أحداث السودان.. 27 قتيلا وتبادل الاتهامات بين الجيش و"الدعم السريع"

عرب وعالم

اليمن العربي

قتلى وجرحى وتبادل للاتهامات، حصيلة يوم من الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، في مناطق متفرقة بالبلد الأفريقي، مما دق ناقوس الخطر من سيناريوهات مستقبلية.

قالت نقابة أطباء السودان إن الاشتباكات في البلاد بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، أسفرت عن مقتل 27 شخصا على الأقل.

وبحسب بيان لنقابة أطباء السودان، فإن 183 شخصا أصيبوا في المواجهات بين الجانبين، مشيرًا إلى أنها سجلت وفيات في مطار الخرطوم وفي مدينة أم درمان القريبة وأيضا في مدن نيالا والأبيض والفاشر غربي الخرطوم.

وزعمت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال وفي الفاشر وولاية غرب دارفور، فيما نفى الجيش هذه التأكيدات.

ودعت القوات الجوية السودانية في وقت متأخر، السبت، المواطنين إلى البقاء في منازلهم لأنها ستقوم بعملية مسح كامل لأماكن وجود قوات الدعم السريع، وأعلنت ولاية الخرطوم الأحد عطلة تغلق فيها المدارس والبنوك والمكاتب الحكومية.

وسُمع دوي إطلاق نار في عدة مناطق بالخرطوم حيث أظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد الدخان. وقال شهود إنهم سمعوا دوي إطلاق نار أيضا في مدن مجاورة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان قولهم، إنهم رأوا مدافع وعربات مدرعة منتشرة في الشوارع، مشيرين إلى أنهم سمعوا دوي أسلحة ثقيلة قرب مقرات الجيش وقوات الدعم السريع.


تبادل الاتهامات

وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقناة الجزيرة إنهم إذا استمعوا لصوت العقل فسوف يعيدون قواتهم التي جاءت إلى الخرطوم، لكن إذا استمر الأمر "سنضطر" إلى نشر قوات داخل الخرطوم "من مناطق مختلفة".

وقالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

وطلب الجيش من الجنود المنتدبين لدى قوات الدعم السريع أن يحضروا لوحدات الجيش القريبة، مما قد يؤدي إلى استنزاف صفوف قوات الدعم السريع إذا امتثلوا للأمر.

فيما قال حميدتي في مقابلة أجرتها معه الجزيرة إنهم يعرفون المكان الذي يختبئ فيه البرهان وسيصلون إليه ويسلمونه إلى العدالة.

ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن تؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضا أن تعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.


تصاعد التوتر

تأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات في الجيش، فيما أدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوي السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.

ودعت القوى المدنية، التي وقعت على مسودة لذلك الاتفاق في ديسمبر/كانون الأول، الطرفين إلى "وقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل".

وقالت في بيان: "هذه اللحظة مفصلية في تاريخ بلادنا... فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد، وسنخسر فيها بلادنا إلى الأبد".

وأفاد شهود بوقوع إطلاق نار في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد خارج العاصمة، فيما قالت وكالة "رويترز"، إن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع في مروي.


إنهاء القتال

ودعت الولايات المتحدة وروسيا ومصر والسعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء الأعمال القتالية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه بعد مكالمة هاتفية، دعا وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والإمارات إلى العودة لاتفاق سياسي إطاري بين القوى السياسية المدنية والجيش في السودان.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس تحدث مع البرهان وحميدتي ودعا إلى العودة للحوار.

وأغلقت تشاد حدودها مع السودان، فيما دعت إثيوبيا وكينيا إلى التهدئة. وقالت الرئاسة المصرية إن غوتيريس تحدث أيضا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقالت الخطوط السعودية إن طائرة تابعة لها تعرضت لإطلاق نار بمطار الخرطوم، وأعلنت الشركة تعليق رحلاتها من وإلى السودان. وكذلك علقت شركة مصر للطيران رحلاتها إلى الخرطوم 72 ساعة. وأظهر مقطع مصور نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ركابا مذعورين على أرضية مطار الخرطوم وطائرة متضررة تابعة للأمم المتحدة على المدرج.