نيران السودان تصل سفير تركيا.. وقرار عاجل بشأن السفارة

عرب وعالم

اليمن العربي

معارك ضارية تجري في السودان أجبرت السلطات التركية على نقل سفارتها من موقعها الحالي، رغم مفاوضات مرتقبة بين الطرفين.

ولا تزال المعارك محتدمة في الخرطوم رغم موافقة الطرفين، الجيش والدعم السريع، على إرسال وفد إلى السعودية، السبت، لإجراء محادثات حول هدنة جديدة.

وكما يجري منذ 15 أبريل/نيسان، تحدث شهود عيان من سكان العاصمة السودانية لوكالة الأنباء الفرنسية، عن دوي قصف في أنحاء متفرقة من العاصمة، فضلا عن حدوث اشتباكات متفرقة بين الطرفين.


نقل السفارة التركية

واقع ميداني صعب دفع السلطات التركية إلى نقل سفارتها من الخرطوم، بعد أن تعرضت سيارة السفير إلى إطلاق نار بالقرب من المقر.

وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "لقد قررنا نقل سفارتنا إلى بورتسودان"، مضيفا: "لم يصب أي من إخواننا أو السفير أو حراسنا الآخرين، بينما تضررت السيارة".

ولفت إلى استمرار الاتصالات مع الطرفين حول من فعل هذا ولماذا؟ فيما لم تعترف أي جهة بتورطها في إطلاق النار على سيارة السفير.

جاويش أوغلو قال أيضا "تحدثت إلى سفيرنا عبر الهاتف. لم يصب أي من مواطنينا. لا ينبغي لأحد أن يقلق، لقد غادر أصدقاؤنا وذهبوا إلى مكان أكثر أمنًا".


اشتباكات مستمرة

وفي الخرطوم، لا تزال الاشتباكات جارية حتى ساعات المساء، فيما يعاني السكان من انقطاع المياه والكهرباء ومن نقص مخزون الطعام والمال لديهم.

ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، فقد شنت طائرات الجيش، السبت، ضربات جوية في حي الرياض بالخرطوم، بينما تستضيف جدة في اليوم نفسه المحادثات بين الطرفين المتصارعين.

وأعلنت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك ليل الجمعة السبت "بدء محادثات أولية" في جدة بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وحضّ البلدان طرفَي النزاع السوداني على "الانخراط الجاد" في هذه المحادثات حتى التوصل إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع".

وأكد الجيش السوداني في بيان أن هذه المحادثات ستتناول "تفاصيل الهدنة" التي جددت أكثر من مرة ولكن لم يتم الالتزام بها على الإطلاق.

ووجه قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو من جهته "الشكر للسعودية لاستضافتها هذه المحادثات" بينما أمل الوزير المدني السابق خالد عمر يوسف، الذي أقيل في أكتوبر/تشرين الأول 2021، في "حل سياسي شامل".


وسطاء عديدون

تأتي هذه المحادثات بعد عدد من المبادرات الإقليمية الأفريقية التي قامت بها خصوصا دول شرق إفريقيا عبر منظمة "الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد)، أو العربية التي لم تثمر على ما يبدو.

ونددت "إيغاد"، السبت، بخرق الطرفين للهدنة السارية برعايتها منذ أيام.

ومن المقرر أن يبحث، وزراء الخارجية العرب، الأحد، "الملف السوداني"، بينما فقد الاتحاد الافريقي أي أوراق منذ أن علق عضوية السودان عقب قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو بإقالة الحكومة المدنية في 2021، وفق الوكالة الفرنسية.

وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يوما بين قوات الرجلين عن سقوط 700 قتيل وخمسة آلاف جريح فضلا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة.

والجمعة وحدها، أوقعت المعارك 16 قتيلا بين المدنيين من بينهم 12 في الأبيض (300 كيلومتر جنوب الخرطوم)، وفق نقابة الأطباء.


شبح الجوع

ومع استمرار المعارك، يخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان، على خلفية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة، الجمعة.

ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية "يتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان ما بين مليونين و2،5 مليون شخص".

وأضاف "في مايو/أيار 2023، مع أخذ النزاع الراهن في الاعتبار، يمكننا أن نقدّر بأن العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) سيرتفع إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع".

ووفق تقرير برنامج الأغذية مطلع 2023، كان 16،8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداما حادا في الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الذي سبق.

وحذّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثرا ستكون غرب دافور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور.