عبدالله بن زايد: التعليم الأخضر يدعم بناء مستقبل مستدام لأجيالنا

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن العالم اليوم يتحدث بشغف وجدية عن الحاجة الملحة للحفاظ على كوكبنا، فالتغير المناخي والتدهور البيئي يشكلان تحديًا هائلًا أمام البشرية، وقد واجهت دولة الإمارات هذه الحاجة بإرادة حقيقية واضحة، بإطلاق العديد من المبادرات والبرامج، مثل مبادرة شراكة التعليم الأخضر، ضمن استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.

 

وأشار إلى أنها مبادرة تجسد رؤية الدولة وجهودها للحفاظ على البيئة ومستقبل الأجيال المقبلة، مؤكدًا أن للتعليم دورًا حاسمًا في تحقيق هدف المبادرة، بتغيير جذري في ثقافة المجتمع، والمساهمة في تحويل السلوكيات السلبية إلى إيجابية.
ولفت إلى أن تشكيل الثقافة البيئية لدى الأجيال لا يقتصر فقط على المناهج الدراسية، بل يمتد إلى تنظيم الأنشطة التي تركز على ضرورة التثقيف المدرسي والمجتمعي والأسري بأهمية الحفاظ على الطبيعة والبيئة.
وأضاف "تعتبر الثقافة البيئية أحد أهم الأسس التي تساعد على حماية البيئة والحفاظ عليها للأجيال المقبلة، ومن أبرز العوامل التي تؤثر في تكوين هذه الثقافة هو التعليم، فهو العامل الأساسي الذي يسهم في تشكيل ثقافة الأفراد والمجتمعات بعكس هذه المفاهيم في المناهج والأنشطة الدراسية بما يسهم في نشر الوعي البيئي وتحقيق الاستدامة".
وجاء ذلك خلال ترؤسه لاجتماع مجلس التعليم والموارد البشرية عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، ووزيرة تنمية المجتمع أمين عام المجلس شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، ووزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة سارة بنت يوسف الأميري، ووزير الموارد البشرية والتوطين الدكتور عبدالرحمن بن عبد المنان العور، ووزيرة دولة للتعليم المبكر سارة عوض عيسى مسلم والمستشار الثقافي لرئيس الدولة والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات زكي أنور نسيبة، ومدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية -دبي الدكتور عبدالله محمد الكرم ورئيس هيئة التعليم الخاص-الشارقة الدكتورة محدثة يحيى الهاشمي.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "ندرك جيدًا أنّه لا يمكن لدولة واحدة أن تعمل بمعزل عن الدول الأخرى في التنمية المستدامة، ولتحقيق الأهداف المرجوة،علينا تكثيف الجهود لنشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة والطبيعة، وستطلق العديد من البرامج والمبادرات ضمن القطاع التعليمي التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك، وتستهدف الطلبة بمختلف مراحلهم العمرية وجميع العاملين في القطاع".
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي إطار الشراكة في التعليم الأخضر الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو، في قمة تحويل التعليم، دعمًا لمسيرة الدولة الرائدة في الاستدامة البيئية، والحفاظ على البيئة واستعدادًا لاستضافة الدولة للمؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28".
و أكد أن التعليم الأخضر يشمل الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى التعريف بمفهوم البيئة والحفاظ عليها، والتعلم من البيئة والتعليم في البيئة، وعلى مدار السنوات الأخيرة. 
من جانب آخر، استعرض وزير الخارجية والتعاون الدولي تعديلات منظومة المؤهلات الوطنية، بعد تطويرها لتعزيز مرونة أنظمة التعليم المبني على المهارات، وفتح قنوات الحوار المثمر مع قطاعات الأعمال لتحديد الكفاءات المطلوبة وموائمتها مع مخرجات القطاع التعليمي.
وأوضح أنها تشمل تحويل إطار النظام الحالي من 10 مستويات إلى 8، ما يحقق الانسجام بين المؤهلات الإماراتية مع المعايير الدولية، ويعزز كفاءة الطلاب ويزودهم بالمعرفة والمهارات التلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة  محليًا ودوليًا.
وتطرق خلال الاجتماع إلى الإطار العام للمسابقات الوطنية، لتعزيز وبناء قدرات الطلبة في مختلف المجالات التخصصية وبناء جيل منافس وطنيًا وإقليميًا وعالميًا.
وأشار إلى أنه يتضمن برامج ومسابقات وطنية تنظمها وزارة التربية والتعليم للطلبة بالتنسيق مع الجهات التعليمية والمعنية في الدولة طوال العام، وتتمحور حول مجالات مختلفة بما فيها الرياضات، واللياقة البدنية، والابتكار، والتكنولوجيا، والعلوم والهندسة، والرياضيات، والفنون، والثقافة، والموسيقى، والقيادة والدبلوماسية، والقراءة، والكتابة، والمناظرة.
وأكد أن إطار المسابقات الوطنية يتضمن منظومة متكاملة لاكتشاف ورعاية الموهوبين حتى تصل بالطالب إلى مرحلة التميز والريادة لتأهيلهم للمشاركة في المنصات التنافسية المحلية والعالمية.