الليثيوم.. الذهب الجديد ينقلب على السيارات الكهربائية

اقتصاد

اليمن العربي

عندما تعاني الصين من تماس كهربائي، يصاب العالم بصدمة؛ فالصين تصنع معظم السيارات الكهربائية؛ وتتحكم في سلاسل التوريد للبطاريات.

هذا التحكم في سلاسل التوريد يأتي على الرغم من أنها تفتقر إلى رواسب محلية كبيرة من المعادن الحاملة لليثيوم، بل تستورد المواد الأولية من الخارج.

خلال العامين الماضيين، ارتفعت أسعار الليثيوم لمستويات تاريخية غير مسبوقة، والنتيجة ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية، وربح وفير للمنتجين، على الرغم من تراجع المبيعات.

لكن اليوم، أدى تراجع المبيعات إلى هبوط أسعار الليثيوم، فما تزال أسعار السيارات الكهربائية مرتفعة، وهو ما قد يقوض الجهود نحو التحول الأخضر في قطاع النقل البري، ليس فقط في الصين بل في كل دول العالم.

وبالتالي، أثر تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية في الصين على الطلب على البطاريات؛ وانخفضت الأسعار الفورية لكربونات الليثيوم بنسبة 64% هذا العام إلى 27298 دولارا للطن، مقارنة مع ذروة 2022.

على الرغم من الوفرة العالمية من الليثيوم، فإن الأسعار المرتفعة سابقا قد تعكس نقص المعروض من بطاريات السيارات الكهربائية، في وقت ما يزال المصنعون يجنون أرباحا كبيرة من مبيعات هذا النوع من السيارات.

وتوقع أكبر منتج لكربونات الليثيوم "Albemarle" مؤخرا، نموا بمقدار 5 أضعاف في الطلب بحلول عام 2030، فهذه الشركة المدرجة في الولايات المتحدة لديها بعض من أقل تكاليف التشغيل على مستوى العالم.

الصين تنتج قرابة نصف السيارات الكهربائية في العالم، وتستهلك نصف المبيعات العالمية، وأدى تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية في الصين إلى تقويض سعر الليثيوم.

في يناير/كانون ثاني وفبراير/شباط من العام الجاري، تباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين على أساس سنوي بشكل كبير مقارنة بعام 2021 و2022.


من يملك الليثيوم؟

تعتبر تشيلي أكبر بلد يتضمن احتياطيات الليثيوم عالميا بهامش كبير على المركز الثاني، إذ لدى تشيلي ما يقدر بنحو 9.2 مليون طن متري.

ستكون الدول المنتجة لمادة "الليثيوم أيون" ذات أهمية كبرى مثلها مثل الدول النفطية الكبرى حول العالم، مع ارتفاع الطلب العالمي عليها، كعنصر رئيس في صناعة البطاريات.

والليثيوم معدن ناعم، يميل لونه إلى الفضي، ويوجد في الطبيعة في المركبات بسبب تفاعله العالي؛ وبدأ يستخدم على نطاق واسع في كل شيء يعتمد على الكهرباء، وأبرزها السيارات العاملة على الطاقة الكهربائية.

وتعتبر تشيلي أكبر بلد يتضمن احتياطيات الليثيوم في جميع أنحاء العالم بهامش كبير على المركز الثاني، إذ لدى تشيلي ما يقدر بنحو 9.2 ملايين طن متري من احتياطيات الليثيوم في عام 2020.


أستراليا وصيف الليثيوم

وجاءت أستراليا في المرتبة الثانية من حيث الاحتياطات، مع احتياطيات تقدر بنحو 4.7 مليون طن متري في العام.

ويتم تعريف الاحتياطيات المعدنية على أنها تلك المعادن التي كانت قابلة للاستخراج أو الإنتاج في وقت التقدير؛ بينما كانت أستراليا الدولة الأولى من حيث إنتاج منجم الليثيوم في عام 2020، حيث أنتجت 40 ألف طن متري من الليثيوم في ذلك العام.

اليوم، يستخدم الليثيوم بشكل أساسي في البطاريات والزجاج والسيراميك، مع استخدامات أخرى بما في ذلك وقود الصواريخ والليزر.

ومن المتوقع أن ينمو سوق بطاريات الليثيوم العالمية بشكل كبير في السنوات القادمة، من 30 مليار دولار أمريكي في عام 2017 إلى أكثر من 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.

وبحلول عام 2028، من المتوقع أن يكون أكبر منتجي خلايا بطاريات الليثيوم على أساس الطاقة الإنتاجية، ممثلا في شركات CATL وLG Chem وTesla.

وبحسب بيانات لموقع "STATISTA"، فمن المتوقع أن تقود ألمانيا والصين واليابان وفرنسا الدول المنتجة للسيارات الكهربائية.

وبعد تشيلي التي تأتي في المرتبة الأولى بـ9.2 مليون طن متري من الاحتياطات، وأستراليا ثانيا بـ4.7 ملايين طن متري، فقد جاءت الأرجنتين في المرتبة الثالثة، بإجمالي 1.9 مليون طن متري.

بينما تأتي الصين في المرتبة الرابعة بكمية إحتياطي تبلغ 1.5 مليون طن متري، ثم في المرتبة الخامسة الولايات المتحدة الأمريكية بإجمالي 750 ألف طن متري، وزيمبابوي بـ220 ألف طن متري.

وقُدر حجم سوق الليثيوم بنحو 280 طن متري حول العالم في عام 2020، ومن المتوقع أن يسجل السوق معدل نمو سنوي مركب يزيد عن 10% خلال فترة التوقعات (2021-2026).