانية تحركات لمجموعات من الميليشيا المتمردة، مؤكدا جاهزية القوات للتعامل مع أى مخططات ينوى المتمردون القيام بها. وطالبت القوات المسلحة السودانية المواطنين السودانيين بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات وتجنب الاقتراب من أى أجسام معدنية غير معروفة لحين وصول الأطقم الفنية للتعامل معها، مؤكده تقيدها بقواعد الاشتباك والقانون الدولى الإنسانى، وتدين الانتهاكات المتواصلة له من قبل الميليشيا المتمردة.

 

وجددت الدعوة لأفراد الميليشيا المتمردة بالكف عن التمادى فى مؤامرة التمرد الفاشلة والاستفادة من عفو القائد العام والتبليغ لأقرب وحدة عسكرية، مشيرة إلى الاستعداد لتسهيل ترحيل المرتزقة الأجانب إلى بلادهم فى حالة تسليمهم.

 

وأعلنت إطلاق سراح 2 من لجان المقاومة ببحرى، تم إلقاء القبض عليهما أثناء قيادتهما عربة إسعاف خرجت من منطقة يتواجد بها المتمردون، بعد التحقق منهما. وأكدت قوى الحرية والتغيير موقفها الثابت غير الخاضع لأى مزايداتٍ أو ابتزاز بوجوب إنهاء هذه الحرب وإيقافها فورًا ودعم المباحثات المشتركة بين طرفيها فى مدينة جدة السعودية، وفق المبادرة السعودية الأمريكية.

 

وصولًا لوقف إطلاق النار وحل القضايا الخلافية عبر حل سياسى شامل يقود للسلام والعدالة ولتحول مدنى ديمقراطى وإصلاح أمنى وعسكرى يؤدى لجيش قومى مهنى واحد ينأى عن السياسة.

 

وأشارت إلى رصدها مخططات النظام السابق وحزبه المحلول الهادفة لنقل الحرب لمناطق أخرى وتحويلها لحربٍ أهلية باستغلال إثارة الفتن القبلية واستغلال غياب مؤسسات الدولة، داعية كل قوى الشعب السودانى المدنية من أحزاب ومنظمات مجتمع مدنى ولجان مقاومة وإدارات أهلية وجماعات دينية فى كل أرجاء وأنحاء السودان للعمل معا لإحباط هذا المخطط الشرير البائس واليائس.

 

وإنهاء آخر حلقات النظام المباد وأحلامه فى أن يعود لحكم السودان أو دكها فوق رأس الجميع، عقابًا لكل السودانيين على ثورة ديسمبر التى أنهت حكمهم البغيض الذى امتد لـ30 سنةً عجاف.

 

وقالت فى بيان: «ستنتصر إرادة شعبنا من أجل الحياة على واقع الحرب ولأجل السلام والحرية والعدالة وستدحر كل من عاداها فى خاتمة المطاف»، لافتة إلى مسارعة العديد من الدول المجاورة والصديقة والمحبة للشعب السودانى بفتح الحدود لاستقبال المغادرين من مناطق الحرب أو تمديد إقامة العالقين واستضافتهم وتقديم المساعدات الإنسانية وتنظيم مباحثات إنهاء الحرب ودعم تطلعات الشعب السودانى المشروعة فى الحرية والسلام والعدالة واستعادة الحكم المدنى.

من جانبه، وصف ناظر عموم قبائل الهدندوة، أحمد محمد محمد الأمين ترك، استهداف القوات المسلحة السودانية بأنها مؤامرة خارجية خطيرة مدعومة من الداخل، وكانت تستهدف القائد العام للجيش، أريد بها حرق السودان، وتستوجب وضع عدد من علامات الاستفهام.

 

وقال ترك فى كلمته بقيادة اللواء 43 مشاة باروما القافلة التى سيرتها النظارة دعما للقوات المسلحة السودانية بحضور وإلى كسلا المكلف بالإنابة وأعضاء لجنة أمن الولاية وعدد من القيادات التنفيذية والمجتمعية والأهلية بمناطق القاش، إن القوات المسلحة السودانية لها تاريخ عريق وشاركت فى حروب عدة على المستوى الإقليمى والعربى.

 

وأضاف أن من يريد إزالة القوات المسلحة عن المشهد موهوم، مستشهدًا بمواقف سابقة عن المؤامرات التى كانت تحاك ضد البلاد لإسقاط الدولة ومحاربتها عبر الحدود وصمود القوات المسلحة ضد هذه المؤامرات.