موجة لجوء وأزمات حياتية.. كرة السودان تتدحرج نحو "كارثة إنسانية"

عرب وعالم

اليمن العربي

وسط دخان الانفجارات ورائحة البارود، يسير السودان معصوب العينين نحو كارثة إنسانية، مع تسابق المدنيين على الهروب من البلاد وتفاقم المعاناة الحياتية.

كارثة شعر مندوب السودان في مقر الأمم المتحدة بجنيف، برياحها، وقال في فعالية للمنظمة الأممية، الإثنين، إن استئناف عمل الإغاثة الإنسانية في البلاد أصبح أمرا عاجلا.

رؤية تشاطرها معه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، عبدو دينق، الذي قال إن الأزمة الإنسانية في البلاد تتحول إلى كارثة شاملة.

وأضاف أن "امتداد الأزمة السودانية إلى دول أخرى مبعث قلق كبير"، مشيرا إلى وجود شحنة أدوية تابعة لمنظمة الصحة العالمية تنتظر الإذن بالرسو في السودان.

بدوره، حذر مساعد المفوض السامي لشؤون اللاجئين، رؤوف مازو، في إفادة إعلامية للدول الأعضاء في جنيف، من فرار أكثر من 800 ألف شخص في السودان خلال الفترة المقبلة، نتيجة القتال الدائر منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.

وقال رؤوف مازو "بالتشاور مع جميع الحكومات والشركاء المعنيين، توصلنا إلى رقم تخطيطي يبلغ 815 ألف شخص قد يفر إلى الدول السبع المجاورة".

وأوضح أن هذا التقدير يشمل نحو 580 ألف سوداني، في حين أن الباقين هم لاجئون موجودون بشكل مؤقت في السودان.

ووفق مساعد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 73 ألف شخص وصلوا من السودان إلى دول مجاورة حتى الآن.


هدن هشة

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يعيش السودان على وقع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مدن رئيسية، أبرزها الخرطوم، وسط تبادل الطرفين إعلانات سيطرة ونصر لا يمكن التحقق منها.

وقطع هذه الاشتباكات عدد من الهدن الإنسانية، حرى انتهاكها بشكل مستمر، دون إمكانية التحقق من صاحب رصاصة الانتهاك الأولى في كل هدنة بسبب تبادل الطرفين الاتهامات حول هذا الأمر.

والأحد، أعلن الطرفان تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المقرر أن ينتهي في منتصف الليل، لمدة 72 ساعة أخرى، في خطوة جاءت "استجابة لدعوات دولية وإقليمية ومحلية".

لكن على الأرض، لم تغلق الهدنة الهشة فوهات القتال، حيث سمعت، الإثنين، أصوات اشتباكات متقطعة في العاصمة السودانية الخرطوم وضواحيها، وسط اتهامات متبادلة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وذكرت وزارة الصحة أن الصراع المستمر منذ الـ15 من أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن مقتل 528 شخصا على الأقل، وإصابة 4599 آخرين.

الأمم المتحدة هي الأخرى أبلغت عن عدد مماثل من القتلى، لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

في المقابل، دفع القتال عشرات الآلاف من الأشخاص للفرار عبر حدود السودان، وأثار تحذيرات من أن البلاد قد تتفكك، وسط مخاوف من زعزعة استقرار منطقة مضطربة ودفع الحكومات الأجنبية إلى التدافع لإجلاء مواطنيها.


معاناة حياتية

الأكثر من ذلك، تشهد البلاد أزمة إنسانية متفاقة وصعوبة في الحصول على الغذاء وإمدادات المياه النظيفة والوقود، فضلا عن الانقطاع المستمر للكهرباء في المدن الرئيسية.

وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان، الأحد، إن "حجم وسرعة ما يحدث في السودان غير مسبوقين".

ولفت إلى أن الحصول على الماء والطعام أصبح من الصعب بشكل متزايد في مدن البلاد، وخاصة العاصمة الخرطوم، وأن نقص الرعاية الطبية الأساسية يعني أن الكثيرين قد يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها.

ووفق مصادر طبية، فإن أكثر من ثلثي المستشفيات في مناطق القتال النشط خارج الخدمة، مشيرة إلى نقص الإمدادات الطبية والعاملين الصحيين والمياه والكهرباء.