في يومهم الدولي.. عمال اليمن يصارعون "الحوثي" من أجل المرتبات

أخبار محلية

اليمن العربي

فيما يحتفل العالم بيوم العمال، يصارع اليمنيون من أجل البقاء في ظل انقطاع مرتباتهم للعام الـ9 على التوالي بمناطق سيطرة مليشيات الحوثي.

العمالة الموجودة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، شمال وغرب اليمن، محرومون من مرتباتهم الأساسية منذ بدء حربها أواخر 2014، رغم الإيرادات الضخمة التي ينهبها الحوثيون من موارد اليمن.

في المقابل، تعاني الحكومة اليمنية من عجز في توفير مرتبات موظفي وعمال المرافق العامة في المحافظات المحررة سيما جنوب وشرق اليمن، وفاقم هذا العجز قصف وتهديد الحوثي لمنشآت تصدير النفط والموانئ اليمنية، ما حرم الحكومة من أهم موارد صرف مرتبات موظفيها.


عمل بالمجان

العامل اليمني هشام غانم الذي ترك العمل في التعليم وانتقل للعمل على دراجة نارية يقول إن المليشيات الحوثية تجبر العمال والموظفين بالعمل المجاني دون أي مقابل مادي، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.

ووصف غانم وضع العمال اليمنيين بـ "الكارثي" مشيرا إلى أن انقطاع المرتبات دفعت بالكثير منهم للانتحار واستغلال البعض الآخر في أعمال مختلفة فيما يعتمد الكثيرون على أبنائهم المغتربين في دول الخارج للعيش في البلاد.

وأشار إلى أنه عيد العمال يأتي عقب مرور قرابة عقد من الزمن والمرتبات منقطعة شمال اليمن، فيما يغرق سوق العمل بالأطفال الذين كان من المفترض أن يرتادوا مدارسهم.

أما العامل اليمني عبدالكريم محمد الذي يعمل في مجال التعليم أيضا فيرى، أن راتبه الذي لا يتجاوز 65 ألفا (يعادل 54 دولارا) من الحكومة المعترف بها دوليا لا يكفيه لشراء كيس من الدقيق لأطفاله فضلا عن سد أجور المواصلات للوصول إلى مقر عمله.

وأشار إلى أن الكثير من العمال يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع وبات الكثير منهم يعتمد على المساعدات الإنسانية لا سيما ممن قذفتهم الحرب للتشرد والنزوح من ديارهم.

ويعاني نحو ثلثي إجمالي تعداد سكان البلاد البالغ 30 مليون نسمة من الجوع، ومن بين هؤلاء، يحتاج 14.4 مليون يمني إلى مساعدات غذائية فورية للبقاء على قيد الحياة؛ و10 ملايين بحاجة إلى مساعدة غذائية بشكل حاد، وفقا لتقارير دولية.


وضع مأساوي

هذا الوضع المأساوي لعمال اليمن، عبرت عنه منظمة ميون لحقوق الإنسان، التي وجهت الاثنين دعوة للحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي لصرف مرتبات موظفي الخدمة المدنية.

المنظمة دعت، في بيان مقتضب بالتزامن مع عيد العمال العالمي الأول من مايو/آيار، إلى معالجة مشكلة فارق انخفاض قيمة العملة المحلية عن عام 2015.

وذكرت المنظمة أن مليشيات الحوثي ترفض دفع المرتبات من الإيرادات الكبيرة التي تجنيها من موانئ الحديدة والنقاط الجمركية المستحدثة والضرائب الباهظة وغيرها من الإيرادات.

كما لفتت المنظمة في بيانها باستهداف مليشيات الحوثي لموانئ تصدير النفط في المناطق المحررة بطيرانها المسيّر مانعة التصدير ما يهدد بحرمان آلاف اليمنيين من رواتبهم في مناطق الحكومة الشرعية.

في السياق دعا مصدر مسؤول في الشئون الاجتماعية والعمل في اليمن في تصريح إلى ضرورة توفير بيئة صالحة وجاذبة للعاملين، من خلال ضبط الأوضاع الأمنية، وخلق استقرار حقيقي يشجع المستثمرين الأجانب للقدوم والعودة مجددًا خاصة إلى عدن.

وأضاف المصدر، غير مخوّل بالتصريح، أن أي عامل بحاجة إلى العمل في جوٍ مناسب وملائم أمنيًا، وهو ما يجب أن تسعى إلى توفيره الجهات المعنية، حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها تدريجيًا، وينتعش قطاع الأعمال في عدن.


اهتمام حكومي

ما دام اهتم المسؤولون اليمنيون بفئة العمال والموظفين في البلاد، كونهم أداة التنمية وأساس بناء القطاعات الحيوية، لتجاوز ما دمرته الحرب الحوثية.

وهذا ما أكده نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، الذي اعتبر أن ”الإعالة” في اليمن شرف عظيم.

وأضاف صالح في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر”، يفتخر الرجل والمرأة العاملان في بلادنا بجهودهم اليومية من أجل قوت من يعولون.

وقال: ”‏العمل في مجتمعنا التزام عائلي عظيم، وفي يوم العمال نحيي كل رجل وامرأة يكافحون رغم كل الظروف والمخاطر”، حاثًا الحكومة المعترف بها دوليا إلى إعادة إحياء دورها في خدمة العمال.