الحوثي يستبيح حرمة مساكن صنعاء.. محاولات لإنشاء حزام طائفي

أخبار محلية

اليمن العربي

تستغل مليشيات الحوثي انخفاض وتيرة المواجهات في الجبهات لتعزيز سطوة حكمها بالقوة لا سيما في صنعاء التي ارتفعت فيها جرائم اقتحام وهدم المنازل.

فمليشيات الحوثي الإرهابية لم تراع حرمة المساكن وحياة ساكنيها وعمدت لاقتحام وهدم عدد من المنازل في صنعاء وريفها بعضها على خلفيات انتقامية لعناصرها وأخرى ضمن حزام طائفي تسعى لتشييده في العاصمة المختطفة.

"عيب أسود".. لم تراع فيه المليشيات الحوثية الممارسات الإجرامية الحوثية أوضاع المواطنين الصعبة إثر ظروف الحرب التي فجرها الانقلاب، وواصلت المليشيات تهجير وتشريد السكان الأصليين في مناطق حزام العاصمة.

مصادر حقوقية وحكومية قالت إن مليشيات الحوثي اقتحمت 5 منازل على الأقل في مديرية الحيمة الداخلية فيما هدمت عديد المنازل في مديرية الوحدة بزعم أنها "أرض أوقاف" وهو جرم ابتكرته المليشيات لتشريد وتهجير المواطنين الأصليين من صنعاء.


حملة انتقامية

ففي الحيمة الداخلية، اقتحمت مليشيات الحوثي منازل المواطنين اليمنيين بعد أيام من مقتل قيادي حوثي على يد مواطن وذلك إثر خلاف نشب حول بئر مياه في المنطقة.

مصادر محلية أكدت أن مجاميع حوثية مسلحة اقتحمت منزل المواطن "إبراهيم شويطر" ومنازل إخوته الـ4 في بلدة "مهلل" بمديرية الحيمة الداخلية، غربي صنعاء، ونهبت محتوياتها وذلك انتقاما لمقتل أحد قيادتها.

ورغم تدخلات مواطنين لمنع المليشيات من ارتكاب العيب الأسود إلا أنهم لم ينجحوا في منع الحوثيين من عملية نهب المنازل وإغلاقها عقب طرد الأطفال والنساء منها وتشريدهم إلى العراء، وفقا للمصادر.

وبدأت القصة عندما فشل المواطن "شويطر" في منع القيادي في صفوف الميليشيات حسين أحمد راجح من الاعتداء على أملاكه وهي عبارة عن "بئر مياه، ومحاولته السطو عليها بقوة السلاح قبل أن يلجأ للاشتباك معه ويسقط الحوثي قتيلا.

لكن بعد ساعات دفعت مليشيات الحوثي بحملة انتقامية يقودها القياديان "حميد الخولاني" و"إبراهيم جميل" والذين عمدا بدورهما على اقتحام المنازل ونهبها وتشريد الأسر.


تهجير قسري

في جريمة أخرى، أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على هدم عدة منازل، في حي عصر بالعاصمة صنعاء. وأظهر مقطع مصور تداوله نشطاء، استقدام مليشيات الحوثي جرافة وهدمها مجموعة من المساكن المملوكة لمواطنين من فئة "المهمشين" بحي عَصِر غربي صنعاء.

ويظهر المقطع استغاثة الأهالي واحتشادهم حول الجرافة في مسعى لمنع المليشيات بعد أن وجدوا أنفسهم مشردين فجأة ولكن دون جدوى.

ووفقا لمصادر محلية ووثيقة صادرة عن المليشيات فإن 8 قيادات من مليشيات الحوثي أشرفت على عملية هدم المنازل في عصر على رأسهم القيادي الحوثي خالد المداني وعبدالمجيد الحوثي رئيس هيئة الأوقاف الحوثية.

ويدعي الحوثيون، وفقا للوثيقة، أن أراضي حي عصر أُوقِفت من قبل أحد الأئمة ويدعى "محمد المنصور" لصالح سلالتهم دون غيرها، قبل قرون من الزمن وهو ما ينفيه السكان ويعتبرونه سطو بقوة السلاح على أملاكهم.

وتسبب الهدم بهلع كبير في أوساط الأطفال والنساء في المساكن، كونهم لا يملكون أماكن للسكن غيرها فضلا عن كون الحادثة تعد قانونيًا جريمة تهجير قسري جماعي.


حزام طائفي

وأدانت الحكومة اليمنية ما تقوم به مليشيات الحوثي الإرهابية من مداهمة لمنازل المواطنين، وهدمها على رؤوس ساكنيها، بما فيها منازل فئة "مجتمع المهمشين" في صنعاء.

وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني إن ما تقوم به مليشيات الحوثي من مداهمة وهدم للمساكن يأتي ضمن حملتها الممنهجة للاستيلاء على الأراضي والعقارات خاصة في حي عصر غرب صنعاء التي تزعم أنها عثرت على وصية بوقفها.

واعتبر الجريمة التي تضاف لسجل المليشيات الحوثية الأسود الحافل بالجرائم والانتهاكات بأنها "‏تندرج ضمن مخطط مليشيات الحوثي للتغيير الديمغرافي بصنعاء، عبر تهجير وتشريد السكان الأصليين في مناطق حزام العاصمة بالقوة، وتوطين عناصرها المؤدلجة القادمة من محافظة صعدة".

وحذر الإرياني من مساعي مليشيات الحوثي المتواصلة منذ الانقلاب من إنشاء حزام طائفي حول العاصمة صنعاء، يدين لها بالولاء، مرجعيته نظام الولي الفقيه في طهران، وإحداث تغيير في التركيبة السكانية بالمدينة التي ظلت حاضنة لكل اليمنيين، ومخاطره على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وقيم التنوع والتعدد، وفرص العيش المشترك بين اليمنيين.

وكانت تقارير حقوقية وثقت اقتحام مليشيات الحوثي أكثر من 12،038 منزلا خلال الأعوام الـ 6 الأولى للانقلاب في جرائم تصنف ضمن الجرائم المركبة باعتبارها انتهاك لحرمة المسكن وحياة ساكنيه، وفقا المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها اليمن، فيما يعتبر قبليا عيبا أسودا وجرما فاضحا.