وسط استمرار القتال الدامي.. جيران السودان قلقون من القادم

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ بدء "حرب الجنرالين" كما باتت تُعرف، منذ أسبوعين في السودان، لم تخف دول الجوار مخاوفها من تداعيات ما يجري.

فمن مصر حتى جنوب السودان، وتشاد، ثم ليبيا وغيرها، دعت جميعها إلى حل سريع للأزمة ينهي الصراع الدامي.


فلماذا أتعب الصراع في السودان جيرانه؟

يقع السودان على حدود 7 دول، مصر، وجنوب السودان، وتشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وليبيا، وإثيوبيا، وإريتريا.

وقد واجهت كل منها حربا أو اضطرابات مدنية عنيفة أو اضطرابات سياسية في السنوات الأخيرة، ولهذا فإن مخاطر تضررها مما يجري في السودان يقلقها إلى حد كبير، وذلك وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

فمن الشمال، تعتمد مصر على السودان كشريك هام في النزاعات الإقليمية على المياهـ في إشارة إلى ملف سند النهضة.

كما أن أي صدع بين القاهرة والخرطوم يمكن أن يعرض للخطر جهود التوصل إلى اتفاق لتقاسم المياه مع أديس أبابا.

أما تشاد، فتقدر الأمم المتحدة أن نحو 100 ألف سوداني سوف يفرون عبر الحدود إلى أراضيها، وسط قلق من عقليات هؤلاء الفارين.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 20 ألف شخص عبروا الحدود إلى تشاد من منطقة دارفور التي اجتاحت أعمال العنف بغرب السودان في الأيام القليلة الأولى من القتال.

وقد استقبلت الجارة بالفعل سابقًا نحو 400 ألف لاجئ سوداني نزحوا بسبب النزاعات السابقة وأقاموا في مخيمات حدودية.

وقد يؤدي القتال في السودان وما ينتج عنه من فراغ في السلطة إلى تأجيج عدم الاستقرار السياسي في تشاد.

وإلى جنوب شرق السودان، تتطلع إثيوبيا إلى كيفية تأثير القتال على اثنين من اهتماماتها الرئيسية بينها تأمين حقوق المياه لسد النهضة الإثيوبي الكبير، وتسوية المطالبات الإثيوبية بمنطقة حدودية متنازع عليها حيث اندلع القتال من قبل.

وكان السودان أيضا ملاذا لعشرات الآلاف من الإثيوبيين من منطقة تيجراي، التي خاضت حربًا استمرت عامين مع الحكومة المركزية وانتهت باتفاق سلام هش أواخر العام الفائت، وتهدد بالانفجار مرة أخرى.

كما قد تؤدي التغييرات في ميزان القوى في المنطقة أيضا إلى زعزعة التحالفات الهشة لإريتريا المجاورة.


مقتل المئات ونزوح الآلاف

يشار إلى أن الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين الجيش والدعم السريع قبل أسبوعين لا تنذر بالخير أبدا، وسط استمرار القتال رغم الهدن.

ومنذ اندلاع القتال بين الجانبين في 15 أبريل/نيسان، جرى التوصل إلى 5 هدن لكنها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.

كما أسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.

فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمنًا، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.