تحركات مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار فى السودان

عرب وعالم

اليمن العربي

شهدت الساعات القليلة الماضية تحركات واتصالات دبلوماسية مصرية مكثفة بشأن الوضع في السودان ووقف إطلاق النار بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، حيث أجرى سامح شكرى، وزير الخارجية، اتصالين هاتفيين مع كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وزعيم قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو.

 

وقال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية أكد في اتصالاته مع الجانبين قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة، مناشدًا بالوقف الفورى لإطلاق النار، حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا.

 

وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر لن تألو جهدًا في الوقوف إلى جوار السودان في هذه المحنة الخطيرة وغير المسبوقة، وأن الشعب المصرى يعتصر ألمًا مما يلاقيه الشعب السودانى من معاناة نتيجة الاقتتال الدائر، الأمر الذي يقتضى ضرورة التزام جميع الأطراف بالهدنة لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لمستحقيها وتوفير الحماية للمدنيين.

 

وأكد «شكرى» خلال اتصالاته موقف مصر الثابت الداعى لاحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، إذ إن جميع الاتصالات والجهود الدبلوماسية التي تضطلع بها مصر في الوقت الحالى ترتكز على تلك المحددات، وتستهدف مساعدة السودان في الخروج من محنته، وتوفير البيئة الملائمة لحل الخلافات من خلال الحوار.

 

وفى سياق التحركات المصرية، أجرى «شكرى» على مدار يومى ٣ و٤ مايو الجارى، اتصالات مع كل من وزير خارجية السودان، على الصادق، ووزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق، فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن، أيمن الصفدى، ووزير خارجية جيبوتى، محمود على يوسف، ووزير خارجية كينيا، ألفريد موتوا.

 

وجاءت الاتصالات مع الوزراء العرب في إطار التشاور وتنسيق المواقف والإعداد للاجتماع الاستثنائى لوزراء الخارجية العرب حول كل من السودان وسوريا.

 

وكشف المتحدث باسم «الخارجية» أن الاتصال مع وزير خارجية كينيا جاء في إطار التشاور والتنسيق اتصالًا بالأزمة السودانية، خاصة فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وسبل تعزيز ودعم نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء في السودان، كما تناول أيضًا تنسيق جهود حل الأزمة في الأطر العربية والإفريقية ومع تجمع الإيجاد ودول جوار السودان.

 

إلى ذلك، تشهد جامعة الدولة العربية تحركات واسعة لبحث تطورات الأوضاع في السودان، وبحث عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية المجمد منذ عام ٢٠١١.

 

ويعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعًا طارئًا بخصوص تطورات الأوضاع في السودان ومتابعة الوضع السورى، اليوم، بالإضافة إلى اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية، غدًا؛ يخصص الأول لبحث الحرب في السودان، فيما يبحث الثانى مسألة عودة سوريا إلى الجامعة.

 

يأتى اجتماع وزراء الخارجية الطارئ بعد اجتماع خماسى لوزراء خارجية «مصر والسعودية والأردن والعراق» في العاصمة الأردنية «عمان»، إلى جانب وزير الخارجية السورى، فيصل المقداد، الأسبوع الماضى. واستقبل أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، نائب رئيس الحزب الديمقراطى السودانى، رئيس تحالف الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، جعفر الميرغنى.

 

وقال جمال رشدى، المتحدث باسم الأمين العام، إن «أبوالغيط» استمع إلى شرح «الميرغنى» حول موقف ورؤى التحالف الذي يقوده، والذى يضم أكثر من 35 حزبًا وحركة سياسية حيال الصدام الجارى في السودان، حيث أكد الأخير دعم الكتلة الديمقراطية الكامل للقوات المسلحة السودانية، برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان؛ باعتبارها المؤسسة الشرعية للحكم في البلاد، وكذا أهمية الدور العربى والجامعة العربية في الأزمة الراهنة من أجل إعادة الاستقرار في السودان.

 

وسلّم «الميرغنى» الأمين العام خطابًا موجهًا من تحالف الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية- يطلب من خلاله التحرك بصورة عاجلة لوقف الاقتتال بين طرفى النزاع برعاية الجامعة العربية، والتحرك الفورى لبدء حوار سودانى- سودانى بتسهيل من الجامعة العربية، مقدمًا الشكر لـ«أبوالغيط» على الاهتمام والجهد الذي توليه الجامعة العربية منذ اندلاع الأحداث والتحركات، والذى قام به لتهدئة الأوضاع، خاصة خلال عيد الفطر.

 

من جانبه، أوضح «أبوالغيط» أن ما تبذله الجامعة العربية من جهود، أمر طبيعى إزاء أزمة تواجهها دولة عضو، وهو يندرج في صلب المهام التي تضطلع بها الجامعة للسعى إلى الحفاظ على الاستقرار في دولها الأعضاء، كما أكد مجددًا أهمية الوقف الفورى للقتال، حقنًا لدماء أبناء الشعب السودانى.