24 قتيلًا في فيضانات اليمن.. والخطر لا يزال قائما

أخبار محلية

اليمن العربي

ما إن نجا اليمنيون من آلة القتل الحوثية بسبب التهدئة، حتى وجدوا أنفسهم في مواجهة تقلبات المناخ التي فاقمت مأساتهم.

كشفت حصيلة أن أكثر من 24 شخصًا لفظوا أنفاسهم في 5 محافظات يمنية إثر الفيضانات خلال أسبوع (29 أبريل/نيسان - 5 مايو/أيار الجاري) في ظل صيف ماطر أدى إلى فيضانات كبيرة خلفت خسائر فادحة في الممتلكات أيضا.

وتكمن المأساة في أن غالبية الضحايا من الأطفال هذه المرة، لا سيما أولئك الذين كانوا في مهمة رعي للأغنام قبل أن تباغتهم العواصف والأمطار من كل اتجاه.

يوم الجمعة، غرقت طفلتان دون الـ13 عامًا في حفر أحدثها تدفق لمياه الأمطار في بلدة الراشد في مديرية برط العنان بمحافظة الجوف وذلك أثناء عملهما في رعي الأغنام.

وفي محافظة إب (وسط)، قالت مصادر محلية وإعلامية إن طفلة على الأقل قُتِلت فيما تم إنقاذ أسرتها بعد أن جرفت السيول ميكروباص صغير كانوا على متنه في وادي "عنة" بمديرية العدين.

وفي يوم الخميس 4 مايو، لقيت امرأتان حتفهما بعد أن جرفتهما السيول في بلدة الأرجب بعزلة بضعة في مديرية المخادر شمال محافظة إب، فيما توفي رجل آخر جرفته السيول على مدى 3 كيلومترات في المحافظة نفسها.

وفي البيضاء، توفيت 3 فتيات غرقًا في سد مائي بمديرية ردمان وذلك أثناء قيامهن بغسل الأغنام في السد المائي.

وفي 2 مايو، توفي 4 أطفال غرقًا، في حفرة تجمع مياه الأمطار في بلدة الخشعة السفلى بعزلة المصينعة في مديرية الصعيد إلى الجهة الغربية من محافظة شبوة، فيما لقي 4 أطفال مصرعهم غرقًا في أثناء محاولتهم السباحة في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وإب أيضًا.

وفي 30 أبريل، جرفت سيول الأمطار المتدفقة إثر انهيار سد مائي في بلدة بيت الهندي في مديرية حفاش بمحافظة المحويت أحد المساجد وبداخله 4 أشخاص ما أدى إلى وفاتهم على الفور، كما غمرت المياه بعض المنازل القريبة.

أما في 29 أبريل، فتوفي طفلان غرقًا في حاجز مائي في بلدة المعزب الشويع بمديرية خميس بني سعد في المحويت، فيما توفيت سيدة يمنية تبلغ من العمر 45 عاما إثر انهيار منزل طيني في مديرية مناخة في ريف صنعاء


أضرار مادية

وتفيد مصادر محلية بأن الفيضانات خلفت أضرارًا كبيرة في الأراضي والممتلكات الزراعية ودمرت مشاريع المياه، فضلا عن تهدم بعض المنازل في عدد من المحافظات.

كما اجتاحت الفيضانات عددا من مخيمات النازحين كان أبرزها مخيم "الرحبة" في محافظة تعز جنوبي اليمن والذي أدى إلى تدمير عديد الخيم فيما لم تسجل أي إصابات بصفوف النازحين.

وبينما تستمر الأمطار في الهطول على اليمن، يغيب الدور الحكومي فيما ترفض مليشيات الحوثي تقديم أي مساعدة للمتضررين أو اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع مزيد من الخسائر البشرية والمادية.


تحذيرات أممية

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من خطر التعرض في مناطق عدة من محافظات اليمن لأمطار غزيرة خلال الأسبوع المقبل، مع احتمال إصابة ما يقرب من 10 آلاف شخص بالفيضانات المصاحبة لها.

وقالت المنظمة، في نشرة تنبيه الأرصاد الجوية الزراعية: "من المتوقع طقس أكثر حدة، مع استمرار هطول أمطار متفاوتة الشدة، والعديد من أجزاء البلاد معرضة لخطر الفيضانات بسبب هطول الأمطار القياسي الأسبوع المقبل".

وأضافت: "العديد من المناطق ستكون معرضة لخطر كبير بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المصاحبة لها، خاصة في محافظات ذمار وريمة وإب والحديدة وحجة وعمران وصعدة".

وأشارت إلى احتمال تأثر أكثر من 9500 شخص بالفيضانات المتوقعة الأسبوع المقبل، منهم أكثر من 5 آلاف شخص في وادي زبيد وأكثر من ألفي شخص في وادي سهام ووادي مور.

وشهدت عدة محافظات يمنية، منذ بداية شهر مارس/آذار الماضي، أمطارا غزيرة تسببت في مقتل عدة أشخاص، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة في منازل ومخيمات النازحين، وجرفت العديد من الأراضي والممتلكات والمزارع.