لم تصمد لساعة.. هدنة "هشة" تعيد السودان لمربع القتال

عرب وعالم

اليمن العربي

لم تصمد هدنة السودان لساعة واحدة، قبل أن تدوي أصوات إطلاق النار مجددا معلنة انهيار الفاصل الزمني سريعا والعودة لمربع القتال.

وفي تسلسل دائري للأحداث، اتهمت قوات "الدعم السريع" الجيش السوداني بخرق الهدنة، وهو ما رد عليه الجيش، واصفا خطوته بـ "صد محاولة اقتحام" نفذتها قوات الدعم.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت على تويتر صباح الثلاثاء "الموافقة من جانبها" على مقترح دولي بالالتزام بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة اعتبارًا من عصر الثلاثاء في الساعة 16:00 ت غ.

ومساء الثلاثاء أكّد الجيش في بيان أنّه "تمّ عرض مقترح هدنة من أطراف دولية لمدة 24 ساعة للنواحي الإنسانية وافقت عليها القوات المسلّحة"، متهما قوات الدعم السريع بعدم الالتزام بالهدنة والاستمرار في المناوشات، ولا سيّما في محيط القيادة العامة للقوات المسلّحة ومطار الخرطوم.

وقال الجيش إن قواته "تصدت لمحاولة اقتحام غرب الأبيض وكبدت قوات الدعم السريع خسائر فادحة".

وأضاف أن "قوات الدعم السريع هربت من مطار مروي وحاولت القيام بأعمال سلب ونهب بالمدينة، ما استدعى التعامل الحاسم بالقوات الجوية وتكبيدهم لخسائر فادحة".

وتابع: "بدأنا المرحلة الثانية فجر اليوم لعملية تأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة وصولا إلى وسط الخرطوم بالتزامن مع بقية المناطق تدريجيًا".

ولفت الجيش إلى أن "الموقف العام اليوم مستقر عدا مناوشات محدودة في محيط منطقة القيادة والمطار".


لا مؤشرات على الهدنة

في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إنها لم تتلق أي مؤشرات على وقف القتال في السودان، فيما تحدثت وكالة رويترز عن إطلاق نار في الخرطوم بعد بدء سريان وقف إطلاق النار.

من جانبها، أدانت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توما غرينفيلد، بشدة، الهجوم على بعثة دبلوماسية أمريكية في السودان.

بينما، قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم إن الاشتباكات وإطلاق النار مستمران في العاصمة السودانية.

وأشارت السفارة إلى أنها تواصل مراقبة الوضع في الخرطوم والمناطق المحيطة بها عن كثب حيث يستمر القتال وإطلاق النار ونشاط قوات الأمن.

ولفتت إلى أنه بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، لا توجد خطط للإخلاء بتنسيق من الحكومة الأمريكية.

من جانبه، أكد مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة أن استهداف موظفي الإغاثة ومنشآتها في السودان مستمر.

وفي خضم الأحداث العاصفة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن أمله في التزام الأطراف السودانية بوقف إطلاق النار تمهيدا لتمديد الهدنة.

وفي إطار الجهود العربية والدولية لوقف الصراع في السودان، تلقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، اتصالًا هاتفيًا، الثلاثاء، من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.

وناقش الجانبان خلال الاتصال، التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري وإنهاء العنف، وتهدئة التوترات، مع ضرورة حماية المدنيين السودانيين ومواطني الدول الأخرى، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه.

كما تم مناقشة مجموعة من الموضوعات وأوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون في مختلف المجالات، والمسائل ذات الاهتمام المشترك.


اليوم الرابع

وتتواصل في السودان المعارك الضارية لليوم الرابع على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولا سيّما في الخرطوم حيث تسود حالة من الفوضى، رغم النداءات الدولية الملحّة لوقف المعارك التي أوقعت حتى الآن قرابة 200 قتيل.

وقالت نقابة أطباء السودان، الثلاثاء، إنه تم "قصف مستشفى الشعب بالطيران"، موضحة أن القصف أصاب "المبنى الإداري ومبنى الحوادث وصهريج المياه وسكن الممرضات بمستشفى ابن سينا الجامعي".

وأضافت أنّه "تم الاعتداء على العديد من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم والأقاليم وخروج بعضها من الخدمة وإغلاق البعض الآخر".

وأفاد شهود بأنّ شاحنات تحمل مدافع مضادّة للطائرات - تتمركز في مناطق سكنية في الخرطوم - تمّ تزويدها بذخائر جديدة الثلاثاء.

ورغم دعوة وزراء خارجية مجموعة السبع طرفي النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال العدائية فورا" والعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن المعارك لا تزال مستمرة رغم الهدنة الهشة.