محمد ناسه يكتب: للسودانيين.. استفيدوا من تجارب الآخرين!؟

اليمن العربي

مع اشتداد الصراع بين الجيش السوداني من جهة بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي"، يجب أن نضع في الاعتبار نُقطة في غاية الأهمية وهي إلى ماذا انتهب المواجهات المُسلحة بين أبناء الشعب الواحد؟، لتكون الإجابة على هذا السؤال بداية حل أي أزمة جديدة.


عل سبيل المثال، هُناك في اليمن، لازالت المواجهات العسكرية مُستمرة بين ميليشيات الحوثي من جهة وقوات الشرعية من جهة أخرى لعدة سنوات اقتربت من العشرة سنوات (أي عقد من الزمان)، واليوم يتحدث المتحاربون عن صيغة للتوافق بعد آلاف الضحايا من الطرفين وملايين المدنيين من المُهجرين وتحول اليمن إلى دولة من أكثر دول العالم فقرًا.


فلماذا ننتظر عقد آخر من الزمان في السودان، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وتهجير لملايين من المواطنين، حتى نقتنع في النهاية أنه لا سبيل إلى إنهاء أي خلاف بين أبناء الوطن الواحد، إلا الجلوس على مائدة الحوار، ومن ثُم الوصول إلى حلول ترضى الجميع وتوقف سفك الدماء من هُنا وهُناك، وتجعل أبناء الوطن الواحد يعيشون في خصومات ثأرية مستقبلأ، ففي النهاية الجميع سودانيين.


حتى في الحروب العالمية وفي الخصومات والخلافات الإقليمية، في النهاية يقتنع الجميع أنه لا سبيل لحل الأزمات إلا بالجلوس على طاولة الحوار، فعلى ماذا انتهت الخلافات بين المملكة العربية السعودية وإيران؟ وعلى ماذا انتهت الخلافات بين الرباعي العربي وقطر؟.


وفي النهاية يجب أن يضع السودانيين تجربة المشير سوار الذهب في حُكمه للسودان أمام أعينهم، لتكون قبلة لهم ومثال للتضحية من أجل الوطن ومن أجل عدم إراقة الدماء، فقد سلم المشير الذهب (وقد كان اسمه على مُسمى) سلّم السلطة طوعا للمدنيين بعد انتفاضة عام 1985، ولم يتمسك بالحُكم على جُثث السودانيين.