دعوات أممية لإنهاء العنف في السودان

عرب وعالم

اليمن العربي

دفعت المعارك المتواصلة منذ أسبوعين بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية عبر البر والبحر والجو.

 

ومع استمرار إطلاق النار ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين، في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات.


وفي التفاصيل، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين قد تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها، وقال: "علينا جميعًا أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية"، مجددًا الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.

 

ودعا أعضاء مجلس الأمن لاستخدام أقصى درجات نفوذهم لإنهاء العنف واستعادة النظام وإعادة السودان إلى مسار الانتقال الديمقراطي، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة لن تترك السودان، وأضاف غوتيريس أن العمل جار على إعادة تشكيل وجود الأمم المتحدة في السودان للتمكين من مواصلة دعم الشعب السوداني، موضحًا أنه على تواصل مستمر مع طرفي الصراع ودعاهما لتهدئة التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات.

 

وأعلنت الأمم المتحدة في بيا الإبقاء على عدد من موظفيها في السودان وعلى رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان لإجلائهم.

 

وأفاد البيان بأنه "تم بالفعل إجلاء 43 من موظفي الأمم المتحدة المُعينين دوليًا، و29 من موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية من الجنينة (غرب دارفور)، وزالنجي (وسط دارفور) إلى تشاد، وسيبقى عدد بسيط من الموظفين المُعينين دوليًا من ضمنهم الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، في السودان وسيواصلون العمل من أجل حل الأزمة الحالية".


ومن جهته، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الياباني يوشيماسا هاياشى، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري في السودان، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير بن فرحان من وزير خارجية اليابان، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).

 

وأشارت الوكالة إلى أن الوزيرين ناقشا إنهاء العنف في السودان وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين، وتهدئة التوترات المتصاعدة في عددٍ من المواقع الحيوية داخل السودان.

 

وبدوره، تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالًا هاتفيًا، من وزيرة خارجية كندا ميلاني چولي، للتباحث حول مستجدات الأوضاع في السودان.

 

وأوضح المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع في السودان، حيث أعربت الوزيرة الكندية عن بالغ القلق تجاه الأوضاع الأمنية المتدهورة في السودان وتأثيرها على المدنيين من أبناء الشعب السوداني والجاليات الأجنبية في السودان، كما أبدت تطلعها للتعرف على تقييم الجانب المصري للوضع الحالي، وجهود مصر لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأضاف بأن شكري استعرض خلال الاتصال الجهود التي تضطلع بها مصر من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، والاتصالات التي تقوم بها مع الأطراف الفاعلة إقليميًا ودوليًا في هذا الشأن، بما في ذلك تنسيق ووحدة الرسائل التي يتم توجيهها إلى الأطراف السودانية وضرورة الحيلولة دون تدخل أية أطراف خارجية بشكل يؤجج الصراع الجاري.


وبدورها، أعلنت فرنسا إغلاق سفارتها في السودان، وأعلنت المتحدثة باسم الوزارة في بيان أن "سفارة فرنسا في السودان مغلقة حتى إشعار آخر. لم تعد تشكل نقطة لتجمع الأشخاص الراغبين في مغادرة الخرطوم"، موضحة أن السفارة تواصل أنشطتها من باريس تحت مسؤولية السفيرة.

 

وقالت الخارجية الفرنسية إن "باريس تحشد طاقاتها لتسهيل وقف إطلاق النار واستئناف عملية الانتقال السياسي في السودان"، مذكرة بأنها تدعم بالكامل آلية التنسيق تحت إشراف الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ودعا البيان كل الأطراف إلى وقف المعارك والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتجنيب السكان المدنيين والعودة إلى مسار الحوار السياسي.


وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في سلسلة من المقابلات التلفزيونية: إن "الولايات المتحدة سترسل قطعًا بحرية لمساعدة رعاياها الذين يرغبون في مغادرة السودان، لكن ليس هناك أي عمليات إجلاء أمريكية كبيرة تجري حاليًا مع استمرار القتال".

 

وأضاف قي مقابلة مع قناة (إم.إس.إن.بي.ٍسي) "ما زلنا نبحث الخيارات. ما زالت لدينا قطع عسكرية في المنطقة المجاورة إذا لزم الأمر، لكن الوقت ليس مناسبًا لإجراء نوع من العمليات الكبيرة". وتابع أن هناك عشرات الأمريكيين يتحركون برًا ضمن قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان وأن الجيش الأمريكي يساعد في مراقبتها عبر أنظمة جوية مسيرة، وأوضح "سننشر قطعًا بحرية في البحر الأحمر قبالة بورتسودان فيما إذا كانت هناك حاجة لها لمساعدة الأمريكيين الذين يرغبون في المغادرة".

 

وأوضح أن المسؤولين الأمريكيين يواصلون التحدث مع الجانبين في محاولة لوقف العنف، لكن من الممكن أن تتسع رقعة القتال، مكررًا تحذير الإدارة الأمريكية للرعايا الأمريكيين الذين لم يغادروا الخرطوم بعد بضرورة اللجوء إلى مكان آمن.


ونجحت خطة الحكومة الباكستانية في إجلاء 427 باكستانيًا عالقًا إلى بورتسودان بأمان من أجل إعادتهم إلى باكستان من السودان التي تضررت جراء القتال.

 

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن "رئيس الوزراء كان يتابع شخصيًا خطة الطوارئ لإجلاء المواطنين الباكستانيين، على مدار الـ 72 ساعة الماضية"، حسب وكالة "أسوشيتد برس" الباكستانية.

 

وأضاف أن الحكومة وفرت الإقامة والغذاء للباكستانيين الذين تم إجلاؤهم وإعادتهم إلى باكستان على متن رحلات جوية خاصة، وأوضح البيان أن البعثات الدبلوماسية الباكستانية ودول أخرى في المنطقة كانت تدعم باكستان في عملية الإجلاء. وشكر رئيس الوزراء قيادات المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر على دعمهم لإجلاء المواطنين الباكستانيين.


فيما أعلنت الخارجية الصينية إرسال مجموعة عمل إلى السودان وإجلاء أول دفعة من المواطنين الصينيين بأمان إلى دولة مجاورة للسودان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي في بكين: إن "وزارة الخارجية الصينية قامت على الفور بتفعيل آلية طوارئ وكانت على اتصال وتنسيق وثيقين مع الإدارات الحكومية الأخرى والحكومات المحلية والسفارات والقنصليات الصينية في السودان والدول المجاورة لها".

 

وأضافت أن "وزارة الخارجية الصينية أرسلت مجموعة عمل إلى السودان وأنه تم إجلاء أول دفعة من المواطنين الصينيين بأمان إلى دولة مجاورة للسودان.، مؤكدة أن "الخارجية الصينية وسفارتنا في السودان تُذكر المواطنين الصينيين في السودان مرة أخرى بمتابعة الإخطارات والتنبيهات الواردة من السفارة عن كثب، وتسجيل معلوماتهم الشخصية مع السفارة في أقرب وقت ممكن والتأكد من إمكانية الوصول إليهم عبر الهاتف أو شبكات الاتصال الأخرى".